شركات التكرير تحصد مكاسب ارتفاع الطلب العالمي على النفط

time reading iconدقائق القراءة - 10
مصفاة تابعة لشركة سيتغو في كوربوس كريستي في تكساس - المصدر: بلومبرغ
مصفاة تابعة لشركة سيتغو في كوربوس كريستي في تكساس - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يتزايد استهلاك الوقود حول العالم في ظل تعطل ملايين البراميل من الطاقة التكريرية، مع إبقاء شركات التكرير داخل الحلبة لتسجل أعلى هوامش الربح منذ أعوام.

يقول ستيف سوير، المحلل لدى "فاكتس غلوبال إنيرجي"، تعطل نحو 2.3 ملايين برميل يومياً من طاقة التكرير عالمياً إبان الوباء، ومن المرجح أن يتم توقف مليون برميل أخرى العام المقبل، فيما عاد مستوى الطلب الى مستويات ما قبل الجائحة.

يتزايد الطلب على الوقود مع عودة ازدحام الطرق بالسيارات، وتسارع الانتقال من الغاز إلى النفط قبل حلول الشتاء. تحقق مصافي التكرير نتيجة ذلك هوامش ربح ضخمة، وهو تغيير مأمول بعد معاناة صعبة عام 2020.

بلغ هامش الربح أكثر من 16 دولاراً للبرميل الخميس، بحسب فارق "نايمكس" للبنزين، وهو مؤشر تقريبي للهامش الذي يمكن للمكررين الحصول عليه من برميل النفط محتسباً على أسعار العقود المستقبلية في نيويورك. سجل بذلك أعلى مستوى منذ 2017. كما ترتفع الهوامش في آسيا وأوروبا وسط نقص الفحم والغاز الطبيعي، الذي يعزز توقُّعات الطلب على البنزين، والكيروسين، والبروبان قبل الشتاء.

يشير ارتفاع الهوامش إلى أنَّ الطلب على النفط سيظل قوياً مع استمرار المصافي في تكرير المزيد من الخام لتلبية احتياجات الاستهلاك المتزايدة، مما يعني أنَّ مخزونات النفط العالمية ستستمر بالانخفاض خلال الأشهر المقبلة. تتوقَّع "إنرجي أسبيكتس" أن يشتد ميزان عرض البنزين وطلبه حول العالم بشكل كبير خلال نوفمبر وديسمبر.

كورونا ثم الطقس

يعزز من ارتفاع هوامش المصافي الأمريكية توقفات الصيانة الموسمية في مصافي التكرير، فضلاً عن موجة انقطاعات تشغيل مرتبطة بالطقس، وآخرها تمثَّل في الفيضانات التي أعقبت هطول أمطار غزيرة في منطقة سان فرانسيسكو هذا الأسبوع، ودفعت أسعار التجزئة للبنزين فيها لتسجل أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 4.75 دولاراً للغالون يوم الخميس، بحسب "غاز بودي".

تحقق مصافي أوروبا أرباحاً أفضل عبر تكرير البنزين وسط ارتفاع الطلب على النقل، بما يجاوز مستويات ما قبل الوباء. سجل الطلب على البنزين في إيطاليا في سبتمبر مستويات أعلى من 2019، كما تحسن استهلاكه في فرنسا بأسرع من الديزل.

ارتفعت علاوة أسعار البنزين عن أسعار خام برنت في روتردام في أكتوبر لتسجل أعلى مستوى على صعيد البيانات الموسمية منذ 2018.

تخفيض الصين

عادت أرباح شركات التكرير الآسيوية لمستويات ما قبل الوباء بعدما خفَّضت الصين، وهي الأكبر آسيوياً في تكرير النفط، من صادرات المنتجات النفطية إبان أزمة نقص الطاقة، معززة هوامش تكرير وقود النقل بكل أنحاء المنطقة قبل فصل الشتاء الذي قد يتطلب المزيد من وقود التدفئة.

يرتفع الطلب على وقود التنقل مع عودة حركة المرور من فيتنام إلى ماليزيا وأستراليا خلال النصف الأول من أكتوبر مع تخفيف القيود التي فرضها الوباء على التنقل، وفقاً لبيانات جمعتها "أبل".

قال سوير: "تخفض أزمة الطاقة في الصين من صادرات البنزين والديزل إلى المنطقة وخارجها، فيما تخرج الدول من الإغلاق بسبب كوفيد، وينتعش الطلب عليهما".

المفارقة هي أنَّ أزمة الطاقة تحد من أرباح المصافي التي تعتمد بشكل كبير على إنتاج الديزل بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.

لم ترتفع هوامش ربح الديزل في أوروبا بشكل موسمي. إذ لا تشمل معظم تقديرات هوامش الديزل تكاليف الطاقة والهيدروجين التي زادت بشكل كبير بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في المنطقة. كما يعتبر الهيدروجين مهماً لوحدات التكسير الهيدروجيني، وهي مرافق كبيرة لصنع الديزل، وكانت تقليدياً تمثل مصادر ربح أساسية لمصافي المنطقة.

تصنيفات