الشرق
تخطط الشركات المصرية العاملة في صناعة الذهب والمجوهرات، لزيادة مستويات التصدير وخصوصاً إلى الخليج، مستفيدة من احتمالات ارتفاع أسعار المعدن النفيس، ما من شأنه تعزيز مكانة الدولة الأفريقية في قطاع المشغولات.
أشار رئيس شعبة صناعة الذهب والمجوهرات والمعادن الثمينة في اتحاد الصناعات المصرية إيهاب واصف، إلى أن مصر كانت قبل 3 سنوات، "في مراكز متأخرة بالنسبة لتصدير المشغولات، ولكنها باتت اليوم ضمن أول ثلاثين دولة في هذا المجال".
تستهدف الشعبة الآن، أن تصبح البلاد ضمن الدول العشر الأوائل بتصدير المشغولات بحلول 2027، بحسب حديث واصف لـ"الشرق" على هامش افتتاح "معرض نبيو للذهب والمجوهرات" في القاهرة.
واصف كشف أن أعداد المصانع والورش في المناطق الصناعية الجديدة يبلغ نحو 12 مصنعاً، تُضاف إلى أكثر من 3 آلاف مصنع وورشة لصناعة المعادن الثمينة في منطقة الجمالية.
توقعات بارتفاع الأسعار خلال 2025
حصلت أسعار الذهب العالمية على دفعة بسبب تزايد التفاؤل بأن الفيدرالي الأميركي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه في 18 ديسمبر، كما من الممكن أن يواصل مسيرة التيسير النقدي خلال العام المقبل. وعادة ما يشكل خفض أسعار الفائدة دعماً للذهب الذي لا يدر عائداً.
ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الذهب بوتيرة أبطأ في 2025، وسط مخاوف من أن النمو والتضخم خلال ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب قد يحدّان من المكاسب في ظل التوقعات المعقدة لأسعار الفائدة الأميركية، حسبما ذكر مجلس الذهب العالمي في تقرير هذا الشهر.
وكان مستشار وزير التموين والتجارة الداخلية لشؤون الذهب في مصر ناجي فرج أشار في تصريح لـ"الشرق" خلال الشهر الجاري، إلى أن المؤشرات تشير إلى ارتفاع سعر الذهب في مصر بنسبة تتجاوز 15% خلال العام المقبل، مدفوعاً بصعود أسعاره عالمياً، وتراجع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، إضافة إلى إقبال المصريين على شرائه كمخزن للقيمة.
وأضاف أن حجم سوق المشغولات والسبائك الذهبية في مصر خلال أول ثمانية أشهر من العام الجاري تخطت 70 طناً.
استئناف التصدير
من شأن ارتفاع الأسعار أن يدعم الشركات المصدرة، ويدفعها إلى زيادة الأحجام خلال السنوات المقبلة، خصوصاً وسط تكثيف البلاد لجهودها في مجال زيادة الاستثمارات الموجهة لقطاع التعدين والذهب بشكل خاص، حيث تستهدف جذب مليار دولار استثمارات بحلول العام 2030.
يُقدّر إنتاج مصر من الذهب بنحو 15.8 طن سنوياً، يأتي أغلبه من منجم السكري في الصحراء الشرقية، بالإضافة إلى منجمي حمش وإيقات.
في ظل آفاق المعدن النفيس، تخطط شركة "لازوردي" المصرية للمجوهرات لاستئناف نشاطها التصديري إلى دول الخليج وشمال أفريقيا خلال العام المقبل، بعد توقف دام نحو 4 سنوات بسبب جائحة كورونا، حسبما كشف رئيسها التنفيذي إيهاب إبراهيم في حديث لـ"الشرق".
أضاف على هامش المؤتمر، أن "لازوردي" تنتج 7 أطنان ذهب سنوياً بالمتوسط، وهي تعتزم زيادة خط إنتاج جديد العام المقبل، كما تتطلع لزيادة إنتاجها بما يتراوح بين 10% و15% سنوياً. وتبلغ حصة الشركة من سوق الذهب في مصر حالياً 50%، بحسب إبراهيم.
أما محسن فوزي، رئيس شركة "كينغ غولد" لتصنيع الذهب، فلفت إلى أن الشركة تستهدف زيادة حجم الإنتاج بنحو 25% العام المقبل، ليصل إلى 5.5 طن ذهب.
وأضاف فوزي في حديث لـ"الشرق" إلى أن زيادة الإنتاج في المصنع التابع للشركة في منطقة العبور ستوجه لأول مرة للتصدير.