الشرق
وصف مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون تغير المناخ، جون كيري الاتجاه إلى الاقتصاد الأخضر ومواجهة تغير المناخ بأنه أكبر تحول اقتصادي منذ الثورة الصناعية، وكشف أن هناك 81 مليار دولار جاهزة الآن، من بين 100 مليار دولار سنوياً سبق أن تعهدت بها الدول الكبرى في مؤتمر باريس لجهود التحول إلى الطاقة النظيفة.
وفي حوار لصحيفة "عرب نيوز" قال كيري: "أياً كانت الجهة التي تكتشف إمكانية تخزين الطاقة في البطارية لمدة أسبوعين أو أسبوع، أو أياً كان الشخص أو الدولة أو الشركة التي تبتكر طريقة لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، أو تخزينه، أو استخدامه، فستكسب الكثير من المال لأنها أمور يحتاجها العالم بأسره".
جهود ومبادرات سعودية
رأى كيري أن "السعودية تستطيع أن تكون إحدى العوامل الرئيسية للتغيير تجاه تحقيق أهداف المناخ بالعالم، لأنها تملك فرصة استثنائية تتمثّل بالطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر"، وعبر عن اعتقاده بأن المفهوم الذي طرحه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "يفرض تحدياً مثيراً للاهتمام، فلديه القدرة على تسريع التحول من خلال توفير وقود بديل، حيث تأمل شريحة كبيرة من السكان في العالم في التحول للاعتماد على الهيدروجين الآن".
شدد مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون المناخ على أهمية مبادرة السعودية الخضراء، وهي نوعية المبادرات التي يحتاجها العالم الآن من خلال زراعة الأشجار، وبدء الانتقال إلى أنواع مختلفة من الحلول المبتكرة التي تقلل مستوى الانبعاثات، للتعامل مع النفايات بطريقة أكثر فعالية.
في السياق السابق، التقى كيري بوزير البيئة السعودي مع فريق كامل من الرؤساء التنفيذيين الذين يقودون مبادرات مختلفة في قطاعات مختلفة من الاقتصاد لبدء التحول نحو التركيز على الاعتبارات البيئية، إلى جانب مبادرة الشرق الأوسط الأخضر. وقال: عقدنا اجتماعاً مؤخراً في الإمارات مع مجموعة من 11 دولة مختلفة معظمها منتجة في الشرق الأوسط، ضمت المغرب، والعراق، ومصر، وغيرها، وجميعها ملتزمة بالسير في هذا الاتجاه.
وبالنسبة للسعودية، أوضح كيري أن الأمر ينطبق أيضاً على الكربون بشكل واضح لأن دولة مثل المملكة هي دولة منتِجة معنية بالموضوع إلى حد كبير. وقال: "طالما تنخفض الانبعاثات بالمعدل الذي نحتاج إليه، وطالما أننا قادرون على التقاط تلك الانبعاثات واستخدامها بطريقة أو بأخرى، فسيكون هناك مزيج من الأساليب المختلفة وأنواع الوقود المختلفة".
وقدَّر المبعوث الأمريكي حجم الأموال المرصودة حالياً لمساعدة جهود تحول الطاقة بنحو 81 مليار دولار، من بين 100 مليار دولار كانت الدول الكبرى قد تعهدت بها سنوياً لجهود التحول للطاقة النظيفة، يمكن الاعتماد عليها الآن، وهي ليست مجرد تبرعات مباشرة. وقال:
نحن بالفعل نعمل بجد لتأمينها. وفي الحقيقة، فقد تحدثت شخصياً مع الرئيس بايدن حول هذه الأموال، وهو على دراية بذلك جيداً. وتمت مناقشة المسألة في مجموعة الدول السبع، ومن الضروري أن نجمع المبلغ معاً خلال الأشهر الأربعة المقبلة ونُنجز المهمة
التزام أمريكي بأهداف باريس وتحضيرات لـ"جلاسكو"
بحسب كيري، يحتاج العالم حالياً إلى تنسيق الفهم العالمي للأهداف والمعايير المختلفة التي يتم تطبيقها على ما هو "صديق للبيئة" وكذلك تعريف ما هو "صديق للبيئة" وما إلى ذلك، تمهيداً للاجتماع الذي ستشهده جلاسكو على غرار مؤتمر باريس من أجل تجديد طموح العالم، ورأى أن مبادرة السعودية الخضراء هي خطوة جيدة نحو المساعدة في هذا الشأن.
في الوقت نفسه، استبعد مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون تغير المناخ أن يحدث أي تراجع من قبل الولايات المتحدة تجاه قضايا المناخ، كما حدث في عهد الرئيس السابق ترمب، وذلك لأن "القطاع الخاص يتحرك بطريقة غير عادية في جميع أنحاء الكوكب، وسيتم استثمار تريليونات الدولارات في هذا التحول".
وأضاف كيري أن ستة بنوك كبرى في الولايات المتحدة التزمت بحوالي 4.16 تريليون دولار على مدى السنوات العشر القادمة من أجل الاستثمار المناخي، بعيداً عن بنوك التنمية أو مديري الأصول، بالإضافة لما ترصده العديد من المؤسسات المالية في البلدان الأخرى التي تلتزم بشكل كامل بهدف الوصول إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2050 أو قبل ذلك، فالتكنولوجيا وتطوير المنتجات والوقود الجديد لن تمكن أي سياسي في أي بلد من تغيير هذا الاتجاه، كما لن يرغب في ذلك، لأن الملايين من وظائف المواطنين الأمريكيين ستكون على المحك حتى مع انتقال العالم إلى مصادر الطاقة المستدامة والمتجددة.