في أحدث تحدٍّ للصين.. الولايات المتحدة تجري محادثات اقتصادية مع تايوان

time reading iconدقائق القراءة - 4
أحد حراب س الأمن عند النص التذكاري في تايبيه، تايوان. تعزيز العلاقات الأميركية التايوانية يلقى اهتماماً من حكومتي البلدين، لكنه يُقابل باعتراض صيني واضح - المصدر: بلومبرغ
أحد حراب س الأمن عند النص التذكاري في تايبيه، تايوان. تعزيز العلاقات الأميركية التايوانية يلقى اهتماماً من حكومتي البلدين، لكنه يُقابل باعتراض صيني واضح - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعتزم الولايات المتحدة وتايوان الإعلان عن إجراء مفاوضات ثنائية لتعميق العلاقات الاقتصادية، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر، في تحدٍّ جديد لبكين، التي حذّرت واشنطن بشأن علاقتها بالجزيرة.

ستركّز المحادثات على تعزيز التعاون الاقتصادي ومرونة سلاسل التوريد، من دون أن يرقى ذلك إلى مستوى اتفاقية التجارة الحرة التقليدية، حسبما أوضح الأشخاص الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم قبل الإعلان رسيماً عن هذه المفاوضات. وأضافوا أنه من المرجح أن يشمل الاتفاق مجالات تيسير التجارة، وعمل سلسلة التوريد، وتجارة المنتجات الزراعية.

اقرأ أيضاً: فاينانشيال تايمز: محادثات أمريكية بريطانية بشأن تهديد الصين لتايوان

تتشابه هذه البنود مع الركائز التي يقوم عليها الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ الذي يضم 13 دولة، والذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته إلى طوكيو هذا الأسبوع. وكانت مجموعة من المشرّعين الأمريكيين من الحزبين قد طرحت ضم تايوان إلى هذا الإطار الاقتصادي، إلا أنه جرى تم استبعادها، لأن بعض الدول التي وافقت على الانضمام رفضت ضم تايبيه خوفاً من رد فعل بكين، وفقاً لأشخاص مطلعين على العملية.

اقرأ المزيد: وسط غضب صيني.. تايوان تخطط لإطلاق صندوق بمليار دولار لتمويل مشروعاتها مع ليتوانيا

قال الأشخاص إن المحادثات هي محاولة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وتايوان، كما أنها ستتجاوز المناقشات الجارية حالياً بموجب اتفاقية إطار التجارة والاستثمار بين الحكومتين.

تعهد بايدن علانية في وقت سابق من هذا الأسبوع، بتقديم دعم عسكري لتايوان في حال تعرضها لغزو صيني، قبل أن يتراجع هو ومسؤولو البيت الأبيض عن هذه التعليقات.

رد الفعل الصيني

بدورها، ندّدت الصين بتصريحات الرئيس الأمريكي، واحتجت على تعميق ارتباط واشنطن الثنائي الرسمي مع تايوان، التي تعتبرها جزءاً من أراضيها، رغم عدم سيطرتها عليها مطلقاً.

أكد وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين الخميس، أن سياسة الولايات المتحدة تجاه تايوان لم تتغير، وأنها لا تدعم استقلال تايوان. مع ذلك، قال في خطاب طال انتظاره حول سياسة إدارة بايدن تجاه الصين، إن الولايات المتحدة وتايوان تتمتعان بـ"علاقة غير رسمية قوية".

رفض متحدث باسم مكتب الممثل التجاري الأمريكي التعليق على خطط المحادثات بشأن تعميق الشراكة الاقتصادية الثنائية. ولم يرد متحدث باسم المكتب الاقتصادي والثقافي لتايوان في واشنطن على طلب للتعليق.

قالت الممثلة التجارية الأمريكية، كاثرين تاي، لتلفزيون "بلومبرغ" هذا الأسبوع، إنها أجرت مع نظيرها التايواني جون دينغ "محادثات إيجابية للغاية" عندما التقيا مؤخراً في بانكوك. وأضافت: "نحن ملتزمون بتعميق وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية، وأصدرنا تعليماتنا لفرقنا للعمل على مدى الأسبوعين المقبلين، بشأن تعميق وتعزيز العلاقات".

قال مكتب الممثل التجاري الأمريكي في بيان، إن الجانبين اتفقا على الاجتماع مرة أخرى في الأسابيع المقبلة، لمناقشة سُبل المضي قدماً. ومن المتوقع أن يحضر وفد كبير من الحكومة ورجال الأعمال التايوانيين قمة "سيلكيت يو إس ايه" (SelectUSA) للاستثمار خارج واشنطن في أواخر يونيو، ما يمنح الطرفين فرصة أخرى للقاء وجها لوجه.

مسألة الرقائق

أكد مسؤولون أمريكيون أن الاعتماد على تايوان في توفير أشباه الموصلات على وجه الخصوص، يمثّل مشكلة إستراتيجية جيوسياسية، ودفعوا باتجاه إقرار برنامج دعم يحفز التصنيع المحلي للرقائق. وتُعتبر هذه المبادرة جزءاً من تشريع أوسع يمكن تمريره في وقت لاحق من العام الجاري.

يُذكر أن تايوان تطالب الولايات المتحدة منذ سنوات، بإجراء مفاوضات بشأن اتفاقية تجارية، لكن المسؤولين الأمريكيين شددوا على أن الحواجز التي تواجه الممارسات الاقتصادية في تايوان، بما في ذلك الزراعة، يجب حلها كشرط مسبق لإجراء أي مفاوضات.

قال أشخاص مطلعون على المداولات في ذلك الوقت، إن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونلد ترمب، على وجه الخصوص، كانت مترددة في التواصل مع تايوان اقتصادياً أثناء مفاوضاتها بشأن المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري مع بكين.

تصنيفات

قصص قد تهمك