بلومبرغ
بعد سنوات من طمسها تحت طفرة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت الرمال النفطية الكندية في الظهور بعد انهيار السوق التاريخي عام 2020 وهي تحمل معها العديد من توقعات محللي الأسهم في سوق "وول ستريت" المتفائلة.
وكانت كل من مجموعة "غولدمان ساكس غروب" وشركة "مورغان ستانلي" آخر الشركات اللآتي أشارت مؤخراً إلى قدرة الصناعة على توليد تدفق نقدي جيد في العام المقبل، وقالتا إنه كان السبب وراء شراء أسهم مثل "سونكور اينرجي"، و"كانيديان ناتشورال ريسورسيز"، و"ميغ انيرجي كورب" والذي يتماشى مع تقارير مشابهة من إدارة "بنك أوف أمريكا سيكيوريتيز" وخدمة "بي أم أوه كابيتال ماركيتس".
وذكر محللا "مورغن ستانلي" بيني وونغ وآدم جي غراي، في مذكرة يوم الجمعة أنه "مع بنية تكاليف محسنة والميول المتزايدة نحو الانضباط في رأس المال، بدأ المنتجون الكنديون يخرجون من الكساد وهم أقوى، ومع قدرة أكبر على توليد تدفق نقدي حر".
كما أن من بين المصالح الأخرى التي عززتها هذه الرياح المواتية لمنتجي النفط الخام الثقيل المنكوب في شمال ألبرتا، كان تراجع منافسة المكسيك لهم، وبدء بناء ثلاثة خطوط أنابيب، بعد سنوات من قدرات شحن غير كافية.
الإنتاج الثابت من المناجم يعني أن منتجي الرمال النفطية قادرون على الحفاظ على الإيرادات لعدة عقود دون الحاجة للمزيد من الاستثمارات، في حين أن العمر القصير لآبار الصخر الزيتي يجبر المستكشفين الأمريكيين على ضخ الأموال باستمرار لمجرد الحفاظ على الإنتاج.
سجلت أكبر ثماني شركات منتجة للرمال النفطية تدفقات نقدية بلغ إجمالي معدلها 1.4 مليار دولار للربع الثالث بحسب القيمة السوقية، مقارنة بـ 163.7 مليون دولار سجلتها أكبر ثماني شركات للتنقيب والإنتاج في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقًا لبيانات جمعتها بلومبرغ.
ومن المتوقع أن تنخفض صادرات خام "مايا" المكسيكي الثقيل بنسبة 70% خلال السنوات الثلاث المقبلة، مما يساعد على خفض خصومات "ويستيرن كانيديان سيليكت أويل" على العقود الآجلة المتداولة في نيويورك من 5 دولارات إلى 7 دولارات للبرميل في العام المقبل، بناء على ما أعلنته خدمة "بي أن أوه كابيتال ماركيتس" في شهر أكتوبر. وتبلغ الفجوة في السعر حالياً نحو 12 دولاراً للبرميل.
كما ارتفع الطلب على نفط "دبليو سي أس" بعد أن خفضت دول أوبك إنتاجها للنفط ذي نسب الكبريت الأثقل والأعلى والتي تشبه تلك الموجودة في الرمال النفطية. ويتوقع "غولدمان" استمرار النفط الكندي في الحصول على "دعم جيد" خلال عام 2021.
رياح معاكسة
ولكن شركات الرمال النفطية تواجه أيضاً فرص رياح معاكسة في ظل ابتعاد أعداد متزايدة من البنوك والمستثمرين عن هذه الصناعة بسبب المخاوف من ارتفاع انبعاثات الكربون. كما لا تزال خطوط الأنابيب قيد الإنشاء أمام خطر تأخيرات قضائية محتملة، وحتى معارضة سياسية.
آدم وايتروس، الرئيس التنفيذي لشركة الأسهم الخاصة "دبليو إي أف جي بي" ومقرها كالغاري، هو من بين المستثمرين الذين يتوقعون ربحية أعلى من الرمال النفطية مقارنة بالصخر الزيتي. وهو يقدر حدوث انخفاض في إنتاج الخام الأمريكي بنحو 2.5 مليون برميل يومياً في العام المقبل بما أن أسعار النفط لا تزال منخفضة للغاية ولا تعود بأي عوائد جذابة.
وتسيطر شركة "دبليو إي أف جي بي" على اثنين من منتجي النفط الكندي، لاسيما شركة "كونا ريسورسيز"، والتي اشترت شركة "بينغروث انيرجي" في شهر يناير مقابل نحو 790 مليون دولار كندي (620 مليون دولار)، بما في ذلك الديون. والشركة الآن متورطة في محاولة استيلاء عدائية لشركة "أوسام أويل ساندز".
يقول وايتروس: "لقد أصبحت أفضل أيام صناعة النفط الأمريكية وراءنا بالتأكيد، ونحن متفائلون للغاية بالرمال النفطية الكندية، في حين يرى آخرون غير ذلك".