بلومبرغ
تزايد انعزال هونغ كونغ عن العالم الخارجي بسبب سياسات "كوفيد-19" الصارمة في المدينة التي تفرض حظراً على مجموعة كبيرة من الرحلات، وانقطاع خدمات شركات الطيران القادمة.
تُقلّص شركة "كاثي باسيفيك إيروايز" عدد رحلاتها الجوية من خارج الصين إلى هونغ كونغ للنصف تقريباً بدءاً من الشهر المقبل، وفقاً لشركة "سيريوم" Cirium المُتخصّصة في بيانات الطيران، في أعقاب قيود الحجر الصحي الأكثر صرامة على أطقم الرحلات. حدّدت الشركة الناقلة 150 خدمة قادمة فقط للمدينة في شهر يناير، وهو أقل إجمالي شهري منذ مايو، بينما اقترب الرقم من 4000 قبل الوباء.
تلتزم هونغ كونغ باستراتيجية "صفر كوفيد" الصينية، التي تسعى للقضاء على كافة آثار الفيروس، وتسعى المدينة لإعادة تأسيس السفر الخالي من الحجر الصحي إلى البر الرئيسي. فرضت السلطات بعض قواعد السفر الأكثر صرامة في العالم، حيث يُطلب من الزوار الأجانب الحجر الصحي لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع، ويكون بعضها في معسكرات مؤقتة. وتتصاعد المخاوف حالياً بشأن التغافل عن هونغ كونغ، في الوقت الذي تحاول فيه المدن الكبرى الأخرى التعايش مع "كوفيد" باعتباره وباءً مستوطناً وإعادة فتح اقتصاداتها.
أشارت "كاثي" هذا الأسبوع إلى تغييرات كبيرة في رحلاتها المُجدولة، بما في ذلك إلغاء بعض الرحلات الجوية من وإلى هونغ كونغ، بسبب تشديد قيود الحجر الصحي على أطقم الطائرات.
ووفقاً لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" South China Morning Post، فَقَد الطاقم العامل على رحلات الركاب غير الصينية جميع الإعفاءات المتعلقة بالحجر الصحي بدءاً من هذا الأسبوع. كما قالت "كاثي" في وقت متأخر من الخميس الماضي إنها علّقت جميع رحلات الشحن الطويلة ورحلات الركاب المُخصّصة للشحن فقط لمدة سبعة أيام بسبب القواعد الجديدة.
ألغت "بريتيش إيرويز" كذلك رحلاتها إلى هونغ كونغ بالكامل حتى شهر مارس بسبب تشديد الإجراءات. وتُخطّط شركات الطيران العالمية لـ758 خدمة إلى المدينة في يناير باستثناء تلك القادمة من الصين، وفقًا لـ"سيريوم". ويقل هذا العدد عن 791 خدمة خلال هذا الشهر وحوالي 11 ألفاً قبل الوباء.
ويحدث العكس في سنغافورة، المركز المالي المنافس، حيث أبرمت "الدولة المدينة" اتفاقيات مع أكثر من 20 دولة للسفر الجوي دون إجراءات الحجر الصحي، رغم أنها جمّدت مبيعات التذاكر لتلك المسارات خلال هذا الشهر من أجل مكافحة "أوميكرون".
حدّدت الخطوط الجوية 4370 رحلة إلى سنغافورة في يناير، وفقاً لبيانات "سيريوم" ليكون هذا العدد الأكبر من الرحلات الجوية الشهرية القادمة منذ مارس 2020.
وعطّل مُتغيّر أوميكرون الفيروسي التعافي الحديث للسفر الجوي الدولي خلال عطلة عيد الميلاد المزدحمة عادة، ولا تحارب هونغ كونغ وحدها المُتحوّل الفيروسي الجديد. كما أعادت دول شملت فرنسا قيود السفر لاحتواء السلالة سريعة الانتشار.
اقرأ أيضا: "أوميكرون" يلغي ويؤجل آلاف الرحلات الجوية حول العالم خلال عيد الميلاد
وفي يوم الخميس الماضي، أعلنت هونغ كونغ عن إصابتين أوليتين لشخصين ليس لديهما تاريخ سفر بفيروس "كوفيد"، ما يعني أنها أول إصابة في المجتمع منذ ما يقرب من سبعة أشهر. وترتبط كلتا الحالتين بأحد أفراد الطاقم الجوي الذي ثبتت إصابته بمتحور "أوميكرون".
يأتي تقليص عدد الرحلات المُجدولة إلى هونغ كونغ في أوائل العام المقبل بعد أسابيع من الإجراءات الصارمة على شركات الطيران، بما في ذلك شركة "إير إنديا" وطيران الإمارات التي قامت بتشغيل رحلات داخلية تحمل ركاباً مصابين. وأغلقت السلطات يوم الخميس ثلاثة خطوط إضافية لـ"فين إير أويج" Finnair Oyj والخطوط الجوية التركية و"سيبو باسيفيك" Cebu Pacific لمدة أسبوعين لخرقها قواعد الوقاية من "كوفيد-19".