بلومبرغ
تترك النساء المناصب العليا في الشركات بمعدلات أعلى من أي وقت مضى؛ بينما يظل احتمال ترقية الموظفات إلى مناصب قيادية ضعيفاً من الأساس.
يكشف تقرير جديد صادر عن شركة "ماكينزي آند كو" ومنظمة "لين إن" (LeanIn.org)، أن مقابل كل امرأة في منصب إداري تتم ترقيتها، تختار مديرتان المغادرة.
من خلال تحليل بيانات 12 مليون موظف في أكثر من 330 شركة، تتابع المنظمتان أحوال الموظفات منذ عام 2015، وتنشران النتائج في تقرير سنوي.
تقول راشيل توماس، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "لين إن": "تتمتع النساء بنفس مستوى طموح الرجال، لكنهن يغادرن شركاتهن بأعلى معدلات رأيناها على الإطلاق وبمعدلات أعلى من الرجال في المناصب القيادية.. نعتقد حقاً أن هذا قد يؤدي إلى كارثة للشركات".
دراسة: نصف رواد الأعمال الجدد في أميركا خلال 2021 من النساء
لطالما كانت النساء في وضع غير مؤات في مكان العمل، لكن العديد من هذه المشاكل تفاقمت بسبب "كوفيد-19"، إذ ساهم الافتقار إلى رعاية الأطفال بتكلفة ميسورة في ترك المزيد من النساء للقوى العاملة مقارنة بالرجال في السنوات الأخيرة. كما تجمّدت في مكانها فجوة الأجور بين الجنسين أثناء الوباء، وهي الفجوة التي كانت تتقلص قبل ذلك.
البحث عن فرص جديدة
الآن، يقوم أولئك الموجودون في أعلى المناصب في مؤسساتهم بإعادة التقييم بسبب نقص فرص الترقي أو المرونة أو المعاملة غير المتكافئة أو مزيج من هذه العوامل وغيرها.
على سبيل المثال تركت سوزان تشابمان هيوز وظيفتها في شركة مدفوعات بعد قضائها هناك 11 عاماً. وتقول تشابمان هيوز، التي أدارت جهود التحول الرقمي لإحدى وحدات الشركة، إن الفرصة التالية التي عُرضت عليها هناك "لا تتناسب مع المسار" الذي أعدته لنفسها، موضحة أنه: "لا يمكن لكل منظمة أن تمنحك ما تريده لبقية حياتك المهنية... عليك أن تكون ذكياً بما يكفي لتلاحق ما تصبو إليه".
وفقاً للتقرير، في الوقت الحالي، هناك امرأة واحدة فقط من بين كل أربعة رؤساء تنفيذيين، بالمقارنة بواحدة من كل 20 رئيساً تنفيذياً بالنسبة للنساء من ذوات البشرة الملونة، بحسب الملخص.
المديرات التنفيذيات يتحكمن في 1% فقط من أسهم "S&P 500"
مقابل كل 100 رجل تمت ترقيتهم إلى منصب مدير -من مستوى المبتدئين- تمت ترقية 87 امرأة. ينخفض هذا الرقم إلى 82 للنساء ذوات البشرة الملونة. تقارن هذه الأرقام بمعدل 85 و86 لجميع النساء والنساء ذوات البشرة الملونة في تقرير العام الماضي.
تركت كارمن براينت مؤخراً منصبها كمديرة تسويق في إحدى شركات إعلانات الوظائف عبر الإنترنت بعد وفاة شقيقها بسرطان البنكرياس.
تقول براينت التي أرادت وظيفة أشمل: "لقد أدركت حقيقة أن الحياة قصيرة فعلاً، ولا يوجد سبب يدعوني أن أبقى في مكان غير مفيد بالنسبة لي".
ساعدت هذه العقلية في دفع براينت ذات البشرة السمراء للانضمام إلى "وايز هاير" (WizeHire)، وهي منصة توظيف عبر الإنترنت، حيث تشغل الآن منصب نائب رئيس الشركة للتسويق.
قالت براينت: "تعتقد الكثير من النساء أنهن إذا عملن بجد، فسيلاحظ الناس ذلك وسيكون ذلك كافياً.. حقيقة الأمر هي أن المرأة يجب أن تدافع عن نفسها. ويجب على النساء السود أن يسرن على خط رفيع، وأن يتوخين الحذر بشأن مدى الجرأة التي يُنظر إليهن من خلالها".
النساء يشكِّلن 15% فقط من الموظفين الأعلى أجراً في بنوك لندن
مرونة العمل والفرصة
مع استمرار الشركات في تعديل سياسات العمل عن بُعد في أعقاب الانتشار الكبير في العمل عن بُعد الذي تسبب فيه الوباء، وجدت "ماكينزي" و"لين إن" أن واحدة فقط من كل 10 موظفات ترغب في العمل من المكتب معظم الوقت. وجاء في ملخص تقريرهما أن "العديد" من النساء يرين بجداول العمل المختلطة سبباً رئيسياً للانضمام إلى صاحب العمل أو التمسك به.
تقول توماس: "لا تترك النساء العمل، بل يتركن الشركات التي لا تقدم ثقافة العمل والفرصة والمرونة التي تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة إليهن".