بلومبرغ
تقليل الانبعاثات بالنسبة إلى أكبر الشركات في العالم، يعني استبعاد الموردين الذين لا ينطلقون بالسرعة الكافية استعداداً لاقتصاد منخفض الكربون.
وفقاً لتقرير صادر عن بنك "ستاندرد تشارترد" واستناداً إلى دراسة استقصائية لمديري الشركات التنفيذيين في 400 من أكبر الشركات في العالم، فإن ما لا يقلّ عن 80% من الشركات متعددة الجنسيات ستبدأ استبعاد "الموردين المتقاعسين عن التحول إلى الاقتصاد منخفض الكربون" بحلول عام 2025، بل إن 15% بدؤوا ذلك بالفعل. ولأن أكثر من 70% من الانبعاثات لمثل هذه الشركات يأتي من سلاسل التوريد الخاصة بها، فإن خفض هذه الانبعاثات يعد الخطوة الأولى في استراتيجياتها لتغير المناخ.
ومع التزام شركات مثل "آبل" و"رويال داتش شل" و"يونيليفر"، جميعهم، الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، فإن نصيب سلاسل التوريد العالمية من الانبعاثات الكربونية يخضع للتدقيق كما لم يحدث من قبل.
وفي حين أن التخلي عن المورّدين قد يكون له مردود سريع على خطط الشركة نحو تحقيق صافي انبعاثات صفرية، فإنه سيؤثر أيضاً بشكل غير متكافئ في الاقتصادات الناشئة التي من المحتمل أن تواجه أكبر الخسائر الاجتماعية والاقتصادية جراء تغيُّر المناخ.
قال أميت بوري، المدير العالمي لإدارة المخاطر البيئية والاجتماعية في "ستاندرد تشارترد": "يجب أن يكون هذا بمثابة جرس إنذار للموردين. لقد كثّف النقاشُ حول صافي الصفر التركيزَ على انبعاثات الكربون، وتعمل الشركات على فهم مصادر الانبعاثات وتأثيراتها بطريقة أكثر جدوى".
كما وجد تقرير "ستاندرد تشارترد" أن 57% من الشركات متعددة الجنسيات كانت على استعداد لأن تستبدل بمورّدي الأسواق الناشئة آخَرين أقلّ اعتماداً على الوقود الأحفوري، في الأسواق المتقدمة، إذا كان ذلك سيساعدهم على الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية. وكان لدى الشركات الأربعمئة التي شملها استطلاع البنك مورّد واحد على الأقلّ في بنغلاديش أو الصين أو هونغ كونع أو الهند أو إندونيسيا أو كينيا أو ماليزيا أو نيجيريا أو جنوب إفريقيا أو كوريا الجنوبية أو سنغافورة أو الإمارات العربية المتحدة.
وحسب التقرير، فإن نحو ثلث الصادرات المقدرة بنحو 1.6 تريليون دولار في تلك الدول الاثنتى عشرة "من المقرر أن لا تحظى مطلقاً بأي تساهل من الشركات متعددة الجنسيات بشأن الكربون".
وقال سايمون كونيل، المدير العالمي لاستراتيجية الاستدامة في "ستاندرد تشارترد" ومقره لندن: "بالنسبة إلى رواد الانبعاثات الصفرية، فإن بانتظارهم فرصاً ضخمة. أما مَن يفشلون في مواجهة التحدي، فيمكنهم في هذه الأثناء أن يتوقعوا خسارة إمكانية الوصول إلى شريحة كبيرة من الأعمال في المستقبل القريب".