بلومبرغ
تسارع كبرى شركات الطاقة الأوروبية إلى شراء المزيد من الغاز الروسي بعد أن هاجمت قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا.
تطلب شركات المرافق مزيداً من الوقود بمقتضى عقود طويلة الأجل مع شركة "غازبروم" بعد ارتفاع الأسعار بما يزيد على 60% يوم الخميس، عندما بدأت روسيا غزواً كاملاً.
يرجع ذلك إلى أنَّ أسعار الصفقات قد حُددت بطريقة تجعل الواردات من روسيا حالياً أرخص من أسعار الغاز الفورية في مراكز تجارته الأوروبية.
أطلقت روسيا عدداً من الهجمات الصاروخية على أوكرانيا صباح الخميس، مفجرة أسوأ أزمة أمنية شهدتها أوروبا منذ عقود.
قالت أوكرانيا، إنَّ القوات الروسية دخلت منطقة كييف بالقرب من الحدود مع بيلاروسيا، كما بدأ الانفصاليون شن هجمات على الجزء الشرقي من البلاد.
صعدت أسعار الطاقة، وقفزت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة قياسية بلغت 62%.
قال ستيفان أولريتش، محلل قطاع الغاز لدى "بلومبرغ إن إي إف": إنَّ أسعار الغاز الحالية "تتجاوز بقدر كبير أسعار البيع المحتملة في كثير من عقود الاستيراد مع (غازبروم)، وبالتالي؛ ترفع قيمة المشتروات. وقد يكون هناك أيضاً عامل استراتيجي؛ إذ يحاول العملاء الشراء الآن في ضوء إمكانية وقوع أزمة في تدفق الغاز أو زيادة إضافية في الأسعار".
ارتفاع صادرات الغاز الروسية عبر أوكرانيا
قفزت صادرات الغاز الروسية عبر أوكرانيا بنسبة 38% تقريباً يوم الخميس، وقد تزيد أكثر من ذلك، وفق بيانات صادرة عن مشغّلي شبكة الكهرباء في أوكرانيا.
حجز التجار 6.5 مليون متر مكعب إضافية من الغاز يومياً من خطوط الأنابيب بهدف ضخ الغاز إلى أوروبا عبر نقطة دخول "فيلك كابوساني" (Velke Kapusany) على الحدود بين أوكرانيا وسلوفاكيا، في إشارة إلى أنَّ الشحنات ستزيد مرة أخرى يوم الجمعة.
رفضت شركات "يونيبر" (Uniper)، و "إيني"، و "إنجي"، و "غازبروم" التعليق على طلبيات الغاز الروسية. فيما قالت شركة "آر دبيليو إي"، إنَّها لن تخمن شيئاً حول التطورات المستقبلية في هذه السوق.
تواجه أوروبا أزمة في الطاقة، إذ انتعش الطلب في نفس وقت تخفيض شركة "غازبروم" إمداداتها، وقصر بيعه على الأسواق الفورية.
أخفقت شركة الغاز الروسية العملاقة أيضاً في ملء مواقع تخزين الغاز في أوروبا قبل فصل الشتاء، تاركة القارة تعاني في التعامل مع أدنى معدل من مخزون الطاقة منذ عشر سنوات على الأقل على مدى معظم موسم الحاجة إلى التدفئة.
انخفضت صادرات روسيا أيضاً هذا العام، وهي خطوة قالت عنها "غازبروم"، إنَّها نتيجة لانخفاض الطلب من عملائها الأوروبيين.
في حين كان الطلب المحلي في روسيا قوياً؛ قفز الإنتاج إلى أعلى مستوى منذ ثلاثة أعوام. وسمح ذلك لروسيا بسحب الغاز من مواقع التخزين بوتيرة أبطأ كثيراً من أوروبا المتعطشة للطاقة.
تعلن شركة "غازبروم" عن مستوى المخزون لديها بصورة متقطعة فقط، لكنَّ رئيس الشركة التنفيذي أليكسي ميللر قال في 29 ديسمبر الماضي، إنَّ البلاد سحبت نحو 12 مليار متر مكعب من الغاز، أي نحو نصف الكمية التي سُحبت في أوروبا.
كانت مخازن روسيا ممتلئة بنسبة 83% في ذلك الوقت، بما يزيد بـ 9% عن متوسط خمسة أعوام، وفق تقديرات توم مارزك-مانسر، محلل الغاز الأوروبي والغاز الطبيعي المسال لدى شركة "أي سي أي إس" (ICIS).
وقت حرج
تأتي هذه الزيادة في مشتريات الغاز الروسي في وقت حرج بالنسبة إلى أوروبا. فقد أدان الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة جميعها أفعال روسيا، غير أنَّ العقوبات حتى الآن ابتعدت عن قطاع الطاقة.
في حين قال الرئيس جو بايدن، إنَّ الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على روسيا تعرقل قدرتها على القيام بنشاط تجاري بالعملات الأجنبية؛ فإنَّه لم يتم التعرض لنظام المدفوعات الدولية "سويفت" حتى الآن.
قالت كاتيا يافيمافا، زميل أول باحث في "معهد أكسفورد لدراسات الطاقة": "أعتقد أنَّ الغاز سيستمر في التدفق إلى أوروبا عبر جميع منافذ التصدير، بما في ذلك المنفذ الأوكراني" طالما لم يتم تخريب خطوط الأنابيب.