بلومبرغ
ناقش الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ التجارة و"تيك توك" والفنتانيل يوم الجمعة، في محادثة تسبق تنصيبه يُمكن أن تحدد صورة العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم والمنافسين الجيوسياسيين الرئيسيين.
وقال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي: "تحدثت للتو مع الرئيس الصيني شي جين بينغ”، و"كانت المحادثة الهاتفية جيدة جداً لكل من الصين والولايات المتحدة".
المحادثة تأتي بين قادة القوى العالمية الكبرى قبل أيام من عودة ترمب إلى البيت الأبيض، حيث استهدف بكين بقوة في ولايته الأولى بشأن قضايا التجارة. وأشار الرئيس المنتخب وإدارته القادمة إلى أنهم يعتزمون مواصلة ذلك خلال فترة الولاية الثانية.
وكتب ترمب: "أنا والرئيس شي سنبذل قصارى جهدنا لجعل العالم أكثر سلاماً وأماناً!".
ولم يُقدم بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، وكذلك تقرير في وسائل الإعلام التي تديرها الدولة، تفاصيل. وجاءت المكالمة بعد ساعات من إعلان الصين أن شي لن يحضر حفل تنصيب ترمب يوم الإثنين لكنه سيرسل نائب الرئيس هان تشنغ بدلاً منه.
قال وو شينبو، مدير مركز الدراسات الأميركية بجامعة فودان في شنغهاي: "هذه بالتأكيد لفتة مهمة من كلا الجانبين لإعادة بناء علاقة العمل بينهما، وتشير أيضاً إلى أن الجانبين يريدان مواصلة المشاركة البناءة في المستقبل".
الحرب التجارية الأميركية الصينية
وفي حين أشاد ترمب بـ"شي" باعتباره زعيما قوياً و"لامعاً"، فقد تعهد باستهداف الصين برسوم جمركية ضخمة تصل لنحو 60% على مجموعة واسعة من السلع.
خلال إدارته الأولى، بدأ ترمب حرباً تجارية مدمرة مع الصين أعادت تشكيل الاقتصاد العالمي. إلى جانب جائحة كوفيد-19، ساعدت أجندة ترمب التجارية أيضاً في إعادة ترتيب سلاسل التوريد العالمية- واستمرت إلى حد كبير في إدارة بايدن، التي استخدمت قيود التصدير لمحاولة حرمان الصين من الوصول إلى التكنولوجيا المتطورة.
ترمب: لا تعديل على سياستي لزيادة الرسوم الجمركية
وعلى الرغم من أنه من غير الواضح الاتجاه الذي سيتخذه ترمب في العلاقة مع الصين هذه المرة، إلا أن إدارته الجديدة لديها بعض الصقور البارزين في الصين، بما في ذلك ماركو روبيو، الذي اختاره الرئيس لقيادة وزارة الخارجية الأميركية. ووصف سكوت بيسنت، مرشح ترمب لمنصب وزير الخزانة، الصين يوم الخميس بأنها صاحبة الاقتصاد الأكثر اختلالاً في العالم، حيث يتم وضع الجيش في المقام الأول وحيث تحاول السلطات تصدير سلع رخيصة إلى بقية العالم كوسيلة للحفاظ على النمو.
اقتصاد الصين
وفي حين يأتي ترمب إلى منصبه باقتصاد يتفوق على معظم منافسيه، في ظل استهلاك قوي وسوق عمل فاقت التوقعات إلى جانب التضخم الضعيف، فإن شي يواجه طريقاً أكثر صعوبة في المستقبل.
أظهرت بيانات رسمية هذا الأسبوع أن الاقتصاد الصيني نما بأكثر من المتوقع العام الماضي بنسبة 5%، وهو نمو مدعوم بشكل أساسي بالتجارة بينما تراجع نمو الاستهلاك، وشهد الاستثمار العقاري أكبر انكماش له على الإطلاق، واستمر تراجع التضخم للعام الثاني على التوالي.
اقتصاد الصين يحقق مستهدف النمو البالغ 5% في 2024 بدعم من التحفيز
وانخفضت عملة الصين بأكثر من 5% مقابل الدولار منذ أعلى مستوى سجلته في أواخر سبتمبر، في مواجهة تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية.
حذرت وزيرة الخزانة المنتهية ولايتها جانيت يلين من أن الصين تُصدِّر "قدرتها الفائضة" الصناعية، والتي قالت إنها تهدد الصناعات والوظائف على مستوى العالم. وقال بيسنت، خلال جلسة تأكيد تعيينه يوم الخميس، إن الصين "تحاول تصدير طريقها للخروج" مما أسماه "الركود الشديد، إن لم يكن الكساد".