بلومبرغ
ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا في أعقاب جولة أخرى من توقيع العقوبات على روسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع مما أثار القلق حيال حدوث عجز في إمدادات الطاقة.
صعدت العقود المستقبلية بنسبة تبلغ 3% يوم الإثنين، إذ اتفقت الدول الغربية على توقيع عقوبات جديدة عقب فشل العقوبات الأولية في إقناع الرئيس فلاديمير بوتين بسحب قواته من أوكرانيا.
في حين أنَّ القرار يستثني قطاع الطاقة؛ توجد مخاوف من أنَّ هناك عقوبات مستقبلية أكثر، وأنَّ روسيا ربما تقوم بالرد الانتقامي.
تعوّل أوروبا على روسيا في توريد نحو ثلث احتياجاتها من الغاز، وتتدفق العديد من تلك الشحنات عبر خطوط الأنابيب التي تمر بأراضي أوكرانيا.
يمثل أي خلل في تدفقات الغاز تهديداً يجعل أوروبا تتجمد في فصل الشتاء، ويقلّص من قدرة القارة على إنتاج ما يكفي من الكهرباء للوفاء بالطلب، مما قد يدفع الصناعات الكثيفة لاستهلاك الطاقة بداية من مصاهر المعادن وصولاً إلى مصانع الأسمدة إلى تخفيض الإنتاج أو إيقافه تماماً.
العقوبات ضد روسيا
ذكر نيل شيرينغ، كبير خبراء الاقتصاد في شركة "كابيتال إيكونوميكس" (Capital Economics)، في تقرير له: "ربما يسفر توقيع عقوبات إضافية عن إقدام روسيا على الانتقام، وهو ما قد يقلّص واردات الطاقة إلى منطقة أوروبا الغربية".
بحسب العقوبات المتفق عليها؛ سيجري استبعاد بعض المقرضين الروس من نظام المراسلة المصرفية "سويف" SWIFT، الذي يجري استخدامه في إجراء معاملات تصل قيمتها لتريليونات الدولارات في أنحاء العالم كافة.
تستهدف العقوبات أيضاً احتياطات النقد الأجنبيي لدى البنك المركزي. فقد بدأت بعض البنوك فعلياً في سحب التمويل الخاص بتداول السلع الأساسية من روسيا، بما فيها النفط والمعادن، وهو تحرك من الممكن أن يتسبّب في اضطراب للأسواق.
قال شيرينغ، إنَّ العقوبات ستحد بطريقة كبيرة من قدرة البنك المركزي الروسي على بيع الأصول الأجنبية من أجل تعزيز سعر صرف الروبل. كما أنَّه سيقلّص من قدرة الشركات الروسية على الوفاء بالالتزامات المدفوعة بعملات أجنبية.
ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية إلى 128 يورو لكل ميغاواط/ ساعة ، قبل أن يصعد سعر التداول بنسبة 15% ليصل إلى 109 يورو مع حلول الساعة 8:45 صباحاً بتوقيت أمستردام. زادات أسعار الطاقة الألمانية للسنة القادمة، وهو معيار أوروبي، لما يبلغ 13% ليسجل 165 يورو لكل ميغاواط/ الساعة.
أسفرت المخاوف من حدوث تباطؤ في النشاط الصناعي إلى هبوط أسعار عقود الكربون بنسبة 9.1% لتصل إلى 80.12 يورو للطن.
يعتزم مسؤولون من كييف عقد لقاء مع نظراء لهم من روسيا في وقت لاحق من يوم الإثنين حتى في الوقت الذي عبّر فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تشككه في أنَّ المحادثات التي ستنعقد قرب حدود بيلاروسيا ستسفر عن التوصل إلى نتائج.