الشرق
نقلت وكالة "تاس" الروسية عن وزارة الطوارئ، أن عشرة أشخاص لقوا حتفهم في حادث سقوط طائرة خاصة في منطقة تفير شمالي العاصمة موسكو، فيما قالت هيئة الطيران المدني الروسية إن اسم قائد مجموعة "فاجنر" العسكرية الخاصة، يفغيني بريغوجين، كان ضمن قائمة ركاب الطائرة.
أضافت الوكالة أن الطائرة كانت في طريقها من موسكو إلى سانت بطرسبرغ وكان على متنها سبعة ركاب وثلاثة من أفراد الطاقم، فيما أشارت وسائل إعلام روسية إلى أن الطائرة أُسقطت.
وتداولت بعض منصات التواصل الاجتماعي فيديو يُظهر نيراناً تلتهم حطاماً قيل إنه لطائرة "فاجنر". وأعلنت خدمات الطوارئ العثور على 8 جثث في موقع تحطم الطائرة من طراز "إمبراير" (Embraer)، وهي ناقلة صغيرة ضيقة البدن بمحركين.
يأتي الحادث اليوم الأربعاء بعد شهرين تقريباً من قيادة "فاجنر" تمرداً قصيراً ضد مؤسسة الدفاع الروسية، والتي انتهت بإعلان الكرملين أن قائد "فاجنر" وبعض العناصر الذين قاتلوا في بعض من أعنف المعارك في حرب أوكرانيا، سينتقلون إلى بيلاروسيا.
ما هي مجموعة فاجنر؟
أسس بريغوجين "فاجنر" في 2014، وكانت تضم في أوج قوتها نحو 50 ألفاً من المرتزقة المجندين- علماً أنَّ العديد منهم من السجناء السابقين- ممن يقاتلون في أوكرانيا. صنفت الولايات المتحدة المجموعة منظمة إجرامية عابرة للحدود في وقت سابق من هذا العام، وفرضت عليها أستراليا وكندا واليابان والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات. وعملت المجموعة لسنوات في ساحات القتال في الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية، حيث واجهت اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.
تتمتع "فاجنر" بوضع قانوني غامض، فالمرتزقة غير معترف بهم قانوناً من الناحية النظرية في روسيا. وتعمل المجموعة على نحو مستقل عن القوات المسلحة الروسية، ورفضت في الآونة الأخيرة مطالب موسكو بتوقيع مجنديها على عقود رسمية مع الجيش.
ظهر بريغوجين بعد حركة التمرد القصيرة في فيديوهات غير معلوم مكان تصويرها وتضمنت بعض التصريحات المرتبطة بدول القارة الأفريقية حيث قال في واحدة منها خلال يوليو الماضي، إن "فاجنر" مستعدة لزيادة وجودها في أفريقيا.
الدور الذي تلعبه "فاجنر" في أفريقيا، لا سيما في دعم حكومتي مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، مصدر قلق للحكومات الغربية.
من هو بريغوجين وما علاقته ببوتين؟
يفغيني بريغوجين (62 عاماً)؛ هو رجل أعمال روسي سبق أن صدرت بحقه أحكام قضائية، ويُطلق عليه لقب "طباخ بوتين" بسبب عقود شركات التموين وخدمات الطعام مع الكرملين وعلاقاته الطويلة مع الرئيس. وقالت السلطات الأميركية إنَّه سيطر على "إنترنت ريسيرش إيجنسي" (Internet Research Agency)، وهي مجموعة مؤسسية من متسللي الإنترنت، للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016. وفي 2022، أكد بريغوجين أنَّه أنشأ "فاجنر" بعد إنكاره لسنوات أي صلة له بالمجموعة.
لقد اعتُبر بريغوجين ذراعاً يُمنى لبوتين، لكنَّ لسانه بات سيفاً مسلطاً على القيادة العسكرية للرئيس الروسي وسط تزايد الوفيات بين مجندي "فاجنر". اتهم بريغوزين وزارة الدفاع لعدة أشهر بالفشل في تقديم الدعم الكافي لقواته، وغالباً ما كان ذلك في مقاطع مصورة تنضح بالاستفزاز على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي مايو، هدد بسحب قواته من العملية الأوكرانية إذا لم تحصل على الإمدادات- وخاصة الذخيرة- قبل أن يتراجع.