كيف نفهم بيانات "كوفيد" الكثيرة والمتباينة؟

time reading iconدقائق القراءة - 10
جمع مسحات اختبارات \"كوفيد\" عبر ممر السيارات - المصدر: بلومبرغ
جمع مسحات اختبارات "كوفيد" عبر ممر السيارات - المصدر: بلومبرغ
- مقال رأي

يبدو أنه لا يكاد يمر يوم بدون ظهور دراسة جديدة مُقلقة متعلقة بـ"كوفيد-19". فقد قالت دراسة مؤخراً إن لقاح "موديرنا" يُنتِج ضعف عدد الأجسام المضادة التي تنتج عن لقاح "فايزر"، بينما قالت أخرى إن الإصابة السابقة بـ"كوفيد" تجعل المرء محصناً ضد عدوى "دلتا" بشكل أفضل من جرعات "فايزر"، كما يقول علماء جنوب إفريقيا إن السلالة الجديدة التي ظهرت هناك ربما تكون لديها "قابلية أكثر للانتقال".

وبرغم استمرار تدفق المعلومات، إلا أن البشرية لا تزال تكافح للإجابة على عدد لا يحصى من الأسئلة المتعلقة بـ"كوفيد"، مثل هل حالات العدوى التي تقاوم اللقاح أصبحت أمراً عادياً الآن؟ هل أحتاج إلى جرعة معززة؟ هل تنخفض الأجسام المضادة الموجودة في جسدي مع مرور الوقت؟

أسئلة كثيرة.. وإجابات غير وافية

سواء كنت تبحث عن هذه الأسئلة من خلال "غوغل"، أو تتحدث مع والدتك لتعرف ماذا تفكر هي حيال الأمر، فإن الإجابات التي ستتلقاها ستكون إما متباينة في أحسن الأحوال، أو متناقضة في أسوأ الأحوال أو حتى خاطئة أحياناً.

عن ذلك، كتبت صحيفة "فاي فلام" في عمود نشر فيها مؤخراً: "بعد مرور عام ونصف على تفشي الوباء، بات الأمريكيون أكثر ارتباكاً من أي وقت مضى بشأن المخاطر التي يتعاملون معها، وهذا ينطبق على الخبراء وعامة الناس على حد سواء".

لذا دعونا نعود إلى الأساسيات ونبدأ بحقيقة بسيطة، وهي أن الحماية من اللقاح تتلاشى، لكن تماماً مثل بنطال "جينز" جديد، يبدو أنه يلائم جسدك بشكل أفضل مع مرور الوقت، فإن تطور اللقاحات يحتاج إلى وقت أيضاً لتعمل بشكل أفضل، وهذا أمر طبيعي. ولكن بشكل عام، فإن اللقاحات لا تزال ناجحة! كما لا يزال بنطالك يبدو رائعاً، حتى مع وجود بقعة من الخردل عليه!

وقد أثبت الوقت أن أولئك الذين حصلوا على جرعة من اللقاح في وقت سابق من هذا العام لا يزالون يتمتعون بحماية ممتازة ضد الفيروس، وحتى حماية أفضل ضد الإصابات الخطيرة والوفيات.

لقاحات مختلفة

ربما لا تزال تتساءل بشأن كيفية عمل اللقاح؟ فقد حصل البعض منّا على جرعة واحدة، بينما حصل الآخر على جرعتين بحسب نوع اللقاح، وقد كان أداء هذه اللقاحات متبايناً بعض الشيء، في عالم تنتشر فيه سلالة "دلتا" المتحولة.

لاكتشاف ذلك، أرادت دراسة "زوي كوفيد" (ZOE COVID) في المملكة المتحدة، معرفة ما إذا كان أي من المشتركين في التطبيق الخاص بها قد أبلغ عن نتيجة إيجابية لاختبار كورونا في الفترة الممتدة من أواخر مايو، عندما أصبحت "دلتا" السلالة المهيمنة بالمملكة المتحدة، وحتى نهاية يوليو. وكشفت الدراسة أن الحماية الأولية من الفيروس بعد شهر من الجرعة الثانية من لقاح "فايزر- بيونتيك" بلغت 88%، ثم انخفضت إلى 74% بعد خمسة إلى ستة أشهر. وبالنسبة لجرعة لقاح "أسترازينيكا"، فقد كانت نسبة الحماية التي أمنتها ضد الفيروس تبلغ 77% بعد شهر من أخذ الجرعة الثانية، ثم انخفضت النسبة إلى 67% بعد أربعة إلى خمسة أشهر.

يمكنك الشعور بالاطمئنان إزاء هذه الأرقام، حيث إن الحماية ضد الفيروس لا يبدو أنها تتلاشى بشكل مفاجئ عند وقت محدد، على عكس حال عربة "سندريلا" التي تتحوّل عندما تدق الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل.

تحوّل الفيروس

بينما نواصل تتبع وفحص فعالية اللقاحات، تظل السلالات الوبائية المتحولة هي مصدر القلق الكبير، حيث يمكن لتحوّل واحد في الشفرة الجينية للفيروس أن يُحدث دماراً في بلدان بأكملها، متسبباً في تفشي المرض وارتفاع حالات الإدخال إلى المستشفيات.

وبات الأمر يبدو، كما وأن هناك حرفا يونانيا يقبع دائماً بالانتظار في المستقبل، من "ألفا" وحتى "دلتا"، وحالياً الأحدث "مو"، الذي نشأ في كولومبيا. ورغم أن هذا المتغير الأخير يمثل أقل من 0.1% من إصابات "كوفيد" حول العالم، إلا أنه ينتشر في أمريكا الجنوبية. وفي كولومبيا، تم ربط 39% من حالات الإصابة بـ"كورونا" بمتغير "مو".

الجرعات المعززة

السؤال الذي يُطرح الآن، هو ما إذا كان ينبغي علينا تقديم الجرعات المعززة للأشخاص المُلقحين بالفعل، في أماكن مثل الولايات المتحدة، أو أن نقوم بالتبرع بهذه اللقاحات لمنع انتشار السلالات المتحولة الجديدة مثل "مو" في المناطق الأقل تطوراً اقتصادياً في العالم. ورغم أن الدول الغنية شهدت نمواً هائلاً في أعداد متلقي اللقاح خلال العام الماضي، إلا أنه لا يزال أمامنا الكثير لإنجازه، إذا ما نظرنا على مستوى العالم.

1.2 مليار جرعة لقاح "كورونا" فائضة عن حاجة الدول الغنية.. أين ستذهب؟

فيما يتعلق بالجرعات المعززة، لم يكن هناك الكثير من الإجماع بشأنها، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الرئيس جو بايدن لم ينتظر الحصول على موافقة السلطات الصحية، قبل تحديد موعد لإطلاق حملة الجرعات المعززة في أواخر شهر سبتمبر.

وقد أصبحت هذه الخطة موضع شك الآن، فكما يقول كاتب عمود الرعاية الصحية ماكس نيسن: "يمكن فهم الرغبة في استعجال الأمور، فالناس خائفون وهم يتوقون للشعور بالأمان بقدر الإمكان. إلا أن تحديد هذا الموعد قبل وزن رأي العلماء فيه، كان تصرفاً خاطئا".


(هذا المقال مشترك وكتب من قبل "جيسيكا كارل" و"لارا ويليامز")

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان
الآراء الأكثر قراءة