بلومبرغ
بدأ السباق على منصب رئيس الوزراء المقبل لماليزيا بعد تنحي محي الدين ياسين يوم الاثنين، حيث يسعى 220 عضواً في البرلمان إلى إيجاد شخص يمكنه تشكيل حكومة مستقرة بعد أكثر من عام من عدم التوافق.
لم ينجح محي الدين في تعزيز سلطته بالكامل، بعد أن ظهر في مارس 2020 بتحالف غير عملي تبع استقالة زعيم البلاد لفترة طويلة مهاتير محمد، والتي كانت بمثابة نهاية لتحالف ذو توجه إصلاحي حقق فوزاً مفاجئاً في الانتخابات الأخيرة قبل ثلاث سنوات. من سيتولى السلطة الآن سيكون أمامه أقل من عام قبل إجراء الانتخابات الوطنية المقبلة.
جميع المتنافسين كانوا في مرحلة ما جزءاً من حزب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، الذي حكم ماليزيا لعقود حتى طرده الناخبون من السلطة في عام 2018 بعد فضيحة فساد واسعة النطاق. مازال خمسة من المتنافسين السبعة في المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، على الرغم من تصدع الحزب بسبب الانقسامات بين الفصائل المتنافسة.
سيحتاج زعيم ماليزيا القادم إلى الحد من زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا، والمضي قدماً في حملة التطعيم من أجل دعم الاقتصاد المتعثر. وإليكم نظرة على أكبر المتنافسين الذين قد تكون لديهم فرصة لإقناع الملك بأنهم يقودون الأغلبية:
إسماعيل صبري يعقوب (61 عاماً)
كان نائب رئيس الوزراء السابق تحت إدارة محي الدين من بين كبار المسؤولين الذين قادوا معركة ماليزيا ضد الوباء منذ العام الماضي. بصفته نائب رئيس المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، كان إسماعيل صبري يعقوب يسيطر في البداية على حقيبة الدفاع، وكان يضغط من أجل انتخابات مبكرة حتى تم تعيينه نائباً لرئيس الوزراء من قبل محي الدين في أوائل يوليو في محاولة لحشد الدعم من الحزب. أشرف إسماعيل صبري في الماضي على حقائب محلية، بما في ذلك وزارتي التنمية الريفية والزراعة.
تنقو رزالي حمزة (84 عاماً)
أطول نواب ماليزيا خدمة، فهو سليل العائلة المالكة في ولاية كلانتان الواقعة على الساحل الشرقي، شغل منصب وزير المالية ووزير التجارة في السبعينيات والثمانينيات. كان تنقو رزالي حمزة أول مُشرٍع من حزب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة ينفصل علانية عن إدارة محي الدين في العام الماضي، والنائب الوحيد من الحزب الذي طلب أن يجلس بعيداً عن الكتلة الحاكمة خلال جلسة البرلمان الخاصة التي عقدت خلال الشهر الماضي.
نجيب عبد الرزاق (68 عاماً)
شغل منصب رئيس الوزراء سابقا، وتورط في أكبر فضيحة فساد في العالم تتعلق بالصندوق السيادي "1 ماليزيا ديفيلوبمينت بيرهارد" ( 1MDB)، هو الآن السياسي الماليزي الأكثر شعبية على وسائل التواصل الاجتماعي، ولديه أكثر من 4 ملايين متابع على "فيسبوك" و"تويتر". منذ خسارته لمنصبه في 2018 وسط الغضب من فضيحة "1 ماليزيا ديفيلوبمينت بيرهاد"، خضع نجيب لعملية تبدل تهدف لإصلاح صورته.
على خلفية الفضيحة المالية... ماليزيا تقاضي شركاء "كيه بي إم جي" للحصول على 5.6 مليار دولار
لقد أكسبته انتقاداته الماهرة على مواقع التواصل الاجتماعي للحكومات المتعاقبة - سواء كانت تلك التي كانت في عهد محي الدين أو مهاتير محمد - جمهوراً أوسع. ومع ذلك، فإن نجيب يستأنف ضد إدانته في قضية "1 ماليزيا ديفيلوبمينت بيرهاد"، وقد تعثر في محاولته لوقف أمر الإفلاس.
أحمد زاهد حميدي (68 عاماً)
دبر رئيس المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة أحمد زاهد حميدي انهيار إدارة محي الدين من خلال إصدار أوامر لحزبه بسحب دعمه لرئيس الوزراء السابق. وبقيامه بذلك، فقد عزل العديد من وزراء المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة في حكومة محي الدين. قام أحمد زاهد بتغيير تحالفاته على مر السنين في المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، وكان يُنظر إليه لفترة من الوقت على أنه منبوذ لدعمه أنور إبراهيم خلال الصراع على السلطة في حقبة التسعينيات. عاد إلى تجمع المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، وشغل في النهاية منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية في عهد نجيب، وتولى رئاسة المنظمة في عام 2018. يواجه النائب عدداً كبيراً من تهم الفساد في المحكمة، التي دافع عن نفسه تجاهها بقوله إنه غير مذنب.
هشام الدين حسين (60 عاماً)
كان هشام الدين حسين وزيراً للخارجية في حكومة محي الدين السابقة، وتصدر عناوين الصحف مؤخراً لاستدعائه سفير الصين للاحتجاج على تحليق طائرات القوات الجوية الصينية فوق بحر الصين الجنوبي، والتي قال إنها انتهكت سيادة المجال الجوي الماليزي. كما أصبح وزيراً كبيراً يشرف على الأمن في يوليو، حيث سعى محي الدين لحشد الدعم من المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة. باعتباره الابن الأكبر لرئيس وزراء ماليزيا الثالث، لا يزال هشام الدين يتمتع بشعبية في المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، وكان الوجه الأبرز بالبلاد خلال عملية البحث عن رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم 370 في عام 2014.
أنور إبراهيم (74 عاماً)
فشل زعيم المعارضة حتى الآن في إظهار قدرته على قيادة الأغلبية، رغم محاولاته المتكررة لتولي منصب رئيس الوزراء. لقد كان ذات مرة نجماً صاعداً في المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة ونائب رئيس الوزراء السابق، كان ينظر إلى أنور إبراهيم على أنه خليفة مهاتير في التسعينيات قبل أن يُطرد في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية، وتم سجنه لارتكابه اللواط وإساءة استخدام السلطة - وهي تهم قام بنفيها. أدين في 2014 بتهمة اللواط وسجن مرة أخرى في 2015 عندما رُفض استئنافه. انضم حزب أنور إلى صفوف مهاتير لانتزاع السلطة من المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة في انتخابات 2018 بهدف تشكيل الحكومة، مما أدى إلى العفو عن زعيم المعارضة وإطلاق سراحه من السجن. ومع ذلك، انهار التحالف والحكومة في العام الماضي عندما أخر مهاتير مراراً وعده بالتنحي لصالح أنور لكي يصبح رئيساً للوزراء.
مهاتير محمد (96 عاماً)
قال مهاتير محمد، رجل الدولة الماليزي الكبير، إنه غير مهتم بأن يصبح رئيساً للوزراء للمرة الثالثة. وبدلاً من ذلك، اقترح قيادة مجلس يضم نوابا من مختلف الأطياف السياسية يمكنهم حكم البلاد حتى يتم تعيين حكومة جديدة. على الرغم من أن مهاتير يقود الآن حزباً من خمسة نواب فقط (بما في ذلك هو وابنه) في صف المعارضة، إلا أنه لا يزال مؤثراً بحكم خبرته الطويلة في السلطة - أولاً في المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة ثم في أحزابه.
خلال أول 22 عاماً من توليه منصبه، كان لدى مهاتير ميل إلى المشروعات الطموحة مثل أطول مبنى مكتبي في العالم في ذلك الوقت، وأكبر مطار في جنوب شرق آسيا. في عام 2018، قاد حملة انتخابية أطاحت بالتحالف الذي تقوده المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة لأول مرة منذ عقود، وساعد في توجيه عشرات التهم الجنائية ضد نجيب وأحمد زاهد.