بلومبرغ
حفّز المستهلكون القلقون بشأن مخاطر السلامة النووية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا ارتفاع أسعار أقراص "اليود"، و"يوديد البوتاسيوم".
صعدت أسعار الأقراص - التي تساعد في حماية الغدة الدرقية من المواد الكيميائية المشعة - في الأسابيع الأخيرة، بعد أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين بشن الهجوم.
تسبّب القصف الروسي في اندلاع حريق في مبنى في موقع محطة "زابوريزهزهيا" للطاقة النووية - أكبر منشأة من نوعها في أوروبا - ودمّرت القوات الروسية مختبراً للفيزياء الذرية يخضع لضمانات دولية في ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا. كما تضررت منشآت النفايات النووية في كييف خلال الأسبوع الأول من الحرب.
في غضون ذلك، وضع بوتين ترسانته النووية على "نظام خاص من حالة التأهب القصوى للواجبات القتالية". لكنَّ رئيس المخابرات الأمريكية قال، إنَّ التحذيرات العلنية للرئيس الروسي بشأن وضع قواته الذرية في حالة تأهب قصوى هي في الغالب رمزية، إذ لم تظهر أي تغييرات في الوضع النووي للبلاد.
أوروبا تدعو "الطاقة الدولية" لتحرك سريع لضمان سلامة المحطات النووية الأوكرانية
ومع ذلك، أثار القتال في أوكرانيا المخاوف من وقوع حادث إشعاعي، مما دفع المستهلكين إلى الإسراع للحصول على الحماية. باتت زجاجة واحدة فيها 180 حبة من "يوديد البوتاسيوم" تكلف الآن ما يقرب من 70 دولاراً من البائعين الخارجيين على "أمازون"، مقارنة بـ 30 دولاراً فقط في بداية العام، وفقاً لموقع تتبّع الأسعار "كاميل كاميل كاميل" (camelcamelcamel). في حي صعد سعر عبوة أخرى من موقع "ناو فوودس" (NOW Foods) ليصل إلى 29.98 دولاراً من حوالي 20 دولاراً في أواخر عام 2021.
طلب متزايد
بات الطلب أكثر كثافة في أوروبا، فقد شهدت فنلندا زيادة في الطلب بأكثر من 100 ضعف، وتواجه النرويج نقصاً في الإمدادات بعد بيع 90 ألف عبوة الأسبوع الماضي. في الولايات المتحدة، زادت عمليات البحث عن سؤال "هل يساعد اليود في الحرب النووية؟" على محرك البحث "غوغل" بنسبة 1150% خلال الأيام السبعة الماضية.
"يوديد البوتاسيوم"؛ هو ملح من "اليود" المستقر الذي يحتاجه جسم الإنسان لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية. يأتي معظم اليود الموجود في جسم الإنسان من الطعام الذي يأكله. ومع ذلك؛ يمكن إطلاق "اليود" المشع في الهواء بعد حادث نووي، و استنشاقه في الرئتين، ثم تمتصه الغدة الدرقية. تعمل مكملات "يوديد البوتاسيوم" و"اليود" عن طريق منع دخول "اليود" المشع إلى الغدة الدرقية.
حتى قبل غزو أوكرانيا؛ أوصت "هيئة الإشعاع والسلامة النووية النرويجية" أن يقوم كل شخص دون سن الأربعين بتخزين أقراص اليود في المنزل، لأنَّ الغوّاصات التي تعمل بالطاقة النووية غالباً ما تسافر على طول الساحل النرويجي. في الولايات المتحدة، قام موقع يسمى (Ready.gov) تديره الحكومة مؤخراً بتحديث إرشاداته المتعلقة في حالة حدوث انفجار نووي، لكنَّه لم يذكر "اليود".
تقول "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية" الأمريكية (CDC)، إنَّه يجب على الناس تناول "يوديد البوتاسيوم" بناءً على نصيحة من مسؤولي الصحة العامة أو مسؤولي إدارة الطوارئ. إذ يمكن أن يؤدي تناول جرعة أقوى مما هو موصى به أو أكثر مما هو مقترح إلى مرض شديد أو إلى الوفاة.