بلومبرغ
قال المعهد الدولي للتمويل الأخضر في تقرير إن الصين لم تمول أي مشاريع فحم عبر مبادرة الحزام والطريق في النصف الأول من العام الجاري، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ إطلاق الخطة في عام 2013.
يأتي نقص التمويل من الصين لأشد مصدر للتلوث بين أنواع الوقود الأحفوري وسط تدقيق متزايد من قبل المستثمرين والمجموعات البيئية بسبب القلق بشأن مساهمتها في تغير المناخ لأسباب تتعلق بنشاط الإنسان. أكثر من 70% من جميع محطات الفحم المبنية اليوم تعتمد على التمويل الصيني، وفقاً للمعهد الذي يتخذ من بكين مقراً له، تليها استثمارات من اليابان وكوريا الجنوبية. قالت سيول في شهر أبريل الماضي إنها ستوقف التمويل المدعوم من الدولة لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم في الخارج.
قال كريستوف نيدوبيل، مؤلف الورقة البحثية ومدير مركز مبادرة الحزام الأخضر والطريق التابع للمعهد: "بات من الصعب بشكل متزايد الحصول على تمويل لمشاريع الفحم". وتابع: "في ظل وجود المبادئ التوجيهية الجديدة لتخضير الاستثمار الخارجي من الحكومة الصينية، نتوقع فرصاً أقل لمشاريع الفحم في مبادرة الحزام والطريق في المستقبل".
[object Promise]جهود حثيثة
تحاول الصين جعل استثماراتها أكثر استدامة من الناحية البيئية. طَوّر ائتلاف من مبادرة الحزام والطريق تحت إشراف وزارة البيئة نظام تصنيف مُكَوَّد بالألوان في شهر ديسمبر للمساعدة في تقييم مخاطر الاستثمار في الخارج. كما دعا رؤساء البنوك الحكومية الصينية إلى التراجع التدريجي عن تمويل مشاريع الفحم، وبدأ البنك المركزي في تصنيف عمليات تمويل البنوك هذا الشهر. كما ألغى البنك الصناعي والتجاري الصيني خططاً لتمويل محطة طاقة تعمل بالفحم بقيمة 3 مليارات دولار في زيمبابوي في شهر يونيو الماضي.
على الرغم من هذه الجهود، انخفض تمويل مبادرة الحزام والطريق لمشاريع الطاقة الخضراء بنسبة 90% في النصف الأول مقارنة بعام مضى، وفقاً للتقرير. كما أن متوسط حجم الصفقة أصبح أصغر أيضاً، حيث تراجع إلى 550 مليون دولار من 1.3 مليار دولار في عام 2018.
تواجه مشاريع الفحم مقاومة متزايدة من المجتمعات المحلية. دعت أكثر من 20 منظمة غير حكومية البنوك الصينية، العام الماضي، إلى سحب دعمها لمحطة طاقة تعمل بالفحم قيد الإنشاء في تركيا.
يعد خفض كمية الطاقة المولدة من الفحم أمراً ضرورياً لتحقيق هدف اتفاقية باريس للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية ليصل إلى 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية. فشل وزراء مجموعة العشرين الأسبوع الماضي في الاتفاق على إنهاء استخدام الفحم، وهو التزام رئيسي كانت المجموعات البيئية تأمل أن يجري التوصل إليه قبل محادثات المناخ للأمم المتحدة في مؤتمر الأطراف (COP26) في اسكتلندا في وقت لاحق من هذا العام.
قال لي شو، المحلل في شركة "غرينبيس إيست آسيا": "تم تهيئة الظروف السياسية والاقتصادية والدبلوماسية أمام الصين للابتعاد عن مشاريع الفحم في بلدان مبادرة الحزام والطريق". أضاف: "وقف استخدام الفحم الحجري في مبادرة الحزام والطريق يصب في صالح الصين نفسها وسيساهم في تحقيق زخم سياسات المناخ العالمية قبل قمة نهاية العام في مدينة جلاسكو".