حملة ترمب ضد الهجرة ستأتي سريعةً وشنيعةً

ما الذي علينا توقعه بعد وعد الرئيس العتيد بتغييرات جذرية في سياسات الهجرة وبترحيلات جماعية

time reading iconدقائق القراءة - 7
مهاجرون عند أحد مراكز الإجراءات التابعة لدوريات الحدود الأميركية في 7 ديسمبر في لوكفيل بولاية أريزونا - المصدر: بلومبرغ
مهاجرون عند أحد مراكز الإجراءات التابعة لدوريات الحدود الأميركية في 7 ديسمبر في لوكفيل بولاية أريزونا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

فيما يدنو يوم تنصيبه، يبدو جلياً أن الرئيس المنتخب دونالد ترمب مقتنع بأنه مخول لاجتراح أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة ستغير تبعاتها إلى الأبد ما يعنيه أن يكون المرء أميركياً.

لقد تزايدت الهجرة في عهد الرئيس جو بايدن فبلغت مستويات لم نشهد مثلها منذ أكثر من قرن، وكان صافي الزيادة نحو 8 ملايين مهاجر خلال سنوات ولايته الأربع عبر أغلبهم الحدود خارج إطار القانون، وفقاً لتقرير من غولدمان ساكس.

انقلاب على إرث ترمب

كان بايدن عازماً على قلب السياسات القاسية التي اتبعها ترمب في ولايته الأولى التي كبحت الهجرة سواءً المشروعة أو غير القانونية. لكن بايدن لم يوضح هذه القضية المهمة للأميركيين العاديين، فلم يعلن نظرية تحمل توقيعه لمساعدة الأمة على فهم سبب اعتقاده بأن مزيداً من المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء قد يحققون لها فائدةً صافيةً، كما لم يعلن عن مساعدات اتحادية وافية لتمكين المدن والولايات من التعامل مع ذلك.

وبعدما أجهز ترمب على مشروع قانون إصلاح الهجرة الذي حظي بموافقة الحزبين، أعاد بايدن فرض قيود أشد على الحدود الجنوبية من جانب واحد، لكن الأوان كان قد فات لإنقاذ ترشيحه أو ترشيح كامالا هاريس.

الآن تواجه الولايات المتحدة أعلى عدد من السكان المولودين في الخارج في تاريخها، وتربو نسبتهم على 15%، كما أن حدودها ليست آمنة قد يصح وصفها بأنها مسامية. وقد ثبت أن خطاب ترمب الاستقطابي الذي يشيطن الجانب الآخر تمكن من الوصول إلى الناخبين.

الآن بعدما أصبح ترمب مستعداً لتحقيق أهم أولوياته، توقعوا أن تكون الإجراءات التي ستلي ذلك سريعة وشنيعة، وعلينا أن نبقي أبصارنا على خمسة جوانب هي التالية.

قانون الأعداء الأجانب لعام 1798

هناك سبب وراء تكرار وصف ترمب وأتباعه خلال الحملة الانتخابية للمهاجرين على أنهم "غزاة" ولعبور الحدود بأنه "غزو". لقد قال إنه سيستخدم قانون الأعداء الأجانب "لإزالة جميع أعضاء العصابات أو تجار المخدرات أو أعضاء الكارتلات المعروفين أو المشتبه بهم من الولايات المتحدة".

لم يُستخدم القانون حتى الآن إلا في زمن الحرب، ومؤكد أن استرجاع ترمب لهذا القانون من شأنه أن يثير تحدياً قانونياً. لكن مركز برينان للعدالة حذر من أن صيغة القانون فضفاضة لدرجة أن "الرئيس قد يستطيع استخدم ما ينص عليه من سلطة في زمن السلم كمحاولة للالتفاف على متطلبات القانون الجنائي وقانون الهجرة".

كما تعهد ترمب باستخدام الجيش ووكالات إنفاذ القانون المحلية إن اقتضى الأمر ذلك. هناك محظورات ضد ذلك أيضاً، لكن لا أحد يستطيع أن يخمن ما إذا كانت المحكمة التي يغلب عليها المحافظون ستؤيدها.

 

مداهمات أماكن العمل

تعهد توم هومان، مرشح ترمب لمنصب "قيصر الحدود" والرئيس السابق بالإنابة لهيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، بالعودة إلى مداهمات أماكن العمل. بعدما كانت عنصراً أساسياً في إنفاذ القانون في الإدارات السابقة، توقفت مداهمات أماكن العمل في عهد بايدن. كانت المداهمات مزعجة لأصحاب العمل وأثارت الرعب في مجتمعات المهاجرين، لكن هومان قال إن هذه هي الرسالة التي ينبغي إرسالها.

وقال إنه سيبدأ في شيكاغو، قبلة المهاجرين الشمالية التي أعلنت نفسها ملاذاً. قال هومان لمجموعة في تلك المدينة حديثاً: "إن كان عمدة شيكاغو لا يريد المساعدة يمكنه التنحي، لكن إن عرقلنا وإن كان يؤوي أجنبياً غير شرعياً عن دراية فسأحاكمه". وقد التقى هومان بعمدة مدينة نيويورك الأكثر تعاوناً إريك آدامز، وهو ضابط شرطة سابق، وقد تعهد لاحقاً بالتعاون على الرغم من قوانين الملاذ في مدينته.

الجنسية بموجب حق الولادة

قال ترمب إنه ينوي قلب واحدة من أكثر الأفكار جوهرية في الولايات المتحدة التي تمنح المرء جنسية البلاد إن وُلد فيها بغض النظر عن المكان الذي أتى منه والداه. إنه مبدأ منصوص عليه على وجه التحديد في التعديل الرابع عشر للدستور.

لا يمكن لأي رئيس أن يتجاوز الدستور عبر أمر تنفيذي، لكن ترمب قد يحدث بلبلة في غضون ذلك كما أعلن أنه سيفعل، عبر إصدار أوامر للحكومة بالتوقف عن إصدار أرقام ضمان اجتماعي وجوازات السفر لأبناء من لا يستطيعون إثبات وضعهم القانوني.

 

برامج اللاجئين

لقد قلل بايدن من عبور الحدود غير القانوني جزئياً من خلال توسيع البرامج التي تسمح بالعبور القانوني، بما في ذلك سياسة العفو الإنساني. لكن الرئيس المنتهية ولايته قال إنه لن يجدد هذا التفويض لأكثر من نصف مليون مهاجر قدموا من فنزويلا وهايتي وكوبا ونيكاراغوا خلال ولايته.

وصف ترمب نسخة بايدن بأنها "إساءة استخدام فظيعة للعفو" ويسعى إلى إنهائها. قد يسعى أيضاً إلى إنهاء أو تشديد قيود حالة الحماية المؤقتة التي تمنع ترحيل أكثر من 800 ألف مهاجر من دول معينة.

الحالمون

الجزرة الوحيدة التي عرضها ترمب على الديمقراطيين كانت إجراءً محتملاً لحماية "الحالمين"، أي فئة من أتوا بشكل غير قانوني فيما كانوا أطفالاً وكبر كثير منهم فيما كانوا ينتظرون وضعاً أرسخ من الحماية المؤقتة في البلد الوحيد الذي عرفوه وطناً لهم. لكن ما مدى صدق هذا العرض؟ هذا متروك لترمب صاحب السجل المختلط، فقد قدم وعداً مشابهاً خلال ولايته الأولى لكنه استدركه.

لقد أعرب المتشددون في الكونغرس عن تحفظاتهم على مزيد من الحماية لفئة "الحالمين"، الذين يعتمد وضعهم القانوني على أمر تنفيذي أصدره أوباما في 2012 ويُسمى "الإجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة“، وقد وفر حمايةً مؤقتةً من الترحيل وتصاريح العمل. إن أصر ترمب، فتوقعوا أن ينتزع أقصى قدر من المكاسب لإقرار صفقة بهذا الشأن.

يجب أن يكون قد اتضح حتى لأكبر المشككين أن ترمب ينوي المضي قدماً في ما أصبح الآن تعهداً عمره عقد باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة. لكن هذه المرة لديه فريق ذو خبرة ومعرفة لمتابعة الأمر مهما بلغت وحشيته ومحكمة عليا محافظة. من شأن هذا أن يكون حاسماً.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

واشنطن

7 دقائق

-4°C
سماء صافية
العظمى / الصغرى -5°/-3°
25.9 كم/س
54%