بلومبرغ
رفعت أم أميركية احتجزتها حركة "حماس" رهينة في غزة وأقارب رجلين قُتلا في أعقاب هجومها في السابع من أكتوبر، دعوى قضائية على شركة العملات المشفرة العملاقة "بينانس" بزعم تسهيلها أعمال العنف.
أقامت جوديث رعنان، التي أُطلق سراحها مع ابنتها في 20 أكتوبر، وأقارب إيتاي غليسكو والدكتور دانيال ليفي لودمير، اللذين قتلتهما حماس، دعوى قضائية على بورصة الأصول الرقمية، وكذلك على إيران وسوريا، في المحكمة الفيدرالية في مانهاتن أمس الأربعاء.
موجة دعاوى متوقعة
هذه على ما يبدو القضية المدنية الأولى ضمن ما يُتوقع أن تكون موجة من الدعاوى القضائية التي تستهدف "حماس" وشبكاتها بعد هجومها وعمليات الخطف الجماعية التي أشعلت حرباً مستمرة مع إسرائيل.
تستهدف الدعوى القضائية "بينانس" للسماح لحماس بالتداول على منصتها. وظهر هذا الادعاء بعد تحقيق تنظيمي وجنائي في تعاملات كبرى بورصات العملات المشفرة في العالم والذي وصل إلى ذروته العام الماضي. وأقرت "بينانس" بالذنب في انتهاك العقوبات وقوانين مكافحة غسل الأموال التي سمحت لجماعات مثل "حماس" بالتحايل على اللوائح المصرفية الأميركية. ووافقت "بينانس" على دفع غرامة جنائية 1.8 مليار دولار، ومصادرة 2.5 مليار من أموالها بينما ينتظر رئيسها التنفيذي السابق تشانغبينغ تشاو الحكم عليه بتهمة انتهاك القوانين المصرفية.
اقرأ المزيد: أسعار العملات المشفرة تتراجع بعد إقرار رئيس "بينانس" بالذنب وتغريم الشركة
ولم يرد المسؤولون في "بينانس" بعد على رسالة بريد إلكتروني تطلب التعليق. وعبر روبرت سايدن، محامي رعنان والعائلتين، عن ثقته في أن الضحايا يحق لهم "الحصول على تعويضات كبيرة" بموجب القوانين الأميركية، بما في ذلك قانون مكافحة الإرهاب.
وقال في بيان: "نعمل على هذه الدعوى منذ أسابيع، ونعتقد بأن أي شخص يساعد الإرهاب يجب أن يحاسب".
وتذهب الادعاءات التي أوردتها الحكومة في قضية "بينانس" إلى أن كتائب القسام، جناح "حماس" العسكري، استخدم معاملات "بتكوين" لجمع الأموال للمقاومة الفلسطينية. واعترفت الشركة بأن أشخاصاً يعيشون في إيران أجروا ما لا يقل عن 1.1 مليون معاملة قيمتها 899 مليون دولار، في انتهاك للعقوبات الأميركية.
وجاء في الدعوى المقامة أمس الأربعاء، أن المساعدة التي قدمتها "بينانس" للحركة الفلسطينية ساعدت في تمويل الهجمات العنيفة وتجنيد الأفراد لتنفيذ تلك الهجمات.
اتهام إيران وسوريا
يزعم المدعون في الشكوى أيضاً أن إيران ظهرت باعتبارها "الداعم الرئيسي لإرهاب حماس"، عبر زيادة التمويل وتوريد الأسلحة للحركة في السنوات القليلة الماضية.
وجاء في الدعوى: "إيران قدمت على نحو مستمر تمويلاً لحماس بمبلغ 100 مليون دولار أميركي كل عام بغرض تمكينها من شراء الأسلحة ودفع رواتب مقاتليها الإرهابيين وتنفيذ عملياتها الإرهابية".
الاتحاد الأوروبي يدرس فرض "عقوبات مشددة" على إيران بسبب دعم "حماس"
وبالمثل، يقول المدعون إن سوريا كانت واحدة من "حاضنات إرهاب حماس" وساهمت في الترسانة العسكرية للجماعة في الفترة التي سبقت السابع من أكتوبر. وتشير الدعوى إلى تقارير صحفية وأبحاث متاحة للجمهور ووثائق مقدمة في دعاوى قضائية ذات صلة.
وتقاضي رعنان وعائلة غليسكو وعم لودمير، جيفري لودمير، "بينانس" بتهمة المساعدة والتحريض وتقديم الدعم المادي لمنظمة "إرهابية". ويسعى المدعون للحصول على تعويضات من إيران وسوريا باعتبارهما "دولتين راعيتين للإرهاب". وشملت قائمة المدعين ناتالي، ابنة رعنان التي احتُجزت لمدة أسبوعين في غزة، وزوج رعنان السابق.