المصدر:
الشرق
تعتزم السعودية الترويج لفرص استكشاف المعادن على مساحة تصل إلى 50 ألف كيلومتر مربع هذا العام، بحسب ما قاله وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف في مؤتمر التعدين الدولي المنعقد في الرياض.
الوزير أضاف أن برنامج المملكة لتمكين الاستكشاف التعديني دعم بالفعل شركات التنقيب لحفر أكثر من 440 ألف متر مربع.
كشف الوزير عن إطلاق مبادرة "استوديو الابتكار التعديني" (Mining Innovation Studio) المصممة لاستقطاب المواهب العالمية وتسريع وتيرة استخدام التقنيات المتطورة، مشيراً إلى أن ذلك بمثابة خطوة واحدة صوب تحقيق رؤية الرياض في أن تصبح "وادي السيليكون للمعادن".
التعدين السعودي الأسرع نمواً عالمياً
تعزز تلك الخطط نشاط قطاع التعدين في السعودية، الذي يشهد اهتماماً آخذاً في النمو منذ إطلاق "رؤية 2030" والتي تستهدف تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، وأن يكون التعدين الركيزة الثالثة للصناعة الوطنية، حيث تم إطلاق مبادرات استراتيجية لتطوير القطاع. الوزير أكد نجاح تلك الاستراتيجية، بقوله إن قطاع التعدين في المملكة بات الأسرع نمواً عالمياً.
أصبح القطاع في بؤرة الاهتمام، خاصة بعدما رفعت السعودية في العام الماضي تقديراتها لإمكانيات الثروات المعدنية غير المستغلة في البلاد من 1.3 تريليون إلى 2.5 تريليون دولار (9.4 تريليون ريال)، ما من شأنه أن يدعم رحلة تنويع اقتصادها.
بدوره شدد الوزير الخريف على تزامن التوسع في قطاع التعدين في المملكة مع الاهتمام العالمي الكبير بالمجال، موضحاً أن ذلك نابع من الحاجة إلى التحول في الطاقة، بالإضافة إلى التقدم التكنولوجي.
كما أشار إلى أن المملكة لا تتعامل مع القطاع كنشاط مستقل، وإنما تتبنى نظرة شاملة لكامل سلسلة التوريد والتي تمتد من استخراج المعادن إلى التكرير وإعادة التدوير، موضحاً أن الاستثمار اليوم يجب ألا يقتصر على أنشطة الاستخراج بل يجب أن يشمل البنية التحتية.
التكامل بين القطاعات أكده وزير النقل والخدمات اللوجيستية صالح الجاسر الذي قال خلال المؤتمر إنه سيتم تخصيص حوالي 50% من التمويل الحكومي في قطاع النقل والخدمات اللوجستية للسكك الحديدية، وهذا إلى حد كبير لدعم قطاع التعدين، موضحاً أن السكك الحديدية في المملكة نقلت العام الماضي ما يزيد عن 25 مليون طن معظمها من المعادن.
المؤسسات متعددة الأطراف ستلعب دوراً بالقطاع
من جانبه، قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إن المؤسسات متعددة الأطراف تضطلع بدور مهم في تنمية قطاع التعدين في الدول النامية وخاصة دول الجنوب، التي تتمتع بثروات معدنية كبيرة، وهي قادرة مع الإعداد المناسب على الاستفادة منها ليس فقط على مستوى القطاع، ولكن كجزء من حزمة التنمية الاقتصادية.
وأضاف الجدعان أن تلك الدول تفتقر إلى التمويل والمعرفة والتدريب المناسب وتحتاج أيضاً إلى الحوكمة. وقال إنه بالنسبة للدول الراغبة بالعمل في تلك الدول، فإن هناك سبلاً للشراكة مع المؤسسات متعددة الأطراف التي قد تساعد فيما يخص الحوكمة ورأس المال وتحفيز القطاع الخاص منبهاً إلى ضرورة أن توفر الحكومات إطاراً تنظيميا يمنح الثقة.
تصنيفات
