صعود أسعار الطاقة في أوروبا مع حلول البرد القارس هذا الأسبوع

time reading iconدقائق القراءة - 8
رجل يجلس على مقعد في ميدان رينوك، لفيف، أوكرانيا - المصدر: بلومبرغ
رجل يجلس على مقعد في ميدان رينوك، لفيف، أوكرانيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تستعد أوروبا لمواجهة أزمة نقص الطاقة مع بداية طقس قارس البرودة، وزيادة في الطلب بما يؤدي إلى صعود الأسعار في وقت لا يستطيع العرض أن يواكبه.

ينتظر أن تنخفض الحرارة إلى ما دون الصفر في العديد من العواصم الأوروبية هذا الأسبوع، ما سيضغط على شبكات الكهرباء التي تعاني بالفعل من ضعف سرعة الرياح، وعمليات إغلاق كثيفة لمحطات نووية في فرنسا.

يزداد الوضع سوءاً مع نوايا روسيا الاستمرار في تحجيم تدفقات الغاز الطبيعي عبر خط رئيسي للترانزيت إلى ألمانيا اليوم الإثنين، بعد خفض الإمدادات خلال العطلة الأسبوعية.

خرجت أسعار الطاقة عن السيطرة هذا العام، مع صعود أسعار الغاز في أوروبا بنسبة 600%، وارتفعت الأسعار بـ 8.8% اليوم الإثنين، بينما قفزت أسعار الكهرباء على المدى القصير في مزادات يوم الأحد. وفي فرنسا، صعدت أسعار الكهرباء تسليم يوم الإثنين لأعلى مستوياتها منذ زيادتها في واقعة نادرة في عام 2009، في حين سجلت الأسعار في ألمانيا ثالث أعلى زيادة تاريخيا.

أشعلت زيادة الأسعار معدل التضخم، الذي يمثل صداعا في رؤوس صناع السياسات وهم يصارعون بالفعل آثار انتشار سلالة أوميكرون من فيروس كورونا قبيل موسم العطلات.

قد تتفاقم الأمور أيضاً بسبب التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، مع ترجيحات بأن يُسبب غزو محتمل لأوكرانيا إلى زيادة أكبر في الأسعار.

حذر جيرمي واير، الرئيس التنفيذي لشركة تجارة السلع الأولية "ترافيغورا غروب"، الشهر الماضي من إمكانية انقطاع الكهرباء بصورة متكررة في أوروبا إذا جاء الشتاء بارداً.

كان ذلك قبل أن تعلن شركة الكهرباء الفرنسية "إليكتريسيتيه دو فرانس" أنها ستعطل مفاعلات تمثل 10% من القدرات النووية للبلاد، تاركة المنطقة تحت رحمة الطقس في ذروة برودة الشتاء في شهري يناير وفبراير.

قفزت أسعار الغاز الهولندية المعيارية إلى ما يقرب من 149 يورو لكل ميغاوات ساعة، وهو أعلى سعر للعقود الأكثر نشاطاً منذ ارتفاعها بـ 40% في 6 أكتوبر الماضي.

ضخ الغاز

ويزداد توتر التجار أيضاً، إذ أن المزادات على كمية ضخ الغاز في الشهر القادم ستكون مؤشراً على ما إذا كانت "غازبروم" تنوي زيادة الإمدادات في يناير.

ومع ضغوط تعطل المفاعلات النووية، سيضطر منتجو الكهرباء لحرق مزيد من الغاز لتوليد الطاقة. غير أن روسيا تخطط لاستمرار تحجيم تدفقات الغاز إلى ألمانيا عبر خط يامال-أوروبا الرئيسي، ما قد يضطر أوروبا إلى العودة إلى استخدام مخزوناتها من الغاز التي نضبت فعلا.

رئيس "سنام": الشتاء قد يُشعل أزمة الغاز في أوروبا

صارت مواقع التخزين ممتلئة بنسبة 60% فقط، وهو مستوى قياسي منخفض بالنسبة لهذه الفترة من العام.

لم يخصص سوى 4% من طاقة الضخ يوم الإثنين لإرسال الغاز عبر محطة "مالناو" في ألمانيا، حيث ينتهي خط الأنابيب الذي يعبر بيلاروسيا وبولندا. ذلك في مقابل نحو 35% من طاقة الضخ احتجزتها روسيا في معظم أيام الشهر الجاري.

لا يبدو أن هناك حلاً لهذه الأزمة في المدى المنظور. فمن المتوقع أن تظل درجات الحرارة تحت مستوياتها الطبيعية في المملكة المتحدة، والدنمارك وشمال ألمانيا في الأسبوع القادم. وفي حين يتوقع التجار قدوم مزيد من الغاز الطبيعي المسال لإنقاذهم بسبب انخفاض الطلب عليه في آسيا، فإن تحويل شحنات الغاز اتجاهها سيستغرق بعض الوقت، ومن غير المرجح زيادتها في الموانئ الأوروبية قبل يناير المقبل.

تصنيفات

قصص قد تهمك