بلومبرغ
طالبت الصين السكان المقيمين بمركز التكنولوجيا في مقاطعة "شينزن" بالعمل من المنزل، وأغلقت الأماكن غير الضرورية في جنوب البلاد، حيث تستعد لعودة ظهور "كوفيد-19" في أرجاء الوطن، على غرار ما حدث في الأيام الأولى من تفشي الوباء.
ارتفع عدد الإصابات بفيروس "كورونا"، المنقول محلياً يومياً في الصين، إلى أكثر من 1500 حالة، مقابل ما يزيد قليلاً عن 300 حالة في أقل من أسبوع، وشددت السلطات القيود في بعض المدن الكبرى لكبح انتشار متحور "أوميكرون" الجامح.
سجلت البلاد، اليوم السبت، 1524 إصابة، أكثر من ثلثيهم بدون أعراض. على الرغم من ارتفاع عدد الحالات، فإن ستة فقط من مرضى "كوفيد" يعانون من مرض شديد، ولم تعلن الصين عن حالة وفاة واحدة مرتبطة بـ"كوفيد" منذ أكثر من عام.
ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن نائبة رئيس الوزراء الصيني، سون تشون حثت المسؤولين، اليوم، على إجراء اختبارات سريعة لـ"مُولّد المضادات"، بالإضافة إلى اختبار الحمض النووي، لمواكبة انتشار "أوميكرون"، وأكدت أنه يجب على البلاد "الحفاظ على الحد الأدنى من تجنب عودة الظهور على نطاق واسع".
تحوّلت المجموعات النشطة الناجمة عن متحور "أوميكرون" شديد العدوى، بالمدن الكبرى الأكثر تطوراً، والمراكز الاقتصادية في الصين، إلى تحدٍّ غير مسبوق لاستراتيجية القضاء تماماً على "كوفيد" في البلاد، وهي سياسة تخلت عنها بقية دول العالم.
قاوم المسؤولون إلى حدٍّ كبير أساليب مثل الإغلاق والاختبارات الجماعية، واعتمدوا في الغالب على الاستجابات المستهدفة.
طلبت "شينزن" من سكانها البالغ عددهم 18 مليون نسمة البقاء في منازلهم الأسبوع المقبل، بينما تم حظر تناول الطعام في المطاعم وإغلاق الأماكن غير الضرورية، مثل الحانات ودور السينما، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية.
ووفقاً لوسائل الإعلام المحلية، ستجري خمس من مناطق المدينة العشرة اختبارات جماعية يومية لمدة أربعة أيام متتالية. وكافحت المدينة، المجاورة لهونغ كونغ، تفشياً متزايداً لـ"أوميكرون"، أدى إلى إغلاق المجمعات السكنية والمباني.
كما تتعرض مدينة شينزن لضغوط لمنع انتشار العدوى للتسرب إلى الداخل عبر هونغ كونغ، التي شهدت ارتفاع حالات الإصابة اليومية إلى عشرات الآلاف.
في الوقت نفسه، قالت "شنغهاي ديزني لاند" إنها ستعمل وفق، خطة استقبال منظمة للأعداد، وستطلب من الزوار تقديم نتائج اختبار "كوفيد" السلبية في غضون 24 ساعة قبل دخول مدينة الملاهي. ويكافح المركز المالي في الصين أيضاً عدداً متزايداً من إصابات "أوميكرون"، التي أدت إلى إغلاق المدارس أمام الطلاب من رياض الأطفال حتى المدرسة الإعدادية الأسبوع المقبل.
في وقت لاحق، اليوم السبت، أعلنت العاصمة الصينية بكين أيضاً عن ثلاث إصابات بين الأشخاص العائدين من أجزاء أخرى من البلاد. وفي جنوب الصين، أغلقت مدينة قوانغتشو، عاصمة مقاطعة قوانغدونغ، الأبواب على عشرات الآلاف في مركز مؤتمرات مساء أمس الجمعة، لإجراء اختبارات جماعية، بعد أن علمت أن شخصاً مصاباً ربما دخل المكان. لم يتأكد إصابة أي شخص بالفيروس حتى الآن.
انتشر "أوميكرون" أيضاً في مقاطعة شاندونغ شرقي البلاد، والتي سجلت ما يقرب من 600 إصابة. وفي مقاطعة جيلين الواقع شمال شرق البلاد، المتاخمة لروسيا وكوريا الشمالية، أغلقت السلطات العاصمة تشانغتشون، وعزلت عمدة مدينة جيلين المجاورة لفشله في السيطرة على تفشي المتحور محلياً، والذي يُعدُّ الآن من بين الأسوأ والأسرع تفشياً في البلاد.