بلومبرغ
يشعر منتجو الغاز الجدد في أفريقيا بالقلق من أن المشاريع التي تستخدم الموارد لتوسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء مهددة نتيجة الضغوط لتجنب تمويل الوقود الأحفوري.
وفي هذا الصدد، قالت وزيرة النفط السنغالية صوفي غلاديما في مقابلة على هامش مؤتمر "إم إس جي بي سي" (MSGBC) في مدينة ديامنيديو: "هناك العديد من الشركات العاملة في القطاع والتي تتقلص أو تنسحب تماماً" بعد تعهدات "مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2021" (COP26) لخفض انبعاثات الكربون.
ومن المُقرر أن تُوفِّر السنغال الغاز الخاص بها لأول مرة من خلال مشروع تورتو أحميم الكبير، حيث من المتوقع أن يبدأ الإنتاج في أواخر عام 2023 أو أوائل 2024، وفقاً لغلاديما التي قالت إن مشروع ياكار-تيرانغا الأصغر، الذي يُقدّر بنحو 15 إلى 20 تريليون قدم مكعب، ما يزال يبحث عن داعمين ماليين. وهناك خطط لربط الحقل بمشروع تورتو والمساعدة في توفير الوقود لمحطات الطاقة في السنغال، والتي تهدف إلى الوصول الشامل إلى الكهرباء بحلول عام 2025.
من جانبه، قال وزير النفط الموريتاني عبد السلام ولد محمد لوكالة بلومبرغ الجمعة إن رفض تمويل مشاريع الغاز في البلاد سيؤدي إلى "كارثة" بالنسبة للبلدان الأفريقية التي ما تزال فقيرة في مجال الطاقة. حيث تتمتع كل من موريتانيا والسنغال بحصة متساوية في مشروع تورتو الذي تدعمه شركة "بي بي" وشركة "كوزموس إنرجي".
رفضت شركة "بي بي"، التي تدير كتلة كيار أوفشور بروفوند حيث تقع اكتشافات ياكار وتيرانغا، بحصة 60%، التعليق على خطط التمويل. في حين قال متحدث باسم الشركة في رد عبر البريد الإلكتروني على الأسئلة: "تعمل (بي بي) مع شركائها على تطوير مشروع ياكار-تيرانغا الوطني لتحويل الغاز إلى طاقة".
وفي يوم الخميس، دعا محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، المستثمرين المهتمين بالمناخ إلى عدم التغاضي عن احتياجات الدول النامية، حيث كان 759 مليون شخص يفتقرون إلى الكهرباء في عام 2019، معظمهم في أفريقيا، والتي تمثل حوالي 3% من الانبعاثات العالمية.
الجدير بالذكر أن تمويل مشاريع توليد الكهرباء من الغاز انخفض في الأسواق النامية بالفعل بنسبة 10% في عام 2020 مقارنة بالعام السابق، وفقاً لـ "بلومبرغ إن إي إف".
وقالت غلاديما: "نأمل من بعض الدول التي أدلت بتصريحات قوية في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2021 وتعهدت بالامتناع عن تمويل مشاريع الغاز والنفط بعد اليوم، أن تُغيِّر رأيها".