بنغلاديش تحل البرلمان وترقب لتشكيل حكومة بعد استقالة حسينة

قادة الحركة الطلابية يؤكدون تمسكهم بالحكومة التي أوصوا بها

time reading iconدقائق القراءة - 5
أشخاص يحتفلون بعد استقالة رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة في العاصمة دكا - المصدر: بلومبرغ
أشخاص يحتفلون بعد استقالة رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة في العاصمة دكا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

رويترز

أعلنت الرئاسة في بنغلاديش، الثلاثاء، حل البرلمان، بينما كان من المقرر أن يلتقي قائد الجيش بقادة الاحتجاجات الطلابية في وقت لاحق، وسط ترقب لتشكيل حكومة جديدة بعد يوم من استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة ومغادرتها البلاد في أعقاب احتجاجات شهدت أعمال عنف.

لقي نحو 300 شخص مصرعهم، وأُصيب الآلاف في أعمال العنف التي اجتاحت بنغلاديش، البلد الواقع في جنوب آسيا.

في وقت مبكر الثلاثاء، قال قادة المجموعات الطلابية الذين قادوا حركة احتجاجية على نظام للحصص في الوظائف الحكومية تحولت إلى دعوة لاستقالة حسينة، إنهم يريدون حكومة مؤقتة جديدة يكون محمد يونس الحائز على جائزة "نوبل للسلام" مستشاراً رئيسياً لها. 

ناهد إسلام، وهو أحد المنظمين الرئيسيين للحركة الطلابية، قال في مقطع فيديو على فيسبوك مع 3 منظمين آخرين: "أي حكومة غير تلك التي أوصينا بها لن تكون مقبولة. لن نقبل بأي حكومة يدعمها الجيش أو يقودها".

أضاف: "أجرينا مناقشات مع محمد يونس، ووافق على تلبية دعوتنا وتحمّل هذه المسؤولية".

حصل يونس البالغ من العمر 84 عاماً، وكذلك بنك "غرامين" الذي أسسه، على جائزة "نوبل للسلام" في 2006 لعمله على انتشال الملايين من الفقر، عبر منْح قروض صغيرة تقل قيمتها عن 100 دولار للفقراء في المناطق الريفية في بنغلاديش، لكن محكمة محلية، وجهت إليه اتهامات بالاختلاس، إلا أنه نفى هذه الاتهامات.

أفادت تقارير بأن يونس موجود حالياً في العاصمة الفرنسية باريس. واعتبر يونس في مقابلة مسجلة مع قناة "تايمز ناو" الهندية، إن يوم الإثنين الماضي وهو اليوم الذي استقالت فيه رئيسة الوزراء، يمثّل "يوم التحرير الثاني" لبنغلاديش بعد حرب الاستقلال عن باكستان في عام 1971.

لكنه قال إن المواطنين، غاضبون من الهند للسماح لحسينة بالهبوط هناك، بعد مغادرتها عاصمة بلادها دكا.

ذكر الجيش في بيان، أن قائد الجيش، واكر الزمان، يعتزم لقاء منظمي الاحتجاجات، الثلاثاء، وذلك بعد يوم من إعلانه في كلمة بثها التلفزيون استقالة حسينة، والترتيب لتشكيل حكومة جديدة.

من هي الشيخة حسينة؟

كانت الشيخة حسينة (76 عاماً) التي استقالت من منصب رئيسة وزراء بنغلاديش، واحدة من الشخصيات المهيمنة على الساحة السياسة منذ اغتيال والدها الشيخ مجيب الرحمن، زعيم الاستقلال عن باكستان، قبل نحو نصف قرن.

جاءت مغادرتها بعد أقل من 7 أشهر من احتفالها بفترة ولاية رابعة على التوالي، والخامسة بوجه عام من خلال الانتخابات الوطنية التي حققت فيها فوزاً كاسحاً في يناير الماضي.

شهدت السنوات الـ15 الأخيرة من حكمها، عمليات اعتقال لزعماء المعارضة، وحملات على حرية التعبير، وقمع للمعارضة، وجاءت استقالتها في مواجهة احتجاجات دامية قادها طلاب.

وُلدت حسينة في عام 1947 في جنوب غربي بنغلاديش، باكستان الشرقية آنذاك، وكانت الأكبر بين 5 أطفال. حصلت على شهادة في الأدب البنغالي من جامعة دكا في عام 1973، واكتسبت خبرة سياسية كوسيط بين والدها وأتباعه الطلاب.

عادت إلى بنغلاديش من الهند، حيث عاشت في المنفى في عام 1981، وانتُخبت رئيسة لحزب "رابطة عوامي" الحاكم.

تعاونت حسينة لاحقاً مع منافستها السياسية الشيخة خالدة ضياء، رئيسة حزب "بنغلاديش الوطني" المنافس، لقيادة انتفاضة شعبية من أجل الديمقراطية، وهي الانتفاضة التي أطاحت بالحاكم العسكري، حسين محمد إرشاد، من السلطة في عام 1990.

لكن التحالف مع خالدة ضياء لم يدم طويلاً، واستمر التنافس المرير بينهما في الهيمنة على السياسة في بنغلاديش لعقود من الزمان.

قادت حسينة حزب "رابطة عوامي" إلى الفوز لأول مرة في عام 1996، وتولت رئاسة الوزراء لولاية واحدة مدتها 5 سنوات، ثم عادت إلى السلطة مجدداً في عام 2009، ولم تفقدها منذ ذلك الحين، حتى استقالت مؤخراً.

تصنيفات

قصص قد تهمك