مشروع نيوم الذي أطلقه ولي العهد السعودي يُوسِّع ميناءً لينافس إقليمياً

يعتزم مشروع نيوم فائق الضخامة والتطور التقني في المملكة العربية السعودية توسيع ميناء محلي صغير ليصبح مركزاً للتجارة والتصنيع قرب قناة السويس، ويقول مسؤولون إنه سينافس أكبر مرافق الشرق الأوسط.

هذا الإعلان المُلفت هو الأحدث من مشروع نيوم، في حين مازالت التطورات على الأرض تقتصر على الحفريات. يمر 12% تقريباً من التجارة العالمية عبر قناة السويس.

السعودية "تنقل الجبال" لبناء مدينة "نيوم" المستقبلية

قال فيشال وانشو، رئيس شركة "أوكساغون" (Oxagon) التنفيذي في مقابلة إن الميناء سيدعم المدينة الصناعية التي أعلن عنها مشروع نيوم الأسبوع الماضي باسم "أوكساغون". أشار إلى أن الميناء الموجود فعلاً قرب مدينة ضباء الواقعة على البحر الأحمر، سيُطوَّر بما يسمح باستيعاب سعة حاويات تتراوح من 3.5 إلى 4 ملايين طن من الوحدات المكافئة بحلول 2030.

أوضح أنه بإمكان المشروع تقديم خدماته مستقبلاً للمستأجرين التجاريين في نيوم، إضافة لمنطقة أوسع تشمل الخليج والأردن والعراق. أضاف أن السعة الاستيعابية ربما تبلغ 9 ملايين طن من الوحدات المكافئة اعتماداً على نمو مدينة "أوكساغون" الصناعية. تبلغ الطاقة الاستيعابية لميناء جبل علي في دبي، وهو الأكبر في المنطقة، أزيد من 19 مليون طن من الوحدات المكافئة.

ميزة البدء من الصفر

قال وانشو، الذي كان يعمل مسؤولاً تنفيذياً لدى "جنرال إلكتريك" قبل التحاقه بمشروع نيوم هذا العام: "سنطور ميناءً راقي المواصفات ونظام سلاسل توريد، ونمتلك ميزة حقيقية لكوننا نعمل في مشروع بدءاً من الصفر".

يعتبر مشروع مدينة نيوم الذي أُعلن عنه في 2017 جوهرة تاج برنامج الأمير محمد بن سلمان لتطوير اقتصاد أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، حيث تمثل خطته لتحويل المنطقة النائية الواقعة على الساحل في شمال غرب المملكة إلى مركز عالي التقنية يعتمد على الروبوت نموذجاً تطبيقياً لما يطلق عليه "رؤية 2030" لتنويع الاقتصاد بعيداً عن عائدات النفط الخام وتخفيف القيود الاجتماعية ودعم الاستثمار.

أثار المشروع جدلاً واسعاً تعرّض بعضه لجدواه الاقتصادية بعدما واجهت جهود سابقة صعوبات في بناء مناطق اقتصادية حرة لتحقيق نهضة تنموية.

يقدم مشروع "أوكساغون"، الذي يقول المسؤولون إنه سيتضمن مستقبلاً مجمعاً "عائماً" فوق البحر، تصوراً لتلك الطموحات والتحديات.

جاف وعائم

توقع وانشو أن تستوعب المنطقة ومساحتها 50 كيلومتراً مربعاً بحلول 2030 ما بين 80 و90 ألف مقيم، وما بين 40 و50 شركة. لم يكشف عن حجم الإنفاق المزمع على المشروع، الذي يشمل استثمارات حكومية وأخرى من القطاع الخاص.

بيّن أن المرحلة الأولى من التشييد حتى 2025 ستركز على الجزء الذي سيبنى على اليابسة، فيما تكون المنطقة العائمة من المشروع في "المراحل الأولى من التصميم".

قال: "كنا نرغب بأن نفكر في المستقبل ونقول هل باستطاعتنا تشييد مدينة البندقية العصرية؟ في ظل كل التغيير المناخي الجاري وزيادة منسوب مياه البحر... بحيث تكون مدينة عائمة ليس عليها التصدي للزيادات في منسوب مياه البحر أو التفاعل معه بفضل أسلوب تصميمها".

كشف عن أن مشروع نيوم ينظر في ربط ميناء "أوكساغون" بشمال شرق السعودية والمنطقة بأكملها على نطاق أوسع في البداية عبر طريق نقل بري ثم عبر سكك حديدية. أوضح أن عمليات الميناء ذات قدرات تعامل مع الحاويات ستنطلق بحلول منتصف 2022 لتتوسع بعده.

سينافس المشروع ميناء جدة على على البحر الأحمر من حيث الحجم. كما توسع

المملكة ميناء الملك عبد الله في المنطقة الواقعة بين ميناء جدة وميناء "أوكساغون"، ويستهدف تحقيق قدرة استيعابية تبلغ 25 مليون طن من الوحدات المكافئة.