بلومبرغ
اقتربت تركيا من الموافقة على انضمام السويد إلى حلف (الناتو) بعد طول انتظار، حيث أبدت لجنة رئيسية في البرلمان موافقتها على الخطوة، مما يمهّد الطريق لتصويت البرلمان في أنقرة بكامل هيئته خلال الأسبوع الجاري.
أيّدت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي انضمام السويد إلى التحالف العسكري، مما يزيل إحدى العقبات الأخيرة أمام ستوكهولم في هذا الصدد.
يُتوقع على نطاق واسع أن يتبنى البرلمان موافقة اللجنة عندما يجري التصويت على القرار، بعدما أبدى الرئيس رجب طيب أردوغان تأييده، في الوقت الذي يتمتع فيه "حزب العدالة والتنمية" الحاكم وحلفاؤه بأغلبية مريحة في البرلمان.
انضمام السويد سيساعد في تعزيز "الناتو" وتقوية دفاعات أوروبا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في أوائل عام 2022. كان الرئيس الأميركي جو بايدن والزعماء الأوروبيون ضغطوا على أردوغان من أجل الموافقة على طلب عضوية السويدة. يُشار إلى أن تركيا والمجر هما آخر دولتين في التحالف سيوافقان على الانضمام.
مكافحة الإرهاب
قال فؤاد أوقطاي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية: "أجرت السويد تعديلات على دستورها وقوانينها ستسمح لها بأن تكون أكثر فعالية في جهودها لمكافحة الإرهاب، ومنع الأنشطة الإرهابية. أضاف خلال المناقشات: "أزالت السويد أشكال الحظر العلنية والضمنية ضد بلادنا".
يأتي قرار اللجنة التركية في أعقاب مكالمة هاتفية بين بايدن وأردوغان في وقت سابق من الشهر الجاري ناقشا فيها مسألة انضمام السويد، بالإضافة إلى احتمال شراء تركيا 40 طائرة مقاتلة جديدة من طراز "أف-16" من الولايات المتحدة. وضع البيت الأبيض انضمام السويد شرطاً أساسياً لبيع الطائرات الحربية لتركيا، في حين قال أردوغان أيضاً إنه ينبغي الربط بين القضيتين.
تعكير الصفو الجيوسياسي لأوروبا
أدى هجوم موسكو على أوكرانيا إلى تعكير صفو المناخ الجيوسياسي الأوروبي، ودفع فنلندا والسويد إلى التقدم بطلب للانضمام إلى "الناتو"، ومقره في بروكسل، والذي يلتزم أعضاؤه بالدفاع بعضهم عن بعض ضد هجمات القوى الأجنبية. انضمت فنلندا إلى الحلف في أبريل الماضي. يضم "الناتو" 31 دولة عضواً، ويعتبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ فترة طويلة تحالفاً معادياً لبلاده. يتعين أن يوافق جميع الأعضاء في الحلف على انضمام بلدان جديدة.
تتطلع أنقرة إلى أن تتخذ السويد المزيد من الإجراءات لقمع مؤيدي الجماعات الانفصالية المحظورة في تركيا، بما في ذلك حزب العمال الكردستاني، الذي يصنّفه الاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
قوانين السويد المتعلقة بحرية التعبير تجعل من الصعب على الحكومة التضييق على التعبير العلني عن دعم استقلال الأكراد. ومع ذلك، في اجتماع "الناتو" الذي عُقد في ليتوانيا خلال نوفمبر الماضي، قدمت ستوكهولم مزيداً من التطمينات لتركيا بشأن خططها لمعالجة ما تصفه أنقرة بأنه أعمال إرهابية.
لا تزال موافقة المجر على عضوية الدولة الواقعة في شمال أوروبا معلّقة أيضاً، على الرغم من أنها أشارت إلى اعتزامها الموافقة على طلب السويد بالانضمام.