الشرق
قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها زيادة إنتاج النفط بواقع 400 ألف برميل يومياً لشهر ديسمبر خلال اجتماع تحالف "أوبك+" اليوم الخميس.
يأتي قرار الحفاظ على الزيادة كما كان مزمعاً سابقاً، برغم المطالبات الأخيرة من قبل المستهلكين بقيادة الولايات المتحدة بزيادة الإمدادات بشكل أكبر لتهدئة ارتفاع الأسعار.
رفضت السعودية، أكبر منتج للنفط داخل "أوبك" بالفعل الدعوات بأن تزيد المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، التي تضم "أوبك" وحلفاءها، إنتاجها بدرجة أكبر، وأيدت الكويت والعراق كذلك خطة الإنتاج الراهنة.
الأولوية لاستقرار السوق
في مؤتمر صحفي في أعقاب اجتماع التحالف؛ شدد الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، على أنَّ الأولوية في القرار كانت للمحافظة على استقرار السوق، وقال: "لن نترك أسواق النفط عُرضة للمفاجآت"، مشدداً في الوقت نفسه على أنَّ "الأسواق يجب تنظيمها حتى لا يتكرر ما شهدناه قبل اتفاق (أوبك+)".
وأضاف وزير الطاقة السعودي: "نرى أنَّ الزيادة التدريجية لإنتاج النفط هي الإجراء الصحيح. وسنبدأ بناء مخزونات اعتباراً من ديسمبر، والربع الأول من 2022 سيشهد أيضاً بناء مخزونات هائلة".
ارتفعت أسعار النفط على ضوء القرار، وزاد خام برنت 1.2% إلى 83 دولاراً للبرميل عند الساعة 11 صباحاً بتوقيت نيويورك، في حين ارتفع خام تكساس الخفيف إلى 81.65 دولاراً.
حجم الإنتاج المطلوب من الدول الأعضاء لشهر ديسمبر 2021 (بالألف برميل يومياً)
الجزائر | 962 |
أنغولا | 1392 |
الكونغو | 296 |
غينيا الاستوائية | 116 |
الغابون | 170 |
العراق | 4237 |
الكويت | 2558 |
نيجيريا | 1666 |
السعودية | 10018 |
الإمارات | 2885 |
أذربيجان | 654 |
البحرين | 187 |
بروناي | 93 |
كازاخستان | 1556 |
ماليزيا | 542 |
المكسيك | 1753 |
عمان | 804 |
روسيا | 10018 |
السودان | 69 |
جنوب السودان | 118 |
أعضاء أوبك | 24300 |
الدول من خارج أوبك | 15794 |
المجموع الكلي | 40094 |
وقال ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي،: "اطلعنا على تحليل عميق لتوقُّعات الأسواق، ودول "أوبك+" تؤكد على الحفاظ على استقرار الأسواق". وأوضح نوفاك أنَّ الطلب العالمي على الخام ما زال تحت ضغوط كوفيد. وفي هذا الصدد قال نوفاك: "لاحظنا انخفاضاً بالطلب على النفط في الاتحاد الأوروبي خلال أكتوبر"، متوقِّعاً أن يشهد الطلب انخفاضاً موسمياً في الربع الأخير من العام الحالي، والربع الأول من العام المقبل.
فائض نفطي
كانت قد كشفت مصادر من "أوبك+" أنًّ الولايات المتحدة لديها طاقة إنتاجية فائضة وفيرة لزيادة الإنتاج بنفسها، إذا أرادت مساعدة العالم على تسريع الانتعاش الاقتصادي.
ارتفعت أسعار النفط هذا العام إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات فوق مستوى 86 دولاراً للبرميل في 26 أكتوبر، مع زيادة "أوبك+" الإمدادات تدريجياً، وانتعاش الطلب.
لكنّ المنتجين يشعرون بالقلق من المضي في ذلك بسرعة كبيرة، خوفاً من تجدد الانتكاسات في معركة مكافحة جائحة كوفيد-19.
بدوره أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أنَّ الدول المستهلكة للنفط "هم شركاؤنا"؛ مشيراً إلى أنَّ "أوبك+" تهدف إلى توازن السوق أكثر من تحديد الأسعار. ولفت الوزير الإماراتي إلى أنَّ الزيادات الحادة في أسعار السلع العالمية لم تنطبق على النفط بفضل اتفاقية "أوبك+". كما توقَّع فائضاً نفطياً في الربع الأول من 2022.
في حين رأى وزير النفط الكويتي محمد الفارس أنَّ عام 2022 سيشهد فائضاً نفطياً وفق أي تصور.
حث الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت دول مجموعة العشرين المنتجة للطاقة، التي لديها طاقة إنتاجية فائضة، على زيادة الإنتاج لضمان انتعاش أقوى للاقتصاد العالمي، وجاء تصريحه في إطار جهود أوسع نطاقاً يبذلها البيت الأبيض للضغط على "أوبك" وحلفائها لزيادة الإمداد.
توقَّع مصدر من روسيا كذلك ألا تؤثر هذه الدعوات في قرار "أوبك+"، قائلاً: "من المفترض أن نتمسك بالخطة الراهنة".
سيعقد تحالف "أوبك+" اجتماعه المقبل في الثاني من ديسمبر.