بلومبرغ
تدرس رابطة لاعبي الغولف المحترفين مشاركة مستثمرين أميركيين بارزين بتمويل صفقة رابطة لاعبي الغولف المحترفين (PGA Tour) مع شركة "ليف غولف" (LIV Golf)، المدعومة سعودياً، في محاولةٍ لتخفيف حدّة المعارضة السياسية لها.
الرابطة أعلنت أنها تلقت اهتماماً -دون طلب منها- من مستثمرين، وتتحمل مسؤولية تجاه أعضائها ورعاتها وجماهيرها لتقييم الفرص المتاحة.
وقال أشخاص على دراية بالموضوع، طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم نظراً لعدم علنية المناقشات، إنه من الممكن أن تسهم إضافة مستثمرين خارجيين بالتصدي لمخاوف سياسيين من أن الصفقة ستكون بمثابة استحواذ من قِبل "ليف غولف"، المشروع المنافس المموّل من قِبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، على مؤسسة أميركية.
معارضة سياسية
أعرب مشرّعون أميركيون صراحةً عن معارضتهم لاتفاق "ليف غولف"، رغم تطمينات ممثلي رابطة لاعبي الغولف المحترفين، في يوليو الماضي، بأن صندوق الاستثمارات العامة السعودي سيكون مجرد مستثمر له حصة أقلية في الكيان المشترك. وما يزال الطريق طويلاً حتى إتمام الصفقة، إذ لم يتفق الطرفان حتى الآن على الشروط المالية وتقديم تنازلات إضافية للتصدي لمخاوف الجهات التنظيمية. كما لم يُكشف بعد عن المستثمرين الأميركيين المحتملين.
رابطة لاعبي الغولف أوضحت أن المفاوضات مع صندوق الاستثمارات العامة وشركة "دي بي وورلد تور" الأوروبية تتقدّم بغية التوصل لاتفاق نهائي بحلول 31 ديسمبر المقبل.
وذكرت الرابطة في بيان عبر البريد الإلكتروني: "على مدى العام الحالي، أظهرت رابطة لاعبي الغولف المحترفين قوتها ومدى انتشارها وقيمتها بوصفها مؤسسة، ويستمر تركيزنا على إبرام اتفاق مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي و"دي بي وورلد تور". كذلك، فقد شهدنا دون طلب منا اهتماماً من مستثمرين آخرين".
رقابة دائمة
سيجري أي استثمار جديد بواسطة "بي جي إيه تور إنتربرايز" (PGA Tour Enterprises)، وهي شركة تابعة ستسيطر عليها رابطة لاعبي الغولف المحترفين بصفة دائمة عن طريق تشكيل مجلس إدارة تتمتع فيه بالأغلبية، وفق البيان.
لم يكن ممثلا "ليف غولف" وصندوق الاستثمارات العامة السعودي متاحين للتعليق على الموضوع.
وستحتاج أي صفقة مع "ليف"، أو أي مستثمر خارجي، إلى دعم لاعبي رابطة المحترفين الذين كانوا غير راضين عن عدم استشارتهم بشأن عميلة الاندماج. وانضم الأسطورة تايغر وودز مؤخراً إلى مجلس سياسة رابطة لاعبي الغولف المحترفين ذات النفوذ، ما يعطي الأفضلية للاعبين بمقعدٍ واحد.
تمّ إنهاء نزاع قضائي لمكافحة الاحتكار دام سنة تقريباً بين رابطة لاعبي الغولف المحترفين و"ليف غولف" بعد إعلان مفاجئ، في يونيو الماضي، أن الخصمين -علاوة على "دي بي وورلد تور" الأوروبية- سيدمجان أعمالهما وحقوقهما المتعلقة بلعبة الغولف في كيان جديد.
في إطار الاتفاق، فإن صندوق الاستثمارات العامة السعودي مستعد لاستثمار رأس مال جديد بمليارات الدولارات بالمشروع المشترك. ويرجّح أن يكون محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ياسر الرميان، وهو من الشغوفين بلعبة الغولف، رئيساً للكيان الجديد.
تدفق المستثمرين
أوضح رون برايس، الرئيس التنفيذي للعمليات التشغيلية في رابطة لاعبي الغولف المحترفين، للمشرّعين خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ، في يوليو، أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي سيستثمر "مبلغاً ضخماً يتجاوز المليار دولار" بعد إتمام الصفقة. كما أشار جاي موناهان، مفوّض رابطة لاعبي الغولف المحترفين، في أغسطس، إلى أن رابطة لاعبي الغولف المحترفين لم تكن تفكر بإشراك أي مستثمرين خارجيين جدد في ذلك الحين. ولم تتضح هوية هؤلاء المستثمرين الذين قد يساهمون بتمويل المشروع الجديد.
في أعقاب جائحة كورونا، برزت رياضة الغولف كإحدى قطاعات الترفيه التي تضمن جذب المشاهدين إلى مبارياتها المنقولة مباشرةً. ومنذ ذلك الوقت، يتدفق المستثمرون بقوّة على الفرق والبطولات، ما يرفع تقييماتها السعرية. كما استهدف المستثمرون السياديون، بقيادة المملكة العربية السعودية مؤخراً، مجال الرياضة بما يُسهم بتعزيز نفوذهم وتحسين صورتهم.
وضع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرياضة بنداً رئيسياً في تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، وأنفقت المملكة مليارات الدولارات لتدعيم هذه الجهود. مع الإشارة إلى أنه قبل الموافقة على صفقة الاندماج، كانت رابطة لاعبي الغولف المحترفين من بين منتقدي سجل البلاد في مجال حقوق الإنسان.