الولايات المتحدة تدرس الإفراج عن احتياطيات النفط

تدرس إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الاستفادة مرة أخرى من مخزوناتها الطارئة من النفط، بالتنسيق مع حلفائها، لمواجهة ارتفاع الأسعار الناجم عن تحركات روسيا ضد أوكرانيا، وفقاً لشخصين مطلعين على الأمر.

وبرغم عدم اتخاذ أي قرار؛ لكنَّ "المحادثات القوية" تجري داخل أروقة الإدارة، وتتضمن نقاشاً حول السعر المُحفّز المحتمل، وكيفية تنسيق إطلاق جزء من الاحتياطي مع الدول الأخرى، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لسرية المناقشات، مشيرين إلى أنَّه تجري صياغة النماذج للتأكد من حجم ونطاق إطلاق النفط المحتمل.

خيار مطروح بقوة

عندما سُئلت عما إذا كانت الولايات المتحدة تفكر في إطلاق آخر للاحتياطي الاستراتيجي لوقف ارتفاع أسعار الغاز في ضوء أزمة أوكرانيا؛ قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي: "هذا خيار مطروح على الطاولة بالتأكيد ".

قالت ساكي: "ما نحاول القيام به، والتركيز عليه هو اتخاذ كل خطوة يمكننا العمل من خلالها مع نظرائنا وشركائنا حول العالم لتقليل تأثر سوق الطاقة العالمية".

انخفض النفط بعد ساعات من إعلان "بلومبرغ نيوز" عن دراسة الولايات المتحدة إمكانية إطلاق احتياطيها النفطي بالتنسيق مع الحلفاء. تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بالقرب من 1 دولار بعد استقرارها عند 92.10 دولارات. وهبط برنت 72 سنتاً أو 0.8% بعد استقراره دون تغيير. يستمر تداول السلعة عند أعلى مستوياتها في سبع سنوات برغم التقلبات اليومية.

تأتي المداولات في أعقاب تحرك البيت الأبيض في نوفمبر للسماح بالإفراج عن 50 مليون برميل من الخام الاحتياطي في جهد منسق مع الهند، واليابان، وكوريا الجنوبية، والصين لمواجهة الأسعار المرتفعة وسط تعافي الاقتصادات من الوباء.

نسب البيت الأبيض الفضل في هذا الإجراء إلى انخفاض سعر البنزين بحوالي 10 سنتات للغالون خلال موسم العطلات، ولكنَّها ما تزال تحت الضغط لإبقاء التكاليف تحت السيطرة مع ارتفاع أسعار الوقود والمستهلكين، مما قد يعرض للخطر سيطرة الديمقراطيين على مجلسي النواب والشيوخ. وقال محللون، إنَّ أسعار البنزين قد تتجاوز 4 دولارات للغالون وسط الصراع الروسي الأوكراني. كان متوسط ​​السعر اليومي للغالون من البنزين العادي الخالي من الرصاص 3.54 دولاراً يوم الأربعاء، وفقاً لنادي السيارات.

110 دولارات للبرميل

في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية؛ تتوقَّع مجموعة من بنوك "وول ستريت" والمديرين التنفيذيين للنفط عودته إلى 100 دولار. قالت "جيه بي مورغان آند كو" يوم الأربعاء، إنَّه من المرجح أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 110 دولارات للبرميل في الربع الثاني، بافتراض اقتران التصعيد الروسي بصفقة إيرانية.

يعاني الأمريكيون من أعلى معدل تضخم -منذ أوائل الثمانينيات- يفوق نمو الأجور بشكل كبير. قد يؤدي الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى مزيد من التأثير على الثقة،

لاسيما في حال استمرار ارتفاع أسعار البنزين، ويجعل صعود معدلات الرهن العقاري أقل تكلفة بكثير.

تعد روسيا أكبر مُصدر للغاز الطبيعي بواقع 17% من الحصة العالمية، وتمثّل 12% من صادرات النفط الخام العالمية بالتساوي مع المملكة العربية السعودية.

وفي حديثه من البيت الأبيض يوم الثلاثاء؛ قال بايدن، إنَّ الإدارة "تراقب عن كثب" إمدادات الطاقة، وتستعد للتنسيق مع منتجي النفط الكبار لتأمين الإمدادات و "خفض" أسعار الغاز.

وأفاد: "أريد الحد من الألم الذي يشعر به الشعب الأمريكي في محطات الغاز".