بلومبرغ
قالت شركة "شل" إنها ستتخارج من مشاريع الغاز المشتركة في روسيا، بما في ذلك منشأة ضخمة للغاز الطبيعي المسال، حيث أدى غزو أوكرانيا إلى تغيير قواعد التعامل بين الشركات الغربية وموسكو.
أوضحت "شِل"، التي جاء قرارها في أعقاب خطوة مماثلة من جانب شركة "بي بي" يوم الأحد والتي ستتكبد خسارة مالية بـ 25 مليار دولار، أنها ستتعرض لخسائر اضمحلال في القيمة نتيجة لهذه الخطوة. كما أنها ستنهي شراكاتها مع شركة "غازبروم"-عملاق آخر يسيطر عليه الكرملين وله قيادة مرتبطة بشكل وثيق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين- بما في ذلك منشأة "سخالين 2" للغاز الطبيعي المسال، فضلاً عن مشاركتها في مشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2"، الذي جمدته ألمانيا في وقت سابق من هذا الشهر.
قال الرئيس التنفيذي بن فان بيردن: "نتخذ قرارنا بالتخارج عن قناعة.. لا -ولن- نقف مكتوفي الأيدي".
جاءت هذه الخطوة بعد ضغوط من حكومة المملكة المتحدة، التي تسعى إلى جانب الولايات المتحدة وحلفاء آخرين للضغط على الاقتصاد الروسي وإقناع الرئيس فلاديمير بوتين بأن غزوه لأوكرانيا سيعني تدمير اقتصاد بلاده.
لم تكشف "شل" عن حجم الاضمحلال في القيمة الذي ستتعرض له، لكنها قالت إن أصولها غير المتداولة في المشاريع الروسية بلغت 3 مليارات دولار.
وتمتلك الشركة 27.5% من منشأة "سخالين -2" للغاز الطبيعي المسال، و50% من شركة "سالم بتروليوم للتنمية"، والتي حققت العام الماضي 700 مليون دولار من الأرباح المعدلة.
ستتخارج "شل" أيضاً من شركة "غيدان" (Gydan)، التي تشارك في الأعمال الاستكشافية مع "غازبروم"، وستنسحب من خط أنابيب "نورد ستريم 2"، الذي توقف العمل فيه بالفعل بقرار من السلطات الألمانية.
رغم تحذير "بريتش بتروليوم" من أنها قد تتكبد خسائر أكبر من التخارج من حصتها في "روسنفت"، انخفضت أسهم الشركة بنسبة متواضعة نسبياً.
وقال المستثمرون والمحللون إن قرار الانسحاب من روسيا استبعد المخاطر الأخرى، مثل الإضرار بسمعتها الناجم عن الارتباط الوثيق بكيانات يسيطر عليها الكريملين.
إصرار على العقوبات
تبين الخطوات التي اتخذتها الشركات البريطانية، بالإضافة إلى شركة إنتاج الطاقة النرويجية "إكوينور" (Equinor)، إلى أي مدى تعتزم القوى الغربية معاقبة بوتين.
عملت "بريتش بتروليوم" و"شل" -على حد سواء- في روسيا لعقود، كما بذلتا جهوداً حثيثة لتأسيس وتنمية والحفاظ على وجودهما هناك.
ويثير قرارهما بالانسحاب من البلاد علامات استفهام كبيرة حول العمليات التي تقوم بها شركات الطاقة العملاقة الأخرى في الدولة.
لدى "توتال إنرجيز" عمليات هائلة في روسيا، تمثل حوالي 1.5مليار دولار من التدفق النقدي الإجمالي لديها، أو ما يعادل 5% تقريباً، ولديها حصة أخرى أيضاً في شركة إنتاج الغاز "نوفاتيك" (Novatek)، بالإضافة إلى مصالح كبيرة في مشروع "يامال" للغاز الطبيعي المسال.
تدير "إكسون موبيل" أيضاً مشروع حقل نفط "ساخالين الأول" بالشراكة مع "روسنفت". في حين تشترك "شيفرون" في قطاع زيوت التشحيم.