بلومبرغ
وافقت شركة "كونوكو فيليبس" على الاستحواذ على أصول "رويال داتش شل" في حوض "بيرميان" مقابل 9.5 مليار دولار نقداً، ممَّا أدى إلى تسريع عملية توحيد أكبر رقعة نفطية أمريكية.
قالت الشركة في بيان، أمس الإثنين، إنَّ الصفقة ستمنح "كونوكو فيليبس" إنتاجاً يومياً إضافياً في عام 2022، يبلغ حوالي 200 ألف برميل من المكافئ النفطي.
وسيجعل ذلك الشركة، التي يقع مقرّها في هيوستن، واحدة من أكبر منتجي حوض "بيرميان"، حيث تنافس "كونوكو فيليبس" شركتي "بايونير ناتشورال ريسورسز"، و"شيفرون" من ناحية إنتاج الخام.
اقرأ أيضاً: "شل" تبيع أصولها في أكبر حقل أمريكي للنفط الصخري بـ9.5 مليار دولار
الأكثر ازدحاماً
يعدُّ حوض "بيرميان"، الذي يمتد بين غرب تكساس ونيو مكسيكو، أكثر رقعة بترول صخري ازدحاماً في العالم، ويُمثِّل ما يقرب من نصف النشاط الحالي في حقول النفط الأمريكية. وعزَّزت "كونكو فيليبس" بالفعل وجودها هناك في وقتٍ سابق من هذا العام، عندما استحوذت على شركة "كونتشو ريسورسز" المستقلة مقابل حوالي 13 مليار دولار.
قالت "كونكو فيليبس"، إنَّها ستموِّل الصفقة الجديدة من سيولة نقدية متوفِّرة لديها. واستناداً إلى أسعار العقود المستقبلية الحالية والإنتاج المتوقَّع، يقدَّر التدفُّق النقدي الحر للعام المقبل من عمليات الاستحواذ بنحو 1.9 مليار دولار، كما أعلنت الشركة عن زيادة بنسبة 7٪ في توزيعات الأرباح، لتصل إلى 46 سنتاً للسهم الواحد.
[object Promise]10 سنوات من التدفُّقات
صرَّح وائل صوان، مدير استكشاف وإنتاج النفط في شركة "شل"، في مقابلة، أنَّ عمليات حوض "بيرميان" بالنسبة لشركته كانت "فرعية".
وأضاف: "للوصول حقاً إلى القيمة الكاملة لأصل مثل هذا، يتطلَّب الأمر حجماً كبيراً".
وأضاف صوان، أنَّ الصفقة تمنح "شل" ما يعادل أكثر من عقد من التدفُّقات النقدية من أصول حوض "بيرميان".
وقالت الشركة في بيان، إنَّ العائدات ستُستخدم في تمويل توزيعات إضافية للمساهمين بقيمة 7 مليارات دولار بعد إتمام الصفقة المتوقَّعة في الربع الرابع من العام الحالي.
وأفصحت الشركة أيضاً عن أنَّ أعمال حوض "بيرميان" تكبَّدت خسائر تشغيلية قبل الضرائب بلغت 491 مليون دولار في عام 2020، وهو العام الذي انهارت فيه أسعار النفط بسبب وباء كورونا.
استراتيجية جديدة
يأتي انسحاب "شل" من حوض "بيرميان" في الوقت الذي تُعيد فيه الشركة الأنجلو هولندية العملاقة تشكيل استراتيجيتها لصالح إنتاج أنواع وقود أقل كثافة للكربون، مع استهداف صافي الانبعاثات الصفرية.
وأمرت محكمة هولندية شركة "شل" في مايو الماضي بخفض الانبعاثات بشكلٍ أكبر وأسرع مما كان مخططاً له، بعد خسارة قضية ضد ذراع ينوب عن منطمة "أصدقاء الأرض".
تعدُّ هذه الصفقة هي الأحدث في سلسلة من الصفقات المرتبطة بالنفط الصخري في عام 2021.
وبدعم من ارتفاع التدفُّقات النقدية على خلفية تعافي أسعار النفط؛ سعت شركات الاستكشاف والإنتاج المستقلة في الولايات المتحدة إلى الاندماجات لخفض التكاليف وزيادة الحجم، وذلك وسط حالة من التشجيع لدى المستثمرين الذين عانوا على مدى عدَّة سنوات من العوائد المخيبة للآمال في الصناعة.
سقف الإنتاج
أيضاً، حافظ النفط الصخري الأمريكي على وضع سقف للإنتاج في العام الماضي، على الرغم من انتعاش الأسعار، وذلك في محاولة لتجنُّب تكرار ما حدث من ارتفاع بمستويات الإنتاج خلال الدورة السابقة، الأمر الذي أدى إلى تخمة، وتسبَّب جزئياً في تراجع الربحية.
يعمل كلٌّ من "مورغان ستانلي"، و"تودور"، و"بيكرينغ، هولت آند كو" كمستشارين ماليين لشركة "شل" بشأن الصفقة، علماً أنَّ "نورتون روز فولبرايت" مستشارها القانوني.
أما فيما يخص "كونكو فيليبس"، فتلعب مجموعة "غولدمان ساكس" دور المستشار المالي لها، و"بيكر بوتس إل إل بي" هي مستشارها القانوني.