بلومبرغ
في الوقت الذي يسيطر فيه القلق على الرئيس، جو بايدن بسبب ارتفاع أسعار البنزين في محطات الوقود للحد الذي دفعه لمطالبة "أوبك +" زيادة إنتاج النفط، تواصل مصافي التكرير الأمريكية تصدير البنزين بأعلى وتيرة منذ ثلاث سنوات.
ارتفعت شحنات تصدير الوقود في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري لتصل إلى 802 ألف برميل يومياً، لتسجل بذلك أعلى مستوى منذ 2018، قبل بدء الوباء. يتزامن ذلك مع تصاعد أسعار الوقود على السائقين الأمريكيين ليسجل أعلى سعر للغالون منذ عام 2014.
يأتي ذلك وسط توقعات بزيادة الطلب على الوقود الأمريكي في الخارج، رغم أن المكسيك -أكبر مستورد للبنزين من الولايات المتحدة- لا تزال في مراحلها الأولى من التعافي من الوباء.
يعكس تسارع وتيرة زيادة صادرات البنزين الصورة الأوسع للطلب العالمي على النفط، ويؤكد القيود التي تواجهها إدارة بايدن وتحييد قدرتها على إبقاء أسعار التجزئة تحت السيطرة.
قالت جينيفر غرانهولم، وزيرة الطاقة الأمريكية، إن الحكومة "تدرس" تحرير مزيد من احتياطي النفط الخام الاستراتيجي. وفي المقابل علقت شركة "إنرجي أسبكتس" لاستشارات النفط، بأن ذلك يمثل حل مؤقت لمشكلة نقص إمدادات سوق النفط الخام.
قالت كريستا كوهل، التي تقيم في هيوستن، وتعمل مستشارة لشركة "إف جي إي": "خيارات البيت الأبيض محدودة بالفعل". فمنذ إنشاء الاحتياطي الاستراتيجي، لم يتم السحب منه سوى 3 مرات على مدار 50 عاماً.
تذهب معظم صادرات الولايات المتحدة من البنزين إلى أمريكا اللاتينية. حيث شحنت المصافي الأمريكية 139 ألف برميل يومياً إلى البرازيل لتسجل أعلى مستوى من الصادرات منذ بدء تسجيل البيانات في 1945. كما لم تتعافى المكسيك -أكبر مشترٍ أجنبي للبنزين الأمريكي- بعد. ويتوقع أن تشهد انتعاش اقتصادي في العامين المقبلين مع تعافي اقتصادها من الوباء.
لا تقتصر معاناة محطات الوقود على الولايات المتحدة فقط، بل تمتد موجة ارتفاع الأسعار إلى جنوب حدودها، حيث يتسبب صعود سعر صرف الدولار الأمريكي إلى زيادة تكلفة الواردات. وقفزت أسعار البنزين في البرازيل بنسبة 46% لتسجل أعلى مستوى منذ 2013.
يقول فيليب بيريز، المحلل الاستراتيجي في "أي إتش إس ماركيت" إن التوقعات تشير إلى استمرار الطلب القوي من أمريكا اللاتينية، رغم عدم تكافؤ التعافي بعد الوباء في المنطقة. وأضاف بيريز، أن البرازيل تتعافى بوتيرة أسرع من المكسيك بسبب حزمة التحفيز "الكبيرة". لذلك من المتوقع أن يعود الطلب على البنزين في البرازيل إلى مستويات عام 2019 قبل نهاية العام مع حلول الصيف في نصف الكرة الجنوبي.
يرى بيريز، أن المكسيك التي كانت تعاني من تباطؤ اقتصادي قبل انتشار الوباء - ولم تطلق حزمة تحفيز – لن تعود لمستويات 2019 قبل نهاية عام 2023. ولكن على الرغم من التباطؤ، تبقى المكسيك أكبر مشترٍ أجنبي للبنزين الأمريكي.