المصدر:
بلومبرغ
يتزايد طلب الاقتصادات النامية في آسيا، خصوصاً الهند وإندونيسيا، على الغاز الطبيعي، ما يفاقم الضغط على الطلب العالمي.
بعد غيابها عن السوق لأشهر، يقول متداولون إنّ "مؤسسة النفط الهندية" و"غوغارات ستيت بتروليوم" اشترتا شحنات تسليم فوري من الغاز الطبيعي المسال مؤخراً، بالتزامن مع طلب إندونيسيا، المصدِّر الرئيسي للغاز الطبيعي، من المنتجين إعطاء الأولوية للعملاء المحليين، فيما تسعى كل من تايلاند وبنغلاديش للحصول على شحنات غاز طبيعي مسال فورية عن طريق المناقصات التي طُرحت في الأيام القليلة الماضية.
تزامن الطلب المتزايد من دول جنوب وجنوب شرق آسيا مع الطلب الأوروبي المتفاقم، ما دفع الأسعار إلى مستويات قياسية الشهر الماضي. ارتفع استهلاك المواد الأولية لتوليد الكهرباء ووقود التدفئة الذي يتزايد استهلاكه في فترة ما قبل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وسط تعافي الاقتصادات الكبرى من ذروة الوباء. يضاف إلى ذلك استمرار قيود العرض بسبب نقص الاستثمارات في المشاريع الجديدة على مدار السنوات القليلة الماضية.
لاحظ متداولون نشاطاً غير مسبوق للمشترين من جنوب وجنوب شرق آسيا في التعاملات الفورية على الشحنات من يناير إلى مارس رغم ارتفاع الأسعار، كما أنه على الرغم من كون تلك البلدان أكثر مشترٍ الغاز الطبيعي المسال حساسية للتغير في الأسعار، فإنها مجبرة على الشراء لتتجنب اضطرارها إلى قطع إمدادات الكهرباء عن المنازل والمصنّعين.
تظهر تلك المتغيرات بشكل واضح جداً في باكستان، إذ أدي نقص الغاز إلى الحد من صادراتها الهامة من المنسوجات وفقاً لـ"منظمة التجارة والصناعة" وتسبب في مخاطر اقتصادية وسياسية تؤثر في رئيس الوزراء عمران خان.
في المقابل، من ضمن العوامل التي حدت من ارتفاع الأسعار، مخزونات الصين التي تجاوزت اليابان وأصبحت أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم خلال 2021، وسط استمرار تخزين أكبر اقتصاد في آسيا للغاز الطبيعي طوال العام الماضي، إذ يقول متداولون إنه على الرغم من بدء الشهور الأكثر برودة، فإنّ الصين تتمتع بإمدادات جيدة ولن تحتاج إلى مزيد إلا إذا أصبح الطقس أكثر برودة، ما يعني توافر بعض الإمدادات الفائضة في منطقة المحيط الهادي.
تصنيفات
