بلومبرغ
بعد مرور نحو أسبوع على الانتخابات غير الحاسمة في باكستان، ظهر متنافسان رئيسيان على منصب زعيم البلاد المقبل.
يعتبر شهباز شريف أحد المرشحين الأوفر حظاً، فهو مرشح حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، الذي يرأسه نواز شريف، وهو حزب مدعوم من الجيش القوي ويحتل موقع الصدارة بالنسبة لقيادة حكومة الائتلاف.
والمرشح الآخر هو رجل اختاره عمران خان من السجن، ونجم كريكيت سابق اضطر مرشحوه من حركة الإنصاف الباكستانية إلى خوض الانتخابات كمستقلين، وصدم العالم بفوزه بأكبر عدد من المقاعد. ووقع اختيار خان على عمر أيوب خان الذي شغل منصب وزير في حكومته وهو حفيد ديكتاتور عسكري سابق.
تفاؤل متذبذب للأصول الباكستانية بعد ترشيح رئيس جديد للحكومة
فيما انسحب المرشح الثالث بيلاوال بوتو زرداري، نجل الزعيمة السابقة التي اغتيلت بينظير بوتو، وقال إن حزبه سيصوت لصالح شريف كرئيس للوزراء.
إليك نظرة على المرشحين:
شهباز شريف، 72 عاماً
أصبح شريف مرشح حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بعد انسحاب شقيقه الأكبر نواز، الذي عاد من لندن للمشاركة في الانتخابات. ونفت مريم، ابنة نواز، اعتزال والدها للسياسة بعد ظهور نتائج الانتخابات.
ساعد شقيق شريف الأصغر في تفادي تخلف باكستان عن سداد ديونها العام الماضي عبر تأمين قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 3 مليارات دولار. واتخذ شريف خطوات لم تحظ بشعبية، مثل إلغاء دعم الوقود، لتلبية شروط صندوق النقد الدولي. لكن هذا تسبب أيضاً في تسارع وتيرة التضخم قبل الانتخابات، لتصل إلى 28%، وهي أسرع وتيرة في آسيا.
التضخم في باكستان يواصل مسيرة التسارع في ديسمبر
قال شريف هذا الأسبوع إن باكستان ستحتاج إلى تأمين برنامج قرض جديد في أقرب وقت.
يحظى شريف بتقدير كبير كمسؤول إداري ويلقب بـ"شهباز السريع" نظراً لكفاءته في الإشراف على مشاريع البنية التحتية. شغل منصب رئيس وزراء بنجاب، وهي المقاطعة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد، لمدة 15 عاماً. لكن النقاد قالوا إن شريف لم يفعل الكثير للتعامل مع قضايا المقاطعة الرئيسية، بما فيها قلة الإلمام بالقراءة والكتابة، ونقص فرص العمل للشباب.
قال محللون سياسيون إن شهباز حافظ على علاقات جيدة مع الجيش رغم أنه لا يتمتع بكاريزما كبيرة. وهناك علاقة عمل قوية تربط بين شهباز وقائد الجيش الحالي عاصم منير، وقال السياسي إن الجنرال لعب دوراً كبيراً في تأمين مساعدات مالية من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
عمر أيوب خان، 54 عاماً
يشتهر السياسي عمر أيوب خان، حفيد الحاكم العسكري محمد أيوب خان الذي أطاح بحكومة مدنية في أواخر الخمسينيات، بانضمامه إلى أحزاب مختلفة طوال مسيرته المهنية. وكان جزءاً من حزب شريف في انتخابات 2013، وقبل ذلك انضم إلى مجموعة أنشأها الديكتاتور العسكري الجنرال برويز مشرف للعودة إلى الحياة السياسية.
الحكم على رئيس وزراء باكستان السابق بالسجن 14 عاماً في تهم فساد
ثم انضم أيوب خان إلى حركة الإنصاف الباكستانية في 2018، وترقى في مناصب الحزب إلى أن أصبح الأمين العام للحزب خلال العام الماضي بعد حملة قمع أدت إلى نزوح كبار القادة. كما شغل منصب وزير الشؤون الاقتصادية والطاقة في حكومة عمران خان، التي واجهت واحدة من أسوأ حالات انقطاع التيار الكهربائي في البلاد خلال 2021، ثم تعرضت لانتقادات شديدة لفشلها في اتخاذ خطوات سريعة للحصول على تمويل صندوق النقد الدولي.
صرح أيوب خان أن أولويته الأولى كرئيس للوزراء ستكون إطلاق سراح عمران خان وكافة السجناء السياسيين الآخرين. ولن يتمكن خان من المنافسة على منصب رئيس الوزراء بسبب الحظر المفروض لمدة خمس سنوات على الترشح للمنصب بالنسبة للأشخاص المدانين بارتكاب جرائم.