بلومبرغ
قال الاتحاد الأوروبي في وقت متأخر من يوم أمس الإثنين، إنه سيراجع بصورة عاجلة المساعدة المقدمة من التكتل للفلسطينيين، بعدما احتجت بلدان أعضاء عديدة على إعلان سابق بتعليق تقديم المساعدات.
يُرجح أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تداعيات الهجوم الدامي الذي شنته حركة حماس، بما في ذلك مساعدات التكتل للفلسطينيين، في اجتماع طارئ بعد ظهر اليوم الثلاثاء.
وقف المساعدات
استبق مفوض توسيع الاتحاد الأوروبي، أوليفر فارهيلي، النقاش المزمع، ونشر على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقاً) في وقت سابق أمس، أن التكتل الموحد سيعلّق كافة مدفوعات برنامج مساعدات التنمية بقيمة 691 مليون يورو (730 مليون دولار). وقال مفوض ثان للاتحاد الأوروبي، وهو يانيز ليناركيتش، في تصريح منفصل، إن المساعدات الإنسانية ستتواصل "طالما استدعت الحاجة ذلك".
بعد ذلك بساعات، أعلنت اللجنة رسمياً مراجعة المساعدات، وألغت قرار تعليقها، مضيفة أنه "لم تكن هناك مدفوعات مقررة قريباً". وأوضح كبير الدبلوماسيين في التكتل، جوزيب بوريل، أن عملية المراجعة "لن تعلق المدفوعات المستحقة".
شركات الطيران تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد إعلان حالة الحرب
جاء هذا التغير في الموقف بعد تواصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، للإعراب عن قلقه إزاء أي تعليق للمساعدات، بحسب مسؤول في الاتحاد الأوروبي. وأضاف المسؤول أن ميشيل بيّن أنه لا يمكن اتخاذ قرار على هذه الشاكلة دون تأييد البلدان الأعضاء، مشيراً إلى أن مساعدات الاتحاد الأوروبي تستهدف دعم الفلسطينيين المناهضين لحركة حماس.
كما أغضبت سلسلة التصريحات عدداً من الدول الأعضاء، والتي انتقدت الاتحاد الأوروبي لعدم التشاور أولاً مع أعضاء التكتل.
ما نهج أوروبا تجاه المساعدات للفلسطينيين؟
وصفت يولاندا دياز، النائب الثاني لرئيس الوزراء الإسباني، إعلان فارهيلي تعليق المساعدة بأنه "خيانة حقيقية من قبل أوروبا لمبادئ أرستها بنفسها".
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها، أنها أبلغت المفوضية الأوروبية بأنها لا تحبّذ تعليق المساعدات التي يستفيد منها الشعب الفلسطيني بطريقة مباشرة. وأضافت أن فرنسا قدمت 95 مليون يورو لدعم للفلسطينيين خلال 2022، تركز على خدمات توفير المياه والصحة والأمن الغذائي والتعليم، بما فيها المقدمة عبر الأمم المتحدة.
لمتابعة تفاصيل أحداث غزة اضغط هنا
أدان الاتحاد الأوروبي بشدة هجمات حماس المميتة على إسرائيل، لكن الخلاف حول موقف المساعدات يجسّد الحساسية الدائمة إزاء النهج الأوروبي تجاه الفلسطينيين.
كشف مسؤولون إسبان عن أنهم طلبوا من بوريل وضع مسألة المساعدات الفلسطينية على جدول أعمال اجتماع الوزراء اليوم.
أوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الايرلندية أن ايرلندا مازالت ملتزمة بتوفير المساعدة الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين، و"ينبغي أن تبقى احتياجاتهم جزءاً أساسياً من تعامل المجتمع الدولي الشامل مع هذه الأزمة".
في بيان توضيحي لتصريحات فارهيلي، أشارت المفوضية إلى أن الغرض من مراجعة مساعدة الاتحاد الأوروبي للفلسطينيين هو ضمان "عدم تمكين أي تمويل من الاتحاد الأوروبي بطريقة غير مباشرة أي منظمة إرهابية من تنفيذ هجمات ضد إسرائيل".
اختتمت اللجنة بأنها ستراجع أيضاً ما إذا كانت برامج دعمها للسكان الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية، تحتاح إلى إجراء تعديل.