أزمة الطاقة توشك أن تضرب ورق الصحف الذي تطبع أخبارها عليه

time reading iconدقائق القراءة - 7
أسعار قياسية للغاز في أوروبا مع دخول الشتاء - المصدر: بلومبرغ
أسعار قياسية للغاز في أوروبا مع دخول الشتاء - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تدرس أكبر شركات إنتاج ورق الصحف في بريطانيا خفض الإنتاج هذا الشتاء، بعد ارتفاع أسعار الطاقة، وفقاً لأشخاص على دراية بالموضوع.

لم تقم شركة "بالم بيبر" (Palm Paper)، وهي شركة تابعة لشركة "بيبرفابريك بالم" (Papierfabrik Palm) الألمانية، بالتحوط الكافي لمشترياتها من الغاز هذا العام لأن مخاطر الإغلاق الناجم عن كوفيد-19 ألقت بظلالها على توقعات الإنتاج، كما قال الأشخاص المطلعون، الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم لدى طرح المعلومات الخاصة. أضافوا أنها قد تحتاج لتخفيض إنتاج بعض المصانع وتعليق تشغيل بعضها الآخر.

تمر بريطانيا بأزمة طاقة رفعت التكاليف لدرجة تجبر العديد من الصناعات على تقليص الإنتاج، مرسلة بعض الشركات نحو دمار مالي. يجري مستخدمو الطاقة الكبار محادثات مع وزير الأعمال كواسي كوارتنج حول الطرق التي يمكن بها للحكومة مساعدتهم على مواجهة أزمة الإمداد، نظراً لأن اقتراب بداية فصل الشتاء يهدد بزيادة تكاليف الوقود أكثر.

قال الأشخاص المطلعون إن الغاز الطبيعي، الذي تضاعف سعره أربع مرات تقريباً هذا العام، يمثل أقل من ثلث تكاليف مدخلات الشركة المصنعة. تعد شركة "بالم" مورداً للصحف الوطنية والإقليمية الرئيسية في بريطانيا، ولها مصنع في شرق إنجلترا إضافة إلى العديد من المصانع في جميع أنحاء ألمانيا.

وامتنع الرئيس التنفيذي فولفغانغ بالم عن التعليق.

تسبب التهديد بالإغلاق بسبب الفيروس هذا العام بأزمة تخطيط لشركات التصنيع مثل "بالم". تُتخذ مراكز للتحوط عادة قبل الإنتاج بعدة أشهر. لم تكن الشركات متأكدة حول ما إذا كانت الاقتصادات الأوروبية ستبقى مغلقة، ما جعل العديد منها في وضع سيئ.

تقلبات التسعير

أطلقت شركة "بالم" في 2018 محطتها الخاصة لتوليد الكهرباء باستخدام الغاز في المملكة المتحدة لتشغيل أكبر آلة لأوراق الصحف في العالم بطاقة إنتاجية تبلغ 400 ألف طن من الورق كل عام.

قال الرئيس التنفيذي بالم في أحدث تعليقاته عن الشركة: "تعد الطاقة والألياف المستعادة التكاليف الرئيسية التي تؤثر على إنتاج ورق الصحف. تخضع تكاليف هاتين السلعتين للعرض والطلب في جميع أنحاء العالم، ما يجعل الأسعار متقلبة، ولا يمكن التنبؤ بها بشكل خاص".

تعد صناعة الورق من بين عدد كبير من الصناعات التي شعرت بألم الأزمة. أوقفت شركة رئيسية لإنتاج الأسمدة، وهي "سي إف إندستريز هولدينغز" (CF Industries Holding) الشهر الماضي عملياتها في مصنعين في المملكة المتحدة، بسبب ارتفاع أسعار الغاز. كما خفضت شركات الكيماويات بما فيها "بورياليس" (Borealis) النمساوية و"يارا إنترناشونال" (Yara International) النرويجية إنتاجهما.

ما تزال النفقات المرتفعة حتمية حتى بالنسبة للشركات التي قامت بالتحوط. تشتري الشركات عادة مواد الطاقة قبل عام تقريباً، لذا عند نهاية تلك العقود، ستواجه بدورها تكاليف أعلى بكثير.

تصنيفات