رويترز
يختتم مسؤولون كبار من 42 دولة، من بينها الولايات المتحدة والصين والهند محادثات في المملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، تأمل كييف وحلفاؤها أن تؤدي إلى اتفاق على مبادئ أساسية لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا سلمياً. ومع أن موسكو غابت عن الاجتماع؛ فإن الكرملين أعلن أنه سيتابعها.
أفاد مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن المشاركين في الاجتماع لن يصدروا بياناً مشتركاً في ختام محادثاتهم، لكن السعوديين سيقدمون خطة تتضمن إجراء مزيد من المحادثات، مع تشكيل مجموعات عمل لمناقشة قضايا مثل الأمن الغذائي العالمي، والسلامة النووية، وإطلاق سراح الأسرى.
المسؤول وصف المحادثات بأنها إيجابية، مؤكداً أن هناك "اتفاقاً على أن احترام وحدة الأراضي والسيادة الأوكرانية يجب أن يكونا في قلب أي تسوية سلمية".
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غرّد على "تويتر"، مساء السبت، بأن وفد بلاده يعمل في اجتماع لمستشاري قادة الدول في مدينة جدة السعودية على وضع صيغة مقترحة للسلام. مضيفاً: "برغم أن 42 دولة تشارك في الاجتماع من قارات مختلفة.. لكن الجميع متحدون على أن يكون للقانون الدولي الكلمة العليا".
حضور أعضاء "بريكس"
بحسب دبلوماسيين غربيين؛ فإن السعودية، أكبر مصدري النفط في العالم التي حافظت على اتصالات مع الجانبين منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، اضطلعت بدور في عقد اجتماعات مع دول لم تنضم إلى اجتماعات سابقة.
وأعلنت الصين، التي لم تحضر جولة سابقة من المحادثات في مدينة كوبنهاغن الدنماركية، أنها سترسل المبعوث الخاص لشؤون أوراسيا لي هوي للمشاركة في المحادثات.
وتحتفظ الصين بعلاقات اقتصادية ودبلوماسية وثيقة مع روسيا منذ بدء الصراع، ورفضت دعوات لإدانة موسكو.
وقال لي هوي: "لدينا نقاط خلاف كثيرة، واطلعنا على مواقف مختلفة، لكن من المهم مشاركة مبادئنا".
بدورها، صرحت السفارة الهندية في الرياض عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن مستشار الأمن القومي الهندي شري أجيت دوفال وصل إلى جدة لحضور المحادثات.
على غرار الصين، حافظت الهند على علاقات وثيقة مع روسيا، ورفضت إدانتها بسبب الحرب، وعززت وارداتها من النفط الروسي.
في حين أرسلت جنوب أفريقيا أيضاً مستشار الرئيس سيريل رامابوسا لشؤون الأمن سيدني مفامادي لحضور المحادثات، فيما سينضم سيلسو أموريم كبير مستشاري الرئيس البرازيلي للسياسة الخارجية للاجتماعات عن طريق الاتصال المرئي.
وكلا البلدين من الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" التي تضم روسيا والصين والهند أيضاً.
الدبلوماسية السعودية
يؤكد محللون ومسؤولون غربيون أن الدبلوماسية السعودية كان لها أثر مهم في تأمين حضور الصين المحادثات.
تسعى السعودية إلى الاضطلاع بدور أكبر على الساحة العالمية، ودفعت من أجل توسيع العلاقات مع القوى الكبرى خارج الإطار القديم الذي يركز على علاقتها مع الولايات المتحدة.
وتعاونت الرياض مع موسكو في السنوات الماضية فيما يتعلق بسياسة سوق النفط، وساعدت إلى جانب تركيا بالتوسط في تبادل للأسرى بين أوكرانيا وروسيا، العام الماضي.
في المقابل، حضر زيلينسكي قمة لجامعة الدول العربية في المملكة في مايو الماضي عندما عبّر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن استعداده للمساعدة في التوسط لإنهاء الحرب.
كما عززت السعودية العلاقات مع الصين خلال العام الماضي، إذ أبدت ترحيباً حاراً بالرئيس الصيني شي جين بينغ عندما زار الرياض في ديسمبر، وسعت إلى الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تترأسها الصين. وفي مارس، توسطت بكين في استئناف العلاقات بين السعودية وإيران.
كريستيان كوتس أولريخسن، الزميل المعني بشؤون الشرق الأوسط في معهد "بيكر" بجامعة رايس، رأى أن حضور الصين يرسل إشارة دعم للدبلوماسية السعودية بعد التعاون الصيني السعودي في مجالات أخرى في الآونة الأخيرة، متابعاً أن: "مشاركة الصين في المحادثات تدعم قول السعودية إن قوة عمل (البلدين) معاً وقدرتهما على الاستفادة من العلاقات تختلف نوعياً عن الأطراف الغربية".
غير أن يون سون، مديرة برنامج الصين في مركز "ستيمسون" بواشنطن، ترى أن حضور الصين لا يشير إلى أنها ستوافق في النهاية على النتائج التي تسعى إليها أوكرانيا وحلفاؤها، معتبرةً أن "المشاركة في اجتماع تشير إلى الرغبة في الاستماع والمناقشة فقط، ولا تشير بأي حال من الأحوال إلى أن الصين يجب أن توافق على أي شيء في النهاية".