ثمة ولع لدى الشركات الأمريكية يتعلق بثقافة الشركات الناشئة ، إلى درجة تجعل الكثيرين يطرحون السؤال الآتي : "هل يكسب الموظفون في شركة ناشئة أكثر على المدى البعيد؟"
والإجابة هي لا، أو هذا ماقالته دراسة حديثة حللت التداعيات طويلة الأجل للعمل في شركة ناشئة في الدنمارك من 1992 إلى 2012، ووجدت أن الذين التحقوا بشركة ناشئة تعمل منذ 4 سنوات أو أقل كسبوا 17 بالمائة أقل في العقد التالي بالمقارنة مع الذين التحقوا بشركة راسخة، واختار الباحثون هذه البيئة لأن الاقتصاد الدنماركي، وفق بحثهم، يمثل الدول الأخرى مرتفعة الدخل بخلاف الولايات المتحدة.
وكوني قد قضيت أول عامين من مسيرتي المهنية مع شركة ناشئة، - وكنت واحدة من أوائل موظفيها – اتفق مع نتيجة البحث التي تقدم للآخرين الذين يخططون لحياتهم المهنية وقفة ، في وقت نواصل فيه العيش مع ركود الوباء.
وكانت إحدى النتائج الرئيسية للدراسة تتعلق بتعرض الشركات الناشئة لتأثيرات فترات الركود الاقتصادي بشكل خاص . فيجد موظفو الشركة الناشئة أنفسهم باحثين عن وظائف في الوقت الذي يكون فيه التوظيف صعباً، فضلاً عن أن المرء يكون عاطلاً عن العمل في فترة ركود مؤثرة بشكل كبير ودائم على المكاسب، وتلك أحد أسباب إحباطات العمل في شركة ناشئة على المدى البعيد.
لا يعني ذلك رفض الفرصة!
ولا يعني ذلك أنه لا ينبغي عليك أن تنضم إلى شركة ناشئة، لأن هذا يتوقف على احتمالك للمخاطر ،وتوقعاتك من الوظيفة ، وربما كانت الأكثر أهمية فرص العمل الأخرى المتاحة أمامك الأكثر أهمية .
وبالطبع، هناك من يجادل بأن العمل في شركة ناشئة يتعلق بعائدات أخرى أكثر من الأجر ، إذ يمكنك الحصول على حصة منها مما يزيد من احتمالات تحقيقك لمردود كبير لاحقاً مع إمكانية التحاقك بشركة أقدم، بالإضافة إلى أن بعض الشركات توفر خطة لشراء الموظفين لحصص أو حوافز مشابهة تزيد من العائد الوظيفي بقدر جيد جداً.
وهناك فكرة أخرى شائعة ،وهي أن الشركة الناشئة تقدم فرصة كبيرة للتعلم والنمو لبساطة تسلسلها الهرمي واحتمالات قيامك بالعديد من المهام، ولكن للأسف وجدت الدراسة أن هذا النوع من "تعدد التخصصات" قد ينتج عنه "عدم البراعة في شيء"، وهذا قد يكون سبباً في أن المسمى الوظيفي في الشركة الناشئة لا يترجم دائماً إلى المنصب نفسه في الشركات الراسخة.
وتكمن إحدى النقاط في إيجابيات العمل في شركة ناشئة في توفر بيئة حماسية مع شعور فريد بالصداقة الحميمة، ومن المهم هنا أن نعلم أن ذلك قد يتلاشئ يوماً ما، وسواء قد تم الاستحواذ على الشركة الناشئة من قبل علامة تجارية كبيرة أو نمت لتصبح مؤسسة راسخة بعد ذلك ، فإن اتجاه الأريحية والحرية الذي كان يهمين على ثقافة شركتك يوماًما قد يفنى، وهو أمر يتعين عليك الاستعداد له في حال استمرت شركتك لتصل إلى تلك المرحلة.
وتعد هذه حالة استثنائية، وفق نتيجة الدراسة القائلة بأن موظفي الشركات الناشئة يكسبون أقل من هؤلاء الذي يعملون في شركة راسخة، ويبدو أن هناك ميزة أخرى للانضمام لمشروع جديد ،ولكن بعد أن يصل عددالمعينين إلى 50 موظفاً، وقبل أن يصل المشروع إلى عامه الخامس في السوق، فقد وجد أن الذين يعملون في هذه المرحلة يكسبون أعلى قليلاً من الذين فضلوا العمل في شركة راسخة.
النتائج الأكثر إحباطاً
وربما تلخص النتائج الأكثر إحباطاً في الدارسة بأكملها في الجملتين الآتيتين :
تحب الصحافة أن تغطي قصص البواب أو موظف الاستقبال الذي أصبح غنياً من خلال العمل في شركة ناشئة تكنولوجية، ولكن احتمالات وقوع هذه الأحداث للموظف العادي في شركة ناشئة ترتبط بقدر فوز شخص ما بملايين الدولارات عبر اليانصيب بين الملايين الذين اشتروا التذاكر.
وبشكل عام، تشير الدراسة إلى أن تحقيق ثروتك في شركة ناشئة مشابه للعب اليانصيب، ولكن أود أن أقول "إن ذلك يعتمد بقدر كبير على قطاعك، وبالتالي، فإن احتمالية زيادة مكاسبك على المدى البعيد من خلال العمل في شركة ناشئة ليس أمرا ًمستحيلاً بالكامل.
وأما بالنسبة للعاملين في قطاع التكنولوجي’ فمن المفهوم أن العمل في شركة ناشئة يكون مثيراً للغاية ،ولكنها مقامرة من الناحية المهنية أيضاً. وبعد كل ماذكر ، فإن الذهاب إلى شركة تكنولوجية راسخة يقدم أجراً أعلى وميزات تنافسة أكبر ، وربما يدلل على خطة شراء أسهم.
ماهو الوضع ههنا لأولئك الذين يعملون في قطاعات أخرى مثل الإعلام؟ عندما انتقلت إلى شركة ناشئة ،ارتفع راتبي بنسبة 30 بالمئة، وخلال عامين أصبحت أكسب ضعف ما كنت أجنيه قبل الالتحاق بها، وقد ساعد هذا في إعادة تشكيل تصوري عن القدر الذي يمكن أن أكسبه، وبالتأكيد، فإن الاستثناء لا يشكل القاعدة، ولابد من معرفة أن الشركات الناشئة توظف الكثير من الأشخاص في القطاعات المختلفة ، وعليه بالنسبة لنا يمكن أن تكون هذه الخطوة معقولة جداً بالنسبة إلينا .