أُصيب المئات من عناصر "حزب الله" في لبنان وسورية والسفير الإيراني لدى لبنان نتيجة انفجار أجهزة لاسلكية كانت بحوزتهم، ما يمثل حدثاً واختراقاً أمنياً غير مسبوق.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، الثلاثاء، بوقوع عشرات الإصابات نتيجة "حدث أمني غير مسبوق" في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى في لبنان. فيما قالت وكالة رويترز إن عناصر آخرين متواجدين في سورية قد أُصيبوا.
أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، فراس الأبيض، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إصابة أكثر من 2800 شخص ووفاة 8 بينهم طفلة في انفجارات أجهزة الـ"بيجر" التي وقعت في وقت سابق، في عدد من المناطق اللبنانية، موضحاً أن غالبية الإصابات في الأيدي.
وفي أحدث التطورات لتصاعد التوترات، أوقفت شركة "إير فرانس" ومنافستها الألمانية "دويتشه لوفتهانزا" خدماتهما إلى إسرائيل وبعض الوجهات الأخرى في المنطقة، وقالت شركة الطيران الفرنسية إنه تم تعليق خدماتها إلى تل أبيب وبيروت حتى 19 سبتمبر، في حين علقت "لوفتهانزا" رحلاتها إلى تل أبيب والعاصمة الإيرانية طهران. وقالت شركة الطيران الألمانية إنها ستتجنب أيضاً التحليق في المجالين الجويين الإيراني والإسرائيلي، بحسب ما أوردته بلومبرغ.
وأفاد بيان لـ"حزب الله" أن عدداً من أجهزة الاتصال المحمولة التي كانت بحوزة عناصره تعرضت للتفجير مما أدى إلى وفاة فتاة وشخصين وإصابة عدد كبير من الأشخاص. وقال الحزب إنه يحقق في أسباب تفجير الأجهزة. فيما نقلت رويترز عن مصادر أمنية أن مقاتلاً من "حزب الله" ونجل نائب برلماني من الجماعة لقيا حتفهما في تفجير أجهزة اتصال محمولة بلبنان.
حمّلت جماعة "حزب الله" اللبنانية، الثلاثاء، إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي الذي طال المدنيين وأودى بحياة عدد منهم وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة"، وقالت الجماعة، في بيان عبر تطبيق تليغرام، إن اتهامها إسرائيل يأتي "بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة بشأن الاعتداء الآثم الذي وقع بعد ظهر الثلاثاء".
وعلى الجانب الآخر، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بدأ عقد اجتماع مع وزير الدفاع، يوآف غالانت، وقادة أجهزة الأمن لبحث كيفية التعامل مع التصعيد المحتمل مع جماعة "حزب الله" اللبنانية.
وأشارت قناة NBN التابعة لحركة "أمل" اللبنانية إلى أن "إسرائيل استخدمت تقنية متطورة لتفجير نظام الـpager الذي يحمله مقاتلو الحزب بشكل يدوي". وأكد مصدر أمني لـ"الشرق" أن الأجهزة التي يستخدمها أعضاء "حزب الله" تم اختراقها، مما أدى إلى انفجارها.
كما أفادت وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية، الثلاثاء، بإصابة السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني في انفجار جهاز اتصال لاسلكي، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وقد سجلت المستشفيات في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان العديد من الإصابات، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر مصابين في أماكن متفرقة.
وفي بيان صادر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة اللبنانية، ذكر أن "أعداداً كبيرة من المصابين بجروح متفاوتة تتوافد إلى المستشفيات، وقد تبيّن مبدئياً أن الإصابات ناجمة عن تفجير أجهزة لاسلكية كانت بحوزة المصابين".
وأضاف البيان: "بناءً على ذلك، تطلب الوزارة من جميع المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية، وخصوصاً في المناطق المتاخمة لمواقع الإصابات، الاستنفار إلى أقصى درجة ورفع مستوى الجاهزية لتلبية الاحتياجات الطارئة، مع الحفاظ على التنسيق المستمر مع الوزارة لضمان توزيع المصابين بشكل سريع والبدء في علاجهم على الفور".
كما دعت وزارة الصحة المواطنين الذين يمتلكون أجهزة اتصالات لاسلكية إلى "الابتعاد عنها حتى تتضح التفاصيل الكاملة حول ما يحدث".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أن المئات من أعضاء "حزب الله" أصيبوا بجروح خطيرة في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت بعد انفجار أجهزة الاتصالات التي كانوا يستخدمونها. وأن تفجيرات أجهزة PAGER في لبنان أسفرت عن نحو 1000 إصابة. ولفتت الوكالة أن أجهزة الاتصال التي انفجرت هي أحدث طراز جلبه "حزب الله" في الأشهر القليلة الماضية.
ونقلت الوكالة عن مسؤول في "حزب الله" قوله إن تفجير أجهزة الاتصال يُعد "أكبر اختراق أمني حتى الآن".