بلومبرغ
تستمر الصين بالتباين عمّن سواها من الدول فيما يخص الفحم، حيث خصصت له تمويلاً يزيد على 200 مليار يوان (31 مليار دولار) فيما تتجنب معظم البنوك العالمية هذا النوع من الوقود.
سيستخدم البنك المركزي الصيني برنامج إعادة الإقراض كي تستدين البنوك الوطنية لغرض تمويل ما يسمى مشاريع الفحم النظيف بأسعار تفضيلية، حسب بيان نشره موقع إلكتروني حكومي الأربعاء ويوضح تفاصيل اجتماع مجلس الدولة برئاسة رئيس الوزراء لي كه تشيانغ.
جاء الاجتماع بعدما ساعدت الصين بقيادة مسعى اللحظة الأخيرة في قمة المناخ لإضعاف اللهجة حيال التخلص التدريجي من الفحم العالمي. ستدعم القروض طرقاً أنظف لاستخدام الوقود كالتعدين الذكي ومحطات طاقة أكثر كفاءة، وفق البيان.
بعد اتفاق غلاسكو.. روسيا قد تخفض أهدافها لزيادة إنتاج الفحم وتدرس ضريبة الكربون
قال لين بوكيانغ، مدير مركز الصين لأبحاث اقتصاديات الطاقة في جامعة شيامن عبر الهاتف: "علينا التعايش مع حقيقة أن الصين لا تستطيع التخلص من الفحم في المستقبل القريب، لذلك من الأهمية بمكان تمويل التقنية الجديدة لجعلها أقل تلويثاً... يجب منح مثل هذه القروض التفضيلية للشركات التي لديها حلول أفضل لتحسين جودة الفحم أو خفض الانبعاثات".
يأتي الدعم المالي للقطاع فيما تعهد معظم المقرضين الدوليين الرئيسيين بوقف تمويل مناجم الفحم أو مشاريع الطاقة التي تعمل بالفحم نتيجة الضغوط البيئية والمخاوف من أن يؤدي انخفاض الطلب إلى تركهم مع أصول عالقة.
قروض رخيصة
يأتي برنامج الفحم بعد حوالي أسبوع من إعلان "بنك الشعب الصيني" أنه سيقدم قروضاً رخيصة للبنوك التي تمول مشاريع الطاقة النظيفة، حيث يقدم 60% من الأموال المطلوبة بسعر فائدة 1.75%. لم يكن هناك حد أقصى لحجم البرنامج، وتوقعت "غولدمان ساكس" أن البرنامج سيقدم قروضاً بقيمة 1.2 تريليون يوان.
يظهر الاستخدام المتكرر لتسهيلات إعادة الإقراض المصرفية أن صانعي السياسات يتجهون أكثر نحو الخطوات الصغيرة المستهدفة لدعم الاقتصاد، بدلاً من إجراءات السياسة واسعة النطاق.
الصين تخطط لوضع حدود لأسعار الفحم لحل أزمة الطاقة
قال ليو بيكيان، الاقتصادي الصيني في "نات ويست ماركتس" (Natwest Markets): "إن تكرار اعتماد المزيد من أدوات التيسير المستهدفة يقلل الحاجة لتسهيل واسع النطاق... غالباً ستظل أسعار الفائدة المعيارية دون تغيير، بينما قد ينتعش الدافع الائتماني بشكل معتدل في دورة التيسير هذه".
تخطط الصين، التي تستخرج وتحرق أكثر من نصف إمدادات الفحم في العالم، أن تبلغ ذروة استهلاكها للوقود بحلول 2025، رغم أنها تتوقع أن يكون الفحم جزءاً من مزيج الطاقة الخاص بها لعقود، لأنها تستهدف حياد الكربون بحلول 2060.
قال لي شو، كبير مستشاري السياسة العالمية في "منظمة السلام الأخضر" (Greenpeace): "قد تجعل هذه الإجراءات المالية استخدام الفحم أنظف في الصين، لكن تقليل الاعتماد على الفحم سيتطلب مزيداً من العمل... مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021 أرسل إشارة قوية للحد من استهلاك الفحم. ينبغي أن تجعل الدول ذلك حقيقة محلية".