بلومبرغ
كثفت الصين مشترياتها من النفط الإيراني الرخيص الشهر الماضي، بعد منح المصافي المستقلة حصص استيراد إضافية لعام 2021.
استوردت البلاد نحو 18 مليون برميل في نوفمبر، بما يعادل نحو 600 ألف برميل يومياً وفقاً لشركة "كبلير" لبيانات السوق بزيادة 40% تقريباً، مقارنة بشهر أكتوبر لتسجل أكبر حجم تداول منذ أغسطس.
يتوقع أن تكون التدفقات محدودة خلال الأشهر المقبلة نتيجة إطلاق حملة أوسع على مصافي التكرير المستقلة وانخفاض الطلب بسبب القيود المفروضة نتيجة انتشار سلالة جديدة من الفيروس.
استعدت مصافي التكرير المستقلة في الصين والمعروفة باسم "أباريق الشاي" لزخم عمليات الشراء قبل نهاية العام باستغلال مخصصات الواردات الجديدة التي تلقتها في منتصف أكتوبر. الأمر الذي زاد اهتمامها بشراء نفط "إبسو" الروسي من الشرق الأقصى، والذي يستغرق أقل من أسبوع للشحن، وكذلك النفط الإيراني المخزن على السفن قبالة الصين وحول سنغافورة وماليزيا.
نفط رخيص
تقول "كبلير" إن الحجم الإجمالي للنفط والمكثفات المخزنة في البحر قبالة المناطق الآسيوية الرئيسية حتى 9 ديسمبر قد انخفض لأدنى مستوى منذ سبتمبر، وتُقدِّر أن النفط الإيراني والفنزويلي استحوذ على أكثر من نصف النفط المخزن العائم.
يقول التجار، إن شحنات النفط الإيراني جري بيعها بخصم لا يقل عن 4 دولارات للبرميل عن سعر خام برنت في "أي سي إي".
تختلف بيانات "كبلير" لحجم الاستيراد مع البيانات الصينية الرسمية التي ذكرت أن الصين لم تستورد نفط إيراني منذ ديسمبر 2020، وأن إمدادات النفط مصدرها عمان وماليزيا خلال الفترة الماضية.
تتمتع "أباريق الشاي" بمرونة في شراء النفط الإيراني الرخيص لعدم ارتباط الكثير منها بصفقات طويلة الأجل مع منتجين آخرين في الشرق الأوسط عكس المصافي الآسيوية الأخرى.
حيث تشتري المصافي المستقلة النفط من خلال طرف ثالث لا يمتلك أية أصول في الولايات المتحدة على الرغم من معارضة الصين للعقوبات الأمريكية على إيران واتهامها واشنطن بالتجاوز وفرض ولايتها بشكل خاطئ.
توتر العلاقات الأمريكية الصينية
تتصاعد وتيرة توتر العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم. حيث هددت بكين هذا الشهر الولايات المتحدة بالانتقام بعد إعلان واشنطن مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، في خطوة لها تداعيات دبلوماسية كبيرة في ظل القيود المتعلقة بكوفيد التي سيواجهها المسؤولون في الصين.
أشار يونتاو ليو، محلل النفط في "إنرجي أسبكتس" في لندن إلى احتمال أن تكون موجة الشراء التي تمت في نوفمبر نهاية لعمليات الشراء المرتفعة في الوقت الحالي.
وتوقع ليو انخفاض التدفقات حتى أواخر فبراير بعد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين التي تنتهي في 20 فبراير. وأضاف ليو، أن طلب الصين على النفط بداية العام 2022 سيشهد اتجاه صعودي محدود للغاية.
تُظهر مؤشرات في سوق الصفقات الفورية ضعف الطلب على شحنات شهر فبراير. كما تراجعت علاوات الأسعار لخام "إسبو" أحد الصفات المفضلة لـ"أباريق الشاي" لأدنى مستوى منذ أغسطس، وسط حملة على مصافي التكرير الخاصة في مركز تكرير النفط في مقاطعة شاندونغ في الصين.