بعد تأكيد انتقال "كورونا" عبر الهواء.. هذه تعليمات أساسية لتجنب العدوى

time reading iconدقائق القراءة - 6
التهوية والابتعاد عن الأماكن المغلقة إجراءات ضرورية للحد من العدوى بفيروس كورونا - المصدر: بلومبرغ
التهوية والابتعاد عن الأماكن المغلقة إجراءات ضرورية للحد من العدوى بفيروس كورونا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

ستعلم أنَّ هناك خطأً ما في رسائل الصحة العامة بالولايات المتحدة، عندما يُقدِّمُ سائق شاحنة القطر، معلوماتٍ عن كوفيد- 19 أفضل من منظمة الصحة العالمية، أو مركز السيطرة على الأمراض.

كانت كلماته الحكيمة لي، عندما جاء لسحب سيارتي إلى وكالة البيع في وقتٍ سابق من هذا الربيع، أنَّه إذا كنت داخل أحد الأماكن مع أشخاص، وأصيب أحدهم، فما يزال بإمكانك الإصابة بالعدوى، حتى لو كان الجميع يرتدون الكمامات. وإن كنت في الخارج وأصيب شخص ما، فمن المحتمل أنَّك لن تصاب به. كان يتحدَّث من تجربة مباشرة، فقد استمر في عمله خلال أسوأ أيام الوباء. وقال، إنَّه رأى زملاء العمل يمرضون، كما أنَّ رئيسه قد مات.

انتقال كورونا عبر الهواء

وكان على حق. يمكن أن ينتقل فيروس "كورونا" على جزيئات صغيرة جداً تتفرَّق بسرعة في الهواء الطلق، ولكن يمكنها أن تتراكم في الداخل.

يمكن أن تؤثِّر هذه الجسيمات على الأشخاص الذين يبقون على مسافة أكثر من ستة أقدام في الأماكن المغلقة. وقد توفِّر مجموعة الكمامات التي اعتمدها الأمريكيون بعض الحماية، لكنَّها لا تجعل الوضع غير الآمن آمناً.

برغم أنَّ العلماء كانوا يناقشون انتقال العدوى عن طريق الهواء منذ شهور، إلا أنَّ منظمة الصحة العالمية، ومركز السيطرة على الأمراض، أعلنوا هذه الإمكانية رسمياً الأسبوع الماضي فقط.

ومع استمرار طرح اللقاح في أيامه الأولى على مستوى العالم، يجب على هؤلاء المسؤولين متابعة هذا الاعتراف المتأخر بإرشادات يمكن للأشخاص غير الملقَّحين استخدامها، لتقليل المخاطر التي يتعرَّضون لها.

ضرورة التوعية

إنَّ توضيح كلمة "محمول جواً" "airborne" سيكون مكاناً جيداً للبدء. فالمعنى العلمي ليس المعنى الشائع نفسه؛ ولذلك قد يفترض الناس خطأً في أنَّ الهواء الخارجي خطير.

كما ذكرت مقالة حديثة في صحيفة "نيويورك تايمز"؛ فإنَّ الأخبار حول مفهوم "الانتقال عبر الهواء" كانت تُجبر الناس في الهند على إغلاق نوافذهم بدلاً من فتحها. في الواقع، يمكن أن تكون تقارير انتقال العدوى عبر الهواء مسبِّبة للذعر دون داعٍ، مما يعني أنَّ الخطر لا مفرَّ منه تقريباً، وأنَّه لا توجد مسافة آمنة بيننا وبين إخواننا من البشر.

صحيح أنَّ الفيروس يمكن أن يتراكم في البيئات الداخلية بطريقة يمكن أن تشكِّل خطراً، حتى إنْ كان الناس يرتدون أقنعة، ويبتعدون عن بعضهم أكثر من ستة أقدام. لكن يمكن التخفيف من هذا الخطر عن طريق فتح النوافذ، وارتداء أقنعة (N95)، ومن خلال الحفاظ على مدة التعرُّض قصيرة. ستكون الرحلة السريعة إلى السوبر ماركت أكثر أماناً من تناول وجبة طويلة في مطعم أو درس تمرين.

ولأنَّ الفيروس ينتقل بشكل أساسي على جزيئات أصغر؛ فإنَّ الخطر ضئيل في الهواء الطلق، حتى لو عبرت من جانب شخص بمسافة أقل من ستة أقدام.

لذلك، لا تُعدُّ المطاعم الداخلية آمنة، بسبب القواعد التي تُملي على الأشخاص ارتداء قناع عندما لا يأكلون، أو من خلال معظم الفواصل الزجاجية بين الطاولات. كما يساعد فتح النوافذ في التخفيف من الخطر، وكذلك وضع تحذير من أنَّ الأشخاص غير الملقَّحين يخاطرون بتناول الطعام في الداخل.

بداية انتقال العدوى

كان هذا معروفاً منذ فترة طويلة، برغم تباطؤ المسؤولين في الاعتراف به. في مايو الماضي، أجريت مقابلة مع "موغ سيفيك"، أخصائية الأمراض المعدية في جامعة سانت أندروز بالمملكة المتحدة.

وكانت تجمع كل البيانات التي يمكن أن تجدها من تتبُّع المخالطين في جميع أنحاء العالم، لمعرفة كيفية انتقال المرض بالفعل.

كانت هناك تقارير تفيد أنَّ ما يسمى بأحداث الانتشار الفائق قد حدثت في المقام الأول في المكاتب، ومؤتمرات الأعمال، ومتاجر البيع بالتجزئة، حيث يوجد الناس، والمطاعم الداخلية. إلى جانب الانتشار الفائق، كان هناك الكثير من انتقال العدوى في المنازل.

وجدت "سيفيك" أنَّ مقدار الوقت الذي يقضيه الناس في بيئة مغلقة مهم. وكلما زاد عدد الأشخاص في مكان مغلق، زادت احتمالية أن يكون أحدهم معدياً.

تجنب الزحام

لهذا السبب، تمَّ تحذير الناس منذ فترة طويلة في اليابان لتجنُّب العناصر الثلاثة: الحشود، والأماكن المغلقة، والاتصال الوثيق. و لاتحتاج رسائل الصحة العامة المفيدة إلى التعقيد.

لم يفت الأوان بعد للقيام بعملٍ أفضل في إعداد رسائل الصحة العامة، وتحديد الأولويات. يجب أن تكون التهوية أولوية أعلى من تعقيم الأسطح في البلدان التي يعود فيها الأشخاص إلى المكاتب، وأماكن العمل الأخرى.

في الهند، حيث ينتشر الوباء، يجب على المسؤولين التوقُّف عن إهدار الموارد على الطائرات بدون طيار التي ترش المطهِّرات في الحدائق.

في أمريكا، كنَّا قلقين جداً بشأن الذهاب إلى متجر البقالة لمدة 15 دقيقة، وشعرنا براحة زائفة في الابتعاد لمسافة ستة أقدام.

لقد أنفقنا الكثير من الطاقة الذهنية في الغضب من بعضنا بسبب الذهاب إلى الشاطئ دون ارتداء الأقنعة، أو خلع الأقنعة في ساحة انتظار السيارات، ومنح سلوك الآخرين دوراً مبالغاً فيه في الخطر الذي نتعرَّض له.

يمكن أن يساعدنا الفهم الأفضل لما يعنيه "المنقول عبر الهواء" حقاً، في إدارة مخاطرنا بشكلٍ أفضل، والحفاظ على قدرتنا على الشعور بالرضا تجاه إخواننا من البشر. وبالطبع؛ ينبغي أن يحفِّز هذا المزيد منَّا للحصول على اللقاح.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

نيودلهي

10 دقائق

13°C
ضباب
العظمى / الصغرى 13°/13°
3.7 كم/س
82%
الآراء الأكثر قراءة