الشرق
واصلت أسعار النفط ارتفاعاتها في تعاملات اليوم الثلاثاء، لتصل إلى أعلى مستوى في 5 أسابيع مع تجاوز خام برنت لمستوى 79 دولاراً للبرميل بدعم من مشاكل إمدادات بثلاث دول، وتلاشي بعض المخاوف من تجدد الاغلاقات بسبب أوميكرون.
تأتي ارتفاعات أسعار النفط في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق نتائج الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا التي تسعى لتقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق النووي، وهو ما قد يكبح ارتفاع أسعار النفط حال رفع العقوبات عن إيران.
جاءت ارتفاعات النفط مع استمرار تقييم مخاطر تفشي سلالة أوميكرون حول العالم ومدى تهديدها لتعافي الاقتصاد العالمي، حيث أشارت البيانات الطبية إلى أن التأثيرات الصحية للسلالة الجديدة أقل من السلالات السابقة رغم سرعة انتشارها.
ورغم مشاكل إمدادات النفط بسبب تراجع الإنتاج في كل من ليبيا ونيجيريا والأكوادور لأسباب الصيانة أو إعلان القوة القاهرة التي تدعم الأسعار حالياً، فقد يكون التقدم في ملف رفع العقوبات عن النفط الإيراني مساراً لتهدئة الأسعار، إذ أن رفع العقوبات يعني ضخ أكثر من 3 ملايين برميل يومياً في سوق النفط.
فبحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" بدأ اجتماع الوفود المشاركة في مفاوضات فيينا اليوم الثلاثاء على مستوى الخبراء في فندق كوبورغ في فيينا لبحث آليات رفع الحظر عن إيران.
قال موفد وكالة ارنا في فيينا، إن المحادثات في اجتماع الخبراء تستند إلى اتفاق تم التوصل إليه أمس الاثنين في اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي.
وتطالب إيران في مفاوضاتها أن يتم إلغاء الحظر أولاً، ومن ثم تقوم الجمهورية الإسلامية بالتحقق من ذلك، وبالتالي تنفذ الإجراءات النووية في إطار الاتفاق.
بدأت أمس الإثنين الجولة الثامنة والتي قد تستمر حتى بداية الأسبوع المقبل، من مفاوضات الملف النووي الإيراني في فيينا، بعد فشل كافة الجولات السابقة للوصول إلى ضمانات التزام إيران بوقف برنامجها النووي.
أوبك+
من المقرر أن يعلن تحالف أوبك+ عقب اجتماعه الشهري يوم الثلاثاء المقبل، موقفه من سياسة زيادة الإنتاج التدريجية لشهر فبراير المقبل، حيث أقر اجتماع التحالف الأخير في ديسمبر استمرار زيادة ضخ الإنتاج بواقع 400 ألف برميل يومياً في يناير رغم مخاوف تراجع الطلب بسبب تفشي سلالة أوميكرون، استكمالاً لخطة التدفق التدريجي التي بدأها في أغسطس الماضي.
المخزون الاستراتيجي
تسعى الولايات المتحدة للسيطرة على ارتفاع أسعار النفط الذي تراه سبباً في زيادة معدلات التضخم خلال عام 2021، حيث تجاوزت أسعار النفط في الربع الثالث من العام الجاري مستوى 85 دولاراً للبرميل، وهو ما تسبب في زيادة أسعار الوقود في الولايات المتحدة لأعلى مستوى في 7 سنوات، وهو ما هدد شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي نال الكثير من سخط المستهلكين بسبب أسعار الوقود المرتفعة.
وللحفاظ على شعبيته قرر بايدن التنسيق مع كبار المستهلكين حول العام للسحب من المخزون الاستراتيجي للسيطرة على الأسعار، والذي أسفر قبل شهر تقريباً عن اتفاق بسحب نحو 50 مليون برميل من المخزونات الاستراتيجية للنفط لدى كل من الولايات المتحدة والهند والصين واليابان وكوريا الجنوبية. وبدأت خطوات على طريق الإفراج عن مخزونات النفط في كل من اليابان والولايات المتحدة.