مجموعات الضغط في واشنطن تلجأ إلى إدارة ماسك للتأثير على ترمب

إدارة الكفاءة الحكومية "دوج" التي يديرها ماسك هدفها تقديم المشورة لترمب بشأن خفض الإنفاق والإصلاحات

time reading iconدقائق القراءة - 7
إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي في مبنى الكابيتول في 5 ديسمبر 2024 - بلومبرغ
إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي في مبنى الكابيتول في 5 ديسمبر 2024 - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

جحافل جماعات الضغط، التي لطالما جابت أروقة الكونغرس والوكالات الفيدرالية لضمان تحقيق أولوياتها السياسية، وجدت الآن هدفاً جديداً: قسم فيدرالي يعمل في الظل ويديره أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك.

المبادرة التي يديرها ماسك، والمعروفة باسم "إدارة الكفاءة الحكومية"، تهدف إلى تقديم المشورة للرئيس المنتخب دونالد ترمب بشأن خفض الإنفاق والإصلاحات التنظيمية. ومع ذلك، فإنها حتى الآن لا تمتلك مسؤوليات أو صلاحيات رسمية، وربما لن تحصل عليها أبداً. حتى الآن، يعمل فريقها في اجتماعات سرية على بعد بضعة شوارع من البيت الأبيض.

ورغم ذلك، بدأت الشركات والمجموعات المرتبطة بالصناعة بالفعل بالتوجه نحو هذا القسم، المعروف اختصاراً بـ"دوج" (DOGE)، متجاوزة اللجان التقليدية في الكونغرس والوكالات الفيدرالية، لدفع أجنداتها وحماية مصالحها.

الوصول إلى ترمب

الحماس الكبير للتواصل مع فريق ماسك يبرز كيف ترى جماعات المصالح الخاصة الملياردير كطريق مختصر للوصول إلى ترمب، ووسيلة لدفع قضاياها إلى مقدمة الاهتمامات. كما يعكس كيف أن كياناً تم إنشاؤه ظاهرياً لتعطيل السياسة التقليدية، أصبح سريعاً هدفاً لجماعات الضغط المتمرسة في واشنطن.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي وماسك وترمب هموم قطاع التقنية في 2025

النطاق الدقيق لأنشطة الضغط غير معروف حتى الآن. حالياً، الهيكل الأكثر وضوحاً لمجموعة "دوج" هو حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي على منصة "إكس"، وعلى الرغم من اسمها، لن تكون هذه المجموعة بمثابة قسم حكومي رسمي. وربما لن تكون حتى جزءاً من الحكومة الفيدرالية. وهذا يعني أن جماعات الضغط ليست مضطرة للإفصاح عن أي اتصال مع هذه المجموعة، ما يتيح لها الالتفاف على قواعد الإفصاح المعتادة.

ومع ذلك، قدمت بعض الشركات تقارير فيدرالية تفيد بأنها إما تمارس الضغط مباشرة على هذه المجموعة، أو تجري محادثات مع أعضاء الكونغرس حول المبادرة والقضايا التي يُتوقع أن تتعامل معها.

موقف الشركات

بعض الشركات تعمل في هذا الاتجاه بشكل علني. هذا الأسبوع، أرسلت شركة الدفاع "إل 3 هاريس" (L3Harris) رسالة إلى ماسك وشريكه، المرشح الرئاسي السابق فيفيك راماسوامي، ونشرتها على موقعها الإلكتروني.

اقرأ أيضاً: ترمب يتدخل في الجدل حول تأشيرات العمال المهرة مؤيداً ماسك

حثت الشركة ماسك وراماسوامي على دعم 4 تغييرات تقنية في عملية التعاقد الفيدرالي "لتحفيز الصناعة الأميركية وجعل عملية الحصول على المعدات الدفاعية أكثر كفاءة".

قال كينيث بيدينغفيلد، المدير المالي لشركة "إل 3 هاريس"، في مؤتمر للمستثمرين في ديسمبر، إن الشركة تراقب مجموعة "دوج" عن كثب و"تحاول فهم أولوياتها".

أضاف: "نقوم بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات، ونسعى للبقاء مرنين، والاستعداد لدعم الإدارة بمجرد تحديد مسارها المستقبلي، سواء من حيث الميزانية أو المستويات أو القدرات المطلوبة لتنفيذ المهام".

تصاعد نشاط الضغط السياسي

تشمل الجهات التي تمارس الضغط على مجموعة "دوج" أو أعضاء الكونغرس المرتبطين بالمبادرة، مصالح متنوعة مثل الإنترنت عالي السرعة، والرعاية الصحية، والعاملين المتقاعدين من النقابات.

اقرأ أيضاً: تمويل الحكومة جرس إنذار.. هل يصعب على ترمب كبح جماح ماسك؟

تحاول "جمعية الطب التشخيصي والمختبري" التأثير على أعضاء الكونغرس المنضمين إلى "تكتل دوج" لإلغاء تشريع جديد من إدارة الغذاء والدواء يتعلق بالاختبارات الطبية داخل المختبرات.

أما شركة "آر إس إم" (RSM)، وهي شركة استشارية كانت تُعرف سابقاً باسم "مغلادري" (McGladrey)، فتضغط على هؤلاء الأعضاء لتوضيح "أدوارهم ومسؤولياتهم" في ما يتعلق بمجموعة "دوج". وتعمل نفس الشركة أيضاً على ممارسة الضغط بشأن تشريعات الإنترنت عالي السرعة.

في المقابل، يعمل "تحالف الأميركيين المتقاعدين" على حماية برامج شبكة الأمان الاجتماعي، مثل الضمان الاجتماعي و"ميديكير" و"ميديكيد"، من أي تغييرات قد يقترحها ماسك.

المشرعون يلجؤون لماسك

رأى ريتشارد فييستا، مدير مجموعة الضغط المدعومة من النقابات، أنه ليس من الحكمة التركيز فقط على لجان الميزانية والاعتمادات التقليدية في الكونغرس، حتى لو لم تتضح بعد طبيعة مجموعة "دوج".

اقرأ أيضاً: رهان ماسك على ترمب يضيف 572 مليار دولار لقيمة "تسلا"

أضاف: "لا نعرف كيف سيبدو هذا الأمر، لكنه يُدار من قبل شخص له تأثير مباشر على الرئيس المنتخب". وأضاف: "نحن ندخل منطقة مجهولة تماماً. الأمر يشبه التساؤل: ما الشيء اللامع الذي سيلفت انتباههم هذا الأسبوع؟ بالنسبة لنا، الجميع في حالة تأهب واستعداد للبقاء يقظين ومتابعة الأمور عن كثب".

حتى أعضاء الكونغرس، الذين عادةً ما يكونون هدفاً لحملات الضغط السياسي، بدأوا في التوجه إلى ماسك طالبين منه تحويل مقترحاتهم السياسية إلى واقع.

فبعد الانتخابات مباشرة، أرسلت عضو مجلس الشيوخ جوني إرنست إلى ماسك وراماسوامي قائمة من 7 صفحات مليئة بالأفكار لمنحهم "بداية سريعة" في مناقشاتهم.

تضمنت اقتراحات المشرعة الجمهورية من ولاية أيوا: بيع المباني الفيدرالية، مراجعة حسابات مصلحة الضرائب، إلغاء مشاريع النقل في كاليفورنيا، وإيقاف إنتاج العملات المعدنية من فئة البنس. (يُذكر أن جميع هذه الاقتراحات تقع أصلاً ضمن صلاحيات الكونغرس نفسه).

إمكانية الوصول

بالنسبة لأولئك الذين ليسوا أعضاء في الكونغرس، فإن ممارسة الضغط مباشرة على مجموعة "دوج" قد يكون أمراً صعباً. فالمجموعة ليس لديها مكتب دائم ولا عنوان بريد إلكتروني عام. بدلاً من ذلك، شجع ماسك الناس على تقديم أفكار لتخفيض التكاليف، وحتى طلبات التوظيف، عبر تطبيقه للتواصل الاجتماعي "إكس".

اقرأ أيضاً: ترمب يتوصل لاتفاق مع الجمهوريين لتجنب إغلاق الحكومة

للفت انتباه "دوج"، قال سام غيدولديغ، وهو أحد أفراد جماعات الضغط الجمهورية، إنه وضع مؤخراً قصة لصالح أحد عملائه في موقع الأخبار المحافظ "بريتبارت نيوز" (Breitbart News). القصة نُشرت بعنوان: "فقط افعلها على طريقة (دوج)!" ثم قام رئيس تحرير الموقع بنشر القصة على منصة "إكس" ووضع إشارة إلى ماسك.

وقال غيدولديغ: "أمارس الضغط عبر (إكس) هذه الأيام. السبب الذي جعلنا ننشر القصة عبر "بريتبارت" هو أنني اعتقدت أن إيلون قد يراها".

تضارب المصالح

في النهاية، يبدو أن ماسك وأعماله ورؤيته للعالم يقعون في صميم جهود "دوج". وإلى أن يتم العثور على مساحة مكتبية دائمة، تُدار المجموعة حالياً من مكاتب شركة "سبيس إكس"، شركة استكشاف الفضاء التي يمتلكها ماسك.

إلى جانب آرائه السياسية، استفادت شركات ماسك مثل "تسلا" و"سبيس إكس" وغيرها، من عقود حكومية وقروض وائتمانات ضريبية وبرامج أخرى، ما يثير أسئلة أخلاقية حول قدرة ماسك على التوصية بخفض أو إبقاء بعض برامج الإنفاق الفيدرالي.

القوانين الأخلاقية التي تحكم عمل "دوج" غير واضحة، لأن وضعها كجهة خاصة أو وكالة فيدرالية لم يُحدد بعد. لكن نوح بوكبايندر، من مجموعة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاقيات في واشنطن" ذات الميول الليبرالية، قال إن "دوج" تعمل كأنها لجنة استشارية فيدرالية، وينبغي أن تمتثل لقوانين تضارب المصالح.

أضاف: "إذا كانت هناك وظائف حكومية تُنفذ دون المتطلبات والإشراف المعتاد للحكومة، فإن ذلك يخلق مخاطر التأثير غير المناسب أو مشكلات أخلاقية أخرى. كما أنه يؤدي إلى غياب الشفافية".

تصنيفات

قصص قد تهمك