بلومبرغ
يقترب إيمانويل ماكرون من الفوز بفترة رئاسية جديدة لقيادة ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا، مع نفاد الوقت أمام الزعيمة القومية، مارين لوبان، لتضييق الفجوة بينهما، قبل جولة الإعادة المقرر عقدها يوم الأحد.
ينظم كلا المرشحين آخر تجمع لحملتيهما في المناطق التي تصدرا فيها خلال الجولة الأولى، التي أقيمت قبل أسبوعين، حيث اختارت لوبان، منطقة أوت دو فرانس الشمالية، بينما توجه ماكرون إلى منطقة فيجياك الجنوبية.
تعهد ماكرون خلال مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر" يوم الجمعة "بمحاولة إيجاد طريق لإعادة اكتشاف الأسباب التي تجعلنا نعيش كأمة موحدة". وقال، إنه لم ينجح "في توفير آفاق الأمن والتطور للطبقات المتوسطة والعاملة الفرنسية".
منذ 10 أبريل، اتسعت الفجوة بين المرشحين إلى نحو 11%، وفقاً لمتوسط استطلاعات الرأي في 22 أبريل، مع وضوح نقاط ضعف لوبان في الاقتصاد، وتأييد سياسيين من اليسار واليمين لماكرون، بالإضافة إلى استفادة ماكرون من كونه رجل دولة متمرس، في ظل حرب روسيا مع أوكرانيا.
كانت لوبان بحاجة لتوجيه ضربة قوية خلال المناظرة الرئاسية التي انعقدت مساء الأربعاء لإحراز تقدم في سباق المنافسة، لكنها فشلت في القيام بذلك. وفي نهاية المطاف، اتسمت المواجهة التي تم الترويج لها بشكل كبير بالهدوء، ولا يبدو أنها ساعدت أي المرشحين على كسب ناخبين جدد، كما لم تكلفهم الكثير.
أظهر استطلاع سريع تم نشره بعد المناظرة أن المشاهدين وجدوا أن ماكرون أكثر إقناعاً إلى حد ما، وهو الأمر الذي طمأن الأسواق.
تصدرت وجهات نظر المرشحين حول القضايا الخارجية الاهتمام، وخاصة فيما يتعلق بأوروبا.
أعلنت لوبان عن رغبتها في تحويل "الاتحاد الأوروبي" إلى تحالف بين الدول، وقال ماكرون، إن علاقات لوبان بروسيا ومعارضي "الاتحاد الأوروبي" سيدمر الاتحاد من الداخل. يريد ماكرون مواصلة تقوية الاتحاد الأوروبي من خلال تعزيز الوحدة في القضايا الممتدة من الصحة إلى الدفاع.
علاقات مارين لوبان بروسيا قد تلاحقها
يتابع القادة الأوروبيون الانتخابات الفرنسية باهتمام وقلق بالغين. في مقال رأي مشترك نشرته عدة صحف يوم الخميس، دعا المستشار الألماني، أولاف شولتس، ورئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، ورئيس الوزراء البرتغالي، أنطونيو كوستا، الناخبين إلى عدم التصويت لصالح لوبان، بينما لم يعلنوا تأييد ماكرون صراحة.
فوز مفاجئ لمارين لوبان سيكون صدمة كبيرة للاسواق تشبه "بريكست"
قال القادة إن الاختيار هو بين رئيس منتهية ولايته يقدر "الديمقراطية والسيادة والحرية وسيادة القانون"، وبين متطرفة تدعم الحكام المستبدين، مثل فلاديمير بوتين، الذي أعاد إلى الأذهان "ذكريات أحلك الأوقات في أوروبا".
يتقدم ماكرون على لوبان بنسبة 56.2% إلى 43.8%، وفقاً لمتوسط استطلاعات الرأي التي حسبتها "بلومبرغ" في 21 أبريل، ما قد يمنحه الفوز، ولكن بهامش أقل من الانتخابات الرئاسية التي عقدت قبل خمس سنوات.
لكن حصول لوبان على أكثر من 40% من الأصوات، قد يزيد من قوتها، ويهدد بمواجهة ماكرون صعوبة في تنفيذ أجندته الإصلاحية، حيث يعتمد الأمر على كيفية إجراء الانتخابات البرلمانية في يونيو المقبل.
خلال توقفها في روي بمقاطعة السوم، يوم الخميس، عادت لوبان إلى التركيز على قضايا الخبز والزبدة التي طالما كانت محور تركيزها طوال الحملة، وقامت بالتقاط الصور والتوقيع على الملصقات مع سائقي الشاحنات.
تكلفة المعيشة أكبر خطر يتهدد إعادة انتخاب ماكرون
قالت لوبان، إنها تسعى لأن تكون رئيسة من "يكافحون"، ودعت الناخبين إلى الإدلاء بأصواتهم "بعقولهم" و"قلوبهم".
مر الرئيس ماكرون بالمقاطعة الأكثر تنوعاً في البلاد، في سان دوني، بالقرب من باريس، في محاولة واضحة منه لمغازلة الفرنسيين ممن يعرفون باسم "القنادس"، وهم الناخبون ذوو الميول اليسارية، الذين حاولوا بناء "السدود" لمنع اليمين المتطرف من اقتناص السلطة.
قال ماكرون: "لم ينته الأمر بعد"، ودعا جميع مؤيديه لمحاولة إقناع أكبر عدد ممكن من الناس لتأييده، قائلاً: "لا ينبغي أن نتعود على تقدم الأفكار اليمينية المتطرفة".
دعا زعيم "حزب الخضر"، يانيك جادوت الناخبين إلى دعم ماكرون "بدون سعادة، لكن بدون تردد"، في إشارة إلى أن تحالفاً غير رسمي بين الأحزاب ضد اليمين المتطرف لن ينهار بشكل كامل، رغم عدم شعبية ماكرون بين الكثير من تيار اليسار. وبينما لم يؤيد زعيم أقصى اليسار، جان لوك ميلينشون، الرئيس صراحة، لكنه قال، لا ينبغي لأحد أن يعطي "صوتاً واحداً" لصالح لوبان.