الشرق
تراجعت أسعار النفط في تعاملات اليوم الأربعاء، رغم بيانات أعلنتها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم عن تراجع المخزونات خلال الأسبوع الماضي بأكثر من مليوني برميل.
هبط خام برنت لحافة الـ 80 دولاراً لعقود يناير بانخفاض تقترب نسبته من 3% مقارنة بإغلاق الأمس، وكذلك هبط الخام الأمريكي بنفس النسبة تقريباً لتتداول عقود ديسمبر فوق 78 دولاراً بقليل، فيما تتداول عقود يناير عند مستوى 77.3 دولار للبرميل.
تأتي التراجعات بعدما أظهرت بيانات أمريكية اليوم سحب الولايات المتحدة من الاحتياطي الاستراتيجي للنفط في محاولة لتهدئة الأسعار، حيث تراجعت مستويات المخزون الاستراتيجي بنحو 3 ملايين برميل بنهاية الأسبوع الماضي.
وتسعى الاقتصادات العظمى لخفض أسعار الطاقة بما تشمله من النفط والغاز الطبيعي لتهدئة مؤشرات التضخم في الأسعار العالمية؛ حيث ترجع الدول الكبرى نسب ارتفاع التضخم إلى مستويات الأسعار المرتفعة للطاقة.
ورغم حث الولايات المتحدة لتحالف أوبك+ على زيادة إنتاج النفط لكبح جماح الأسعار المرتفعة للطاقة، تخشى الدول القائدة للتحالف، وعلى رأسها السعودية وروسيا، من الانسياق وراء دعوات زيادة الإنتاج مفضلة التعامل بحذر مع أسواق النفط من خلال الزيادة التدريجية في الإنتاج والمراجعة الشهرية لحجم الطلب مقابل العرض.
وتترقب الأسواق اجتماع التحالف في الأسبوع الأول من ديسمبر المقبل للتعرف على سياسة أوبك+ في التعامل مع أسواق النفط خلال شهر يناير، حيث يعقد التحالف اجتماعاً شهرياً لمراقبة تطورات الأسواق واتخاذ القرار المناسب بشأن الإنتاج للشهر الذي يليه.
توقعات بوصول الأسعار إلى 120 دولاراً للبرميل
بحسب بلومبرغ، قال تنفيذي في شركة "روسنفت" إن أسعار النفط العالمية قد ترتفع إلى 120 دولاراً منتصف العام المقبل، نظراً لأن قدرة "أوبك+" على مقابلة الطلب مهددة بسبب نقص الاستثمار والعقوبات.
في مؤتمر يوم أمس الثلاثاء، أوضح أوتابيك كاريموف، نائب رئيس التجارة واللوجستيات في الشركة الروسية أن "دول أوبك+ لا تستطيع زيادة الإنتاج بالقدر الضروري لمقابلة الطلب.. نتيجة لذلك، هناك عجز خطير في موارد الطاقة في العالم بأكمله اليوم، ومن الطبيعي أن تتأثر الأسعار".
ارتفع سعر النفط الخام بنسبة 60% تقريباً خلال العام الجاري نتيجة تعزيز التعافي من الوباء وارتفاع الطلب، بينما لم ترفع منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاؤها المعروض سوى تدريجياً.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الشهر الماضي، إن وصول سعر برميل النفط إلى 100 دولار "ممكن للغاية"، وهي وجهة نظر اتفقت معها شركتا "إيني" و"ترافيغورا غروب". ويعتقد "بنك أوف أمريكا" أن السعر قد يصعد إلى 120 دولاراً بحلول يونيو.
تأتي تعليقات كاريموف بعد يوم من قول مسؤولين كبار من روسيا، والسعودية، والإمارات -وجميعها أعضاء في "أوبك+"- إنهم يتوقعون أن تصبح السوق العالمية فائضة المعروض قريباً، وهو ما قد يخفض الأسعار، ويبرر نهج المجموعة الحذر. كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن صعود الأسعار يوشك على الانتهاء.