بلومبرغ
تعتزم تركيا إرسال جنود وأفراد شرطة لتعزيز الأمن في كأس العالم لكرة القدم الذي تستضيفه قطر الشهر المقبل. وطلبت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان يوم السبت من البرلمان الموافقة على نشر عدد غير محدد من القوات الإضافية في قطر لمدة ستة أشهر.
يُذكر أنه لدى تركيا بالفعل قاعدة عسكرية في قطر، ويمكنها نشر ما يقرب من 250 فرداً هناك بموجب اتفاقية جرى التوصل إليها في عام 2021.
لم يُحدَّد بعدُ موعد التصويت على نشر القوات التركية الإضافية، لكن من المرجح أن يمر الاقتراح لأن الحزب الحاكم وحليفه القومي يتمتعان بأغلبية في البرلمان التركي.
قالت الحكومة التركية في اقتراحها المقدم للبرلمان إنّ الجنود الأتراك سينضمون إلى تعزيزات أمنية من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وباكستان في مهمة أطلق عليها اسم "عملية درع كأس العالم". وأضافت أن القوة ستحرس الدورة من "الإرهاب والتهديدات الأخرى" وستخدم في قطر، ومياهها الإقليمية، ومجالها الجوي.
وكانت تركيا قد وافقت في يناير الماضي على إرسال أكثر من 3000 ضابط شرطة إلى قطر خلال البطولة التي ستجري مبارياتها من 20 نوفمبر إلى 16 ديسمبر.
العلاقات الأمنية
تعمل تركيا وقطر على تعميق العلاقات الأمنية على نطاق أوسع، إذ دخلت اتفاقية بين قواتهما الجوية حيز التنفيذ في 15 سبتمبر الماضي. وبموجب هذه الاتفاقية تستطيع قطر أن تنشر طائراتها الحربية مؤقتاً في تركيا لإجراء تدريبات مشتركة، كما يمكن لتركيا استخدام طائرات الشحن القطرية لنقل أفرادها و/أو ذخائرها في مهامّ في الداخل أو الخارج، وفقاً لنص الاتفاقية المنشور في الجريدة الرسمية التركية.
بالنسبة إلى تركيا فإن مثل هذه التدريبات المشتركة ستفيد بشكل كبير طياريها الذين يعملون على الطائرة "إف-16"، الذين يمكنهم التدرب مع طيارين يستخدمون طائرات "رافال" الفرنسية الصنع، وهو نفس الطراز الذي تستخدمه اليونان المنافسة لتركيا، وفقاً لمسؤولَين تركيَّين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتيهما نظراً إلى حساسية المعلومات. وحسب اتفاقية عام 2021 يمكن نشر 36 طائرة قطرية كحد أقصى في تركيا للتدريب.
العلاقة بين تركيا وقطر علاقة وثيقة منذ سنوات، وقد أدى دعم أنقرة للدوحة في أثناء خلافها مع دول المنطقة الأخرى في عام 2017 إلى تعميق تلك العلاقة. يُذكر أن السعودية والإمارات ومصر والبحرين قد قطعت العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر خلال ذلك الخلاف. وأرسلت تركيا بدورها قوات إلى قطر، ومنذ ذلك الحين ترسخت العلاقات بين الدولتين.