الشرق
حقق تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري في فرنسا مفاجأة انتخابية، الأحد، بحصوله على أكبر عدد من المقاعد في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، فيما جاء تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون "الوسطي" في المركز الثاني، بينما حل حزب "التجمع الوطني" (اليميني المتطرف) بزعامة مارين لوبان في المركز الثالث، بحسب التوقعات الأولية واستطلاعات الرأي.
قالت الرئاسة الفرنسية في بيان، إن "الرئيس إيمانويل ماكرون يحلل حالياً نتائج الانتخابات البرلمانية، وسينتظر وضوح الصورة الكاملة في البرلمان قبل اتخاذ القرارات اللازمة".
وأضاف بيان الرئاسة الفرنسية أن "الرئيس كضامن لمؤسساتنا سيحترم اختيار الشعب الفرنسي"، فيما ذكر رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال، أنه سيعرض استقالته على الرئيس إيمانويل ماكرون، مؤكداً "معسكري السياسي ليس له أغلبية الليلة".
وأضاف أتال: "لا يمكن تشكيل أغلبية مطلقة من قِبل الأحزاب المتطرفة بعد الانتخابات البرلمانية. حقبة جديدة لبلدنا تبدأ الليلة بالبرلمان أقوى من أي وقت مضى".
فوز غير متوقع
قالت مؤسسات رائدة لاستطلاعات الرأي، الأحد، إن ائتلاف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري فاز بأكبر عدد من المقاعد في الجولة الثانية من الانتخابات، ما يضعه على الطريق لتحقيق فوز غير متوقع على حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف دون تحقيق الأغلبية المطلقة في البرلمان.
وذكر تقدير لمؤسسة IFOP لصالح قناة TV1 التلفزيونية، أن "الجبهة الشعبية الجديدة" قد تفوز بما يتراوح بين 180 و215 مقعداً في البرلمان في الجولة الثانية من التصويت، بينما توقَّع استطلاع أجرته مؤسسة "إبسوس" لصالح تلفزيون فرنسا، حصول الكتلة اليسارية على ما يتراوح بين 172 و215 مقعداً.
فيما ذكر استطلاع أجْرته مؤسسة "أوبينيون واي" OpinionWay لصالح تلفزيون C News، أن الجبهة الشعبية الجديدة ستفوز بما يتراوح بين 180 و210 مقاعد، بينما توقع استطلاع أجرته مؤسسة "إيلاب" لصالح تلفزيون BFMTV حصولها على ما يتراوح بين 175 و205 مقاعد.
وبحسب استطلاعات الرأي، فإن كتلة الرئيس إيمانويل ماكرون المنتمية لتيار الوسط تتقدم بفارق ضئيل على حزب "التجمع الوطني" بزعامة مارين لوبان في معركة التنافس على المركز الثاني.
ويتعين الحصول على 289 مقعداً لتحقيق الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية (البرلمان) المكونة من 577 مقعداً.
"اليمين المتطرف" يقر بالهزيمة
قالت زعيمة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف مارين لوبان: "لقد تأخر انتصارنا فقط. أرى بذور انتصار الغد في نتيجة اليوم".
وأضافت لوبان أن الرئيس إيمانويل ماكرون في وضع "لا يمكن الدفاع عنه".
وأقرَّ رئيس الحزب اليميني المتطرف جوردان بارديلا بالهزيمة، قائلاً إن "فرنسا أُلقيت في أيدي اليسار المتطرف" بعد فشل حزبه في الفوز بالانتخابات البرلمانية.
وقال بارديلا: "بعد تعمد شل مؤسساتنا، ماكرون دفع البلاد نحو حالة من عدم اليقين وعدم الاستقرار. ونتيجة لذلك، فقد حرم الشعب الفرنسي من أي استجابة لصعوباته اليومية لعدة أشهر قادمة".
وتعهّد بأن حزبه "سيعزز" عمله في المعارضة.
من جهته قال جان لوك ميلاونشون زعيم حزب "فرنسا الأبية" المنتمي لليسار الراديكالي، إن ماكرون يجب أن يُقر بالهزيمة في الانتخابات البرلمانية.
وأضاف ميلاونشون أنه يتعين على ماكرون أن يدعو "الجبهة الشعبية الجديدة" لتشكيل حكومة جديدة. وحزب "فرنسا الأبية" هو جزء من تحالف الجبهة الشعبية الجديدة.
من جانبه، قال زعيم يسار الوسط الفرنسي رافائيل جلوكسمان، الأحد، إن فرنسا يجب أن تجد السلام بعد فوز تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري بأكبر عدد من المقاعد في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية.
وأضاف جلوكسمان، وهو أيضاً عضو البرلمان الأوروبي الذي قاد قائمة اليسار الفرنسي في انتخابات الشهر الماضي، أن الثقافة السياسية يجب أن تتغير، مضيفاً أن البرلمان الذي لا يتمتع فيه أي حزب بأغلبية واضحة يتطلب الانفتاح على الحوار.
وأفاد زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي أوليفييه فور، إن الانتخابات البرلمانية كانت انتصاراً للجبهة الشعبية الجديدة اليسارية، وبالتالي يجب أن توحد غالبية الشعب الفرنسي، في أعقاب فوز الحزب غير المتوقع في الانتخابات.
وقال فور لمؤيديه: "ستكون لدينا بوصلة واحدة فقط: برنامج الجبهة الشعبية الجديدة"، مضيفاً أن سياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يجب ألا تستمر، ويجب إلغاء إصلاح نظام التقاعد المتنازع عليه.
وأغلقت مراكز الاقتراع في فرنسا أبوابها، مساء الأحد، بعد انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات، بعدما حقق حزب التجمع الوطني (اليميني المتطرف) بزعامة السياسية البارزة مارين لوبان مكاسب تاريخية ليفوز في الجولة الأولى من الانتخابات قبل أسبوع، ما أثار شبح تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.
ولكن بعد أن وحَّدت أحزاب الوسط واليسار قواها خلال الأسبوع الماضي، في محاولة لتشكيل حاجز مناهض لحزب "التجمع الوطني"، تبدو آمال لوبان في فوز حزبها بالأغلبية المطلقة أقل تأكيداً.