بلومبرغ
قد تتمثَّل إحدى أهم نتائج قمة المناخ (COP26) الأسبوع المقبل، في تعهد عشرات الدول بخفض انبعاثات غاز الميثان، وهو غاز الاحتباس الحراري الفائق الفاعلية. سيتطلب ذلك من المضيفين من المملكة المتحدة، القيام ببعض عمليات التنظيف الرئيسية في موطنهم.
تعد بريطانيا مصدر بعض أسوأ انبعاثات غاز الميثان في أوروبا، وفقاً لمجموعة "العمل من أجل هواء نظيف- سي إيه تي إف" (Clean Air Task Force) غير الربحية. استخدمت المجموعة كاميرا خاصة تعمل بالأشعة تحت الحمراء للكشف عن تسريبات ضخمة في موقعين تديرهما شركة "ناشيونال غريد" (National Grid) خارج لندن، وكانت من أكبر التسرُّبات التي تمَّ العثور عليها بين 200 موقع في 12 دولة. اكتشفت مجموعة العمل من أجل هواء نظيف أيضاً، أعمدة متسرِّبة من 13 بئراً نفطية بريطانية، وتصريفات منتظمة في معمل غاز باكتون الذي تديره شركة "رويال دتش شل" (Royal Dutch Shell).
اقرأ أيضاً: ممثلو 51 دولة يجرون في لندن محادثات مناخية "حاسمة" قبل قمة "كوب 26"
قال جوناثان بانكس، المدير الدولي للملوثات الفائقة في مجموعة العمل لأجل هواء نظيف: "في كل مكان نذهب إليه، نجد تسريبات وتنفيساً متعمَّداً للانبعاثات في الغلاف الجوي. لا ينبغي أن نرى هذه الأنواع من مصادر الانبعاث الكبيرة في مواقع مثل هذه. لكن هذا ما يحدث".
المعالجة في المتناول
تعد معالجة انبعاثات الميثان، أحد الحلول المناخية النادرة التي لا تتطلب تقدُّماً تكنولوجياً. تمتلك شركات النفط والغاز الأدوات التي تحتاج إليها الآن لوقف التسريبات، والتي يمكن تنفيذها خلال أيام من اكتشافها. إذ غالباً ما يحرر المهندسون غاز الميثان، إما عن طريق حرقه، أو عن طريق تنفيسه مباشرة في الهواء، أثناء القيام بأعمال الصيانة. كما يمكن جمع الغاز وبيعه أو تخزينه تحت الأرض أيضاً.
اقرأ أيضاً: كيف تخطط السعودية للوصول إلى صفر انبعاثات كربون بحلول 2060؟
قالت "ناشيونال غريد"، إنَّ التسريبات التي اكتشفتها مجموعة العمل من أجل هواء نظيف، نتجت بشكل أساسي عن أنشطة الصيانة، و إنَّ الشركة تعمل على خفض انبعاثات الميثان كجزء من خطتها للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. مع الإشارة إلى أنَّ "شل" رفضت التعليق.
يحبس غاز الميثان، المكوِّن الرئيسي للغاز الطبيعي، 80 ضعفاً تقريباً من الحرارة أكثر من ثاني أكسيد الكربون في أول عقدين له في الغلاف الجوي. كما يتحلل بسرعة أكبر، مما يعني أنَّ خفض الانبعاثات يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في ظاهرة الاحتباس الحراري. تسعى اتفاقية الميثان التي سيجري الدفع نحوها في قمة المناخ (COP26)، إلى خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 30% على الأقل من مستويات 2020 بحلول نهاية العقد، مما قد يؤدي إلى خفض درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.2 درجة مئوية بحلول منتصف القرن.
تسرّب كميات كبيرة
مع ارتفاع أسعار الغاز بسبب زيادة الطلب مع تعافي الاقتصاد العالمي من الوباء؛ يجب تحفيز الشركات والحكومات للحد من التسريبات القادمة من منشآت النفط والغاز، وفقاً لمجموعة العمل من أجل هواء نظيف. تقدِّر المجموعة أنَّ الغاز المفقود في بريطانيا يكفي لتدفئة أكثر من 700,000 منزل، بافتراض معدل تسرُّب يبلغ 1.2%.
قال جيمس توريتو، الذي التقط الصور لصالح مجموعة العمل من أجل هواء نظيف: "نظراً لأنَّ الحد من تلوث غاز الميثان هو أفضل رهان لدينا لتجنُّب ارتفاع درجة حرارة كبيرة في الـ20 عاماً القادمة، فمن المذهل معرفة كمية الغاز الطبيعي التي تُطلق في الغلاف الجوي".
أظهرت مجموعة العمل من أجل هواء نظيف، والمنظمات الأخرى التي تتعقب تسربات الميثان، أنَّ الشركات على استعداد لاتخاذ إجراءات عندما يتم إعلامها بعمليات تحرير غير مسيطر عليها. على سبيل المثال، صرَّحت شركة "أو إم في" (OMV) النمساوية بأنَّها على استعداد للعمل مع المنظمات غير الحكومية للعثور على المعدات التي تتسبَّب في التسرب وإصلاحها، بعد إظهار أدلة على التسربات من بنيتها التحتية.
تشريع للمراقبة والإبلاغ
من المتوقَّع أن يقترح الاتحاد الأوروبي تشريعاً في وقت لاحق من هذا العام يعزز معايير المراقبة والإبلاغ عن غاز الميثان، وقد أشار إلى أنَّه سيتخذ التدابير لمعالجة الانبعاثات المضمنة في الواردات. ووفقاً للولايات المتحدة، التي اقترحت الخطة إلى جانب الاتحاد الأوروبي؛ فإنَّ روسيا، المُصدِّر الرئيسي للوقود إلى الكتلة، لم توقِّع بعد على التعهد العالمي بشأن الميثان، لكنَّها أبدت اهتماماً بالقيام بذلك.
قال بانكس: "تعهد الميثان عظيم، لكنَّه لا يعني شيئاً إذا لم تقرر الدول البدء في وضع سياسات لتحقيق التخفيضات التي تعهدت بالقيام بها. هذا ليس علم صواريخ، إنَّه أمر عمليات التمديدات الأساسية ببساطة. يمكننا معالجة هذه المشكلة".