بلومبرغ
تعرض تايلندا مشروعاً بتكلفة عدة مليارات سيختصر مدة الشحن البحري بين المحيطين الهندي والهادئ بشكل كبير، يتجنب مضيق ملقا، أحد أكثر الممرات الملاحية نشاطاً في العالم.
أطلع رئيس الوزراء، سريثا ثافيسين، المستثمرين في سان فرانسيسكو، يوم الإثنين، على هذا المشروع حيث أكد أنه سيختصر مدة الرحلة بمتوسط 4 أيام، ويخفض تكلفة الشحن بنسبة 15%. وقال إن مع توقع تجاوز حجم المرور سعة المضيق بحلول 2030، فالمشروع الجديد سيضمن سلاسة تدفق البضائع.
ستقارب تكلفة المشروع، الذي يطلق عليه "لاند بريدج" (Landbridge)، تريليون بات (28 مليار دولار)، ويتضمن بناء ميناءين على جانبي شبه الجزيرة في جنوب البلاد، وربطهما بشبكات الطرق السريعة والسكك الحديدية، بحسب الحكومة. سيحل الطريق الرابط الممتد لمسافة 100 كيلومتر (62 ميلاً) محل المقترح التايلندي، الذي يعود تاريخه لعقود، بحفر قناة عبر برزخ "كرا".
طريق لحل مشكلات مضيق ملقا
يُعد مضيق ملقا، وهو ممر ملاحي ضيق بين ماليزيا وسنغافورة، أقصر طريق بحري يربط منطقة آسيا والمحيط الهادئ بالهند والشرق الأوسط. ويمر عبره نحو ربع التجارة العالمية، وسيتزايد نشاطه، ما سيرفع تكاليف الشحن البحري، بحسب سريثا، الذي أشار إلى وقوع أكثر من 60 حادثاً بحرياً سنوياً في الممر الملاحي.
وقال أيضاً: "(لاند بريدج) سيكون طريقاً مهماً آخر لدعم النقل، وسيمثل خياراً مهماً لحل مشكلات مضيق ملقا. كما سيكون طريقاً أقل كلفة وأكثر سرعة وأماناً".
وأضاف أن الميناء الغربي سيتمكن من التعامل مع 19 مليون وحدة مكافئة للطن، فيما صُمم الميناء الشرقي للتعامل مع 13.8 مليون وحدة، وسيمثلان معاً نحو 23% من إجمالي الشحنات بميناء ملقا.
قال سريثا إنه عرض المشروع أيضاً على مستثمرين في الصين والسعودية خلال الأسابيع الماضية، وإن المشروع سيساعد على خلق 280 ألف وظيفة، ويرفع معدل النمو الاقتصادي السنوي لتايلندا إلى 5.5% عند إنجازه.
نما ثاني أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا بمعدل 2.6% في العام الماضي، ويُتوقع أن يتراوح نموه ما بين 2.5% و3% في 2023.
السماح للأجانب بتملك 50% في المشروعات المشتركة
تسعى تايلندا إلى إنجاز المشروع بحلول 2030، وسيتمكن المستثمرون الأجانب من امتلاك أكثر من 50% من المشروعات المشتركة مع الشركات المحلية لبناء الميناءين والبنية التحتية ذات الصلة. قد تبلغ تكلفة الميناءين في المياه العميقة، في مدينتي رانونغ المطلة على بحر أندمان، وشومفون على خليج تايلندا، 630 مليار بات، بحسب مكتب سياسات وتخطيط النقل والمرور.
ووصف سريثا "لاند بريدج" بأنه "يقدم فرصة فريدة للاستثمار في هذا المشروع المهم من الناحيتين، التجارية والاستراتيجية، الذي يربط المحيطين، الهادئ والهندي، ويصل بين شعوب الشرق والغرب".
سيُقيم المسؤولون التايلنديون عرضاً تقديمياً للمستثمرين الأميركيين المحتملين خلال قمة "منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ" (أبيك APEC) هذا الأسبوع. وتضم الشركات الأميركية المهتمة بالمشروع: "إس إس إيه مارين" (SSA Marine Inc.)، و"بورت أوف لونغ بيتش" (Port of Long Beach)، و"أوراكل"، و"ويب تِك" (Webtec)، بحسب سريثا.
ناقشت تايلندا لعقود فكرة قناة تعبر أضيق نقطة في البلد وتقلص مسافة النقل بمقدار 1,200 كيلومتر، لكن رُفض المقترح عدة مرات نتيجة مخاوف بيئية.