بلومبرغ
يوشك لقاح شركة "ميديكاغو" (Medicago) ضد وباء "كوفيد-19"، أن يكون أول لقاح غربي ترفضه منظمة الصحة العالمية، بسبب صلات "ميديكاغو" بشركة صناعة السجائر "فيليب موريس إنترناشيونال" (Philip Morris International).
وفقاً لوثيقة إرشادات "منظمة الصحة العالمية" بتاريخ 2 مارس، لم يتم قبول طلب الشركة الكندية للأدوية الحيوية، للمشاركة في التحديد المسبق لأهلية لقاح "كوفيفينز" (Covifenz) الذي تصنعه. هذا يعني أنه من غير المرجح أن توافق منظمة الصحة العالمية على اللقاح للاستخدام في حالات الطوارئ، ما قد يؤدي أيضاً إلى استبعاده من مبادرة "كوفاكس" (Covax) لتبادل اللقاحات على مستوى العالم.
اقرأ أيضاً: فيروس "أوميكرون" يهدد بمزيد من التأخير في محاولة تطعيم العالم
قالت ماري أنجيلا سيماو، مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون الوصول إلى الأدوية واللقاحات والمستحضرات الصيدلانية، في إفادة إعلامية يوم الأربعاء: "تم تعليق العملية نظراً لارتباطات (ميديكاغو) – كونها مملوكة جزئياً لشركة (فيليب موريس).. لدى منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة سياسة صارمة للغاية فيما يتعلق بالمشاركة مع صناعة التبغ والأسلحة، ولذلك من المحتمل جداً ألا يتم قبولها في قائمة استخدامات الطوارئ".
اقرأ المزيد: تراجع التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية 25% خلال جائحة كورونا
يعتبر لقاح "كوفيفينز"، أول لقاح نباتي لفيروس "كوفيد" في العالم. إنه مصنوع من بروتينات نمت في نباتات تشبه الفيروس الذي يسبب وباء كوفيد للجهاز المناعي للإنسان. يستخدم اللقاح أيضاً مادة علاج الوباء المساعدة التي تنتجها شركة "غلاكسو سميث كلاين" (GlaxoSmithKline)، وهي مادة تعزز استجابة الجهاز المناعي. وقد تم تطوير اللقاح بشكل مشترك من قبل "ميديكاغو"، المملوكة لشركة "ميتسوبيشي للكيماويات" (Mitsubishi Chemical)، و"فيليب موريس إنترناشيونال"، و"غلاكسو". وقدمت الحكومة الكندية 173 مليون دولار لتمويل تطويره، وهي حتى الآن الدولة الوحيدة التي وافقت على استخدامه.
انتهاك لاتفاقية مكافحة التبغ
تجادل الجماعات المناهضة للتبغ بأن تمويل واعتماد دواء له صلات بصناعة التبغ، ينتهك "اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ" التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2005. تدعو المعاهدة الدولية إلى تشديد الرقابة على التبغ، وتشدد على الحاجة إلى سياسات الصحة العامة من أجل أن تكون محمية من المصالح التجارية والمصالح الخاصة الأخرى لصناعة التبغ.
كتبت متحدثة باسم وزارة الصحة الكندية في رد عبر البريد الإلكتروني على الأسئلة، أن كندا درست استثمار الحكومة في "ميديكاغو" بعناية، وتعتبر أنه يتوافق مع التزاماتها بموجب المعاهدة. وقالت إن المعاهدة لا تمنع الحكومة من العمل مع "ميديكاغو" لتطوير اللقاحات وشرائها لضمان توفير إمدادات جاهزة وفعالة من اللقاحات لسكانها.
كتبت أيضاً تقول: "سيستمر تفاعل الوزارة مع صناعة التبغ بشفافية وفقاً لمتطلبات الانفتاح والشفافية في وزارة الصحة الكندية، وبما يتماشى مع المبادئ التوجيهية بموجب (اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ)".
اتفاق مع الحكومة
من جانبه، قال تاكاشي ناغاو الرئيس التنفيذي لشركة "ميديكاغو" في وقت متأخر من يوم الأربعاء، إن الشركة لم تتلق بعد أي اتصال رسمي من منظمة الصحة العالمية.. وأضاف ناغاو: "نفهم أن هذا القرار مرتبط بمساهمي الأقلية في شركة (ميديكاغو) وليس بملف الأمان والفعالية المثبت للقاح الخاص بنا ضد (كوفيد-19)".
قال ناغاو إن "ميديكاغو" لديها عقد مع الحكومة الكندية لتزويدها بما يصل إلى 76 مليون جرعة من اللقاح، وهناك محادثات جارية مع دول أخرى حول الاتفاقيات المحتملة.
أما ليس هاغن، المدير التنفيذي لـ"مجموعة عمل التدخين والصحة" في إدمونتون، وهي مؤسسة خيرية للصحة العامة، فقال: "حتى لو لم يكن هذا انتهاكاً حرفياً، فإنه بالتأكيد ينتهك روح الاتفاقية.. هذه ليست أكثر اللحظات التي تفتخر بها كندا في مجال الصحة العامة".
جهود شركات التبغ
يسلّط الوضع الضوء على الصعوبات التي تواجهها شركات التبغ الكبرى، حيث تسعى تلك الشركات بشكل متزايد إلى التوسع في قطاع الصحة والعافية، ونفذت شركة "فيليب موريس"، التي تبيع سجائر "مارلبورو" خارج الولايات المتحدة، سلسلة من عمليات الاستحواذ التي شملت شركة "فيكتورا غروب" (Vectura Group) المتخصصة في العلاج بالاستنشاق، وهي خطوة أثارت غضباً شعبياً، وأنشأت شركة "بريتيش أميركان توباكو" (British American Tobacco) ذراعاً جديداً للتكنولوجيا الحيوية تحت اسم "كيه بيو هولدنيغز" (KBio Holdings)، التي بدورها ستركز على تطوير العلاجات واللقاحات للأمراض النادرة والمعدية باستخدام تكنولوجيا قائمة على النباتات.
لم يتم أيضاً قبول طلب شركة "آي إم بي سي إيه أم إس" (IMBCAMS) الصينية لدخول التحديد المسبق لأهلية لقاح الشركة المعطل ضد "كوفيد"، حيث أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الجرعة لا تزال قيد التطوير الأولي.
يذكر أن كان مايكل بلومبرغ، مؤسس ومالك الأغلبية في شركة "بلومبرغ نيوز"، الشركة الأم لـ"بلومبرغ إل بي"، هو من المناصرين منذ فترة طويلة لجهود مكافحة التبغ.